• ×
السبت 30 سبتمبر 2023 | 09-29-2023
احمد الفكي

لباس الساري و الهدف الناري

احمد الفكي

 1  0  2532
احمد الفكي
التحية لدولة الإمارات العربية المتحدة حكومةً و شعباً و هم يحتفلون بمئوية زايد الخير موحد البلاد و باني نهضتها في كرنفالٍ بهيج حمل عنوان عام زايد وجهت فيه الدعوة لعملاقي كرة القدم السودانية الهلال و المريخ لأداء مباراة حملت اسم كلاسيكو السودان . كان مساء الثاني من نوفمبر 2018 يوماً خالداً في تاريخ إستاد محمد بن زايد في العاصمة الإماراتية أبوظبي حيث اكتظ الإستاد عن بِكرة أبيه بجمهور الناديين الكبيرين الهلال و المريخ مما شكَّل لوحة زاهية اختلطت فيها الألوان الأربعة سيد الألوان و الأحمر و الأزرق و الأصفر.
قبل أن تنطلق المباراة عُزف السلام الجمهوري للدولتين فكانت اللفتة البارعة المتمثلة في ترديد الجمهور السوداني الغفير مع الفرقة الموسيقية النشيد الوطني لكلا الدولتين بصوتٍ جهور كان مؤشر النجاح لفعالية المباراة التي انطلقلت بصافرة الحكم المونديالي الأماراتي محمد عبد الله و فيها تقاسم الفريقان شوطي المباراة أداءً و حيوية، حيث بادر هلال الملايين بزيارة شباك منجد النيل حارس مرمى المريخ في الدقيقة 20 عن طريق المهاجم الفذ محمد موسى الضي لينتهي الشوط بتقدم
الهلال نتيجة و سيطرة. وفي الشوط كان المريخ صاحب الحظوة و تراجع مستوى الهلال فدانت السيطرة له و هاجم بضراوة حتى تمكن مهاجمه سيف تيري من إحراز هدف التعادل في الدقيقة 69 من عمر المباراة و يستمر اللعب سجالاً مع أفضلية للمريخ و المباراة توشك أن تلفظ أنفاسها الأخيرة و الجميع داخل و خارج الإستاد قد هيأ النفس لمرحلة ركلات الجزاء الترجيحية فإذا بلاعب المريخ خالد النعسان الذي حلَّ بديلاً عن اللاعب رمضان عجب يُهدي الهلال هدفاً غالياً جراء الهدف العكسي الذي هزٍَ شباك فريقه والذي يُعتبر نيران صديقة وما هي إلا لحظات و أعلن الحكم نهاية المباراة بفوز الهلال على نده المريخ بهدفين مقابل هدف و يسدل ستار الكرنفال السوداني الرهيب الذي أثلج الصدر من واقع السلوك الحضاري المميز الذي عكسه إنسان السودان في ملعب إستاد محمد بن زايد الذي توشح ب لوحة إجتماعية عكست َمعدن الإنسان السوداني النبيل فكان حقاً كلاسيكو السودان في عام زايد آل نهيان " طيَّبَ الله ثراه".
* لباس الساري و الهدف الناري
قبل ثورة الاتصالات و التقنية التي أفرزت تداول الوسائط الإجتماعية بكل يسر وسهولة كانت السينما تحتل مكانة واسعة في قلوب كثير من شعب السودان و شغف مشاهدة الأفلام الهندية و لجمالها الجذاب ارتبط الهدف الجميل الذي يحرزه اللاعب في شباك الخصم ياخذ لقب هدف سينما و على ذكر ذلك كان هدف خالد النعسان العكسي في شباك فريقه هدفاً سينمائياً جميلاً كجمال الثوب الهندي الذي يُعرف بالساري .
و الساري من الألبسة التقليدية الأنيقة الأكثر شيوعاً في شبه القارة الهندية . فهي قطعة من القماش غير مخيط تتراوح بين أربعة وسته أمتار في الطول، قماشها مصنوع غالباً من الحرير وهو ما يفضله الكثير من نساء مومباي التي تعتبر واحدة من عواصم الموضة في الهند. كذلك يعتبر اللباس التقليدي في بعض أجزاء قرى الهند وبنغلاديش ونيبال وسريلانكا وبوتان ،بورما، وماليزيا ، و باكستان .
و بهذه المناسبة نستطيع القول أنَّ كأس عام زايد آل نهيان الذي حققه الهلال هو كاساً جوياً فخيماً جاء نتيجة ضغط ولَّدَ هدفاً عكسياً أخذ جمال الساري وهو الهدف الثاني الذي وصف بالناري .
* النعاس في الأغنية السودانية
الهدف الذي سجله لاعب المريخ خالد النعسان في مرماه و كفل للهلال تحقيق الكأس الجوي جعل جمهور الهلال يُقلب دفاتر الأغنيات السودانية التي تحمل بين سطورها كلمات النعاس و مترادفاتها و احتلت أغنية هل تدري يا نعسان أنا طرفي ساهر للفنان حسن عطية و كذلك أغنية يا ناعس الأجفان أنا من صفاك مسحور التي تغنَّى بها كروان السودان كرومة، النصيب الأكبر من الترديد كدأب المناكفات ذات الروح الرياضية السمحة التي تكثر عقب فوز فريق على الآخر .
* فايكس وتكريم الكاردينال
جائزة الأوسكار للنزاهة و الحكم الرشيد و الشفافية التي منحها الإتحاد الدولي لمكافحة الفساد الرياضي FIACS لرئيس نادي الهلال السوداني د/ أشرف سيد أحمد الكاردينال هي فخر لكافة أهل الرياضة في السودان حيث يعتبر الكاردينال أول رئيس نادي في العالم ينال هذه الجائزة التي استلمها في يومٍ كان عُرساً سودانياً في دولة الإمارات العربية المتحدة حمل عنوان كلاسيكو السودان بين الهلال و المريخ لفعالية نالت الإعتراف من الإتحاد الدولي لكرة القدم فيفا وكذلك الإتحاد الآسيوي لكرة القدم والإتحاد الإفريقي لكرة القدم الكاف.
* آخر الأوتاد :
التاريخ يعيد نفسه هكذا هو الواقع و المنطق حيث تشابه الحدث في جلب أول كأس جوي يدخل السودان كان كأس السلام من كينشاسا عام 1966 الذي حمل عنوان كأس السلام الذي حققه الهلال . وفي الثاني من نوفمبر للعام 2018 كان كأس عام زايد آل نهيان المعترف به من قبل الفيفا و الكاف و الإتحاد الآسيوي ليصبح كاساً جوياً يُختتم به عام 2018 و الفرحة مضاعفة لأنَّ الكأس تحقق إثر الفوز على الوصيف و كفى به من كأس .

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : احمد الفكي
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    احمد التجاني 11-04-2018 05:0
    في الصميم استاذ احمد. لك التحية. هكذا تكتب المقالات وليس كمقال الصحفي القديم الذي لم يجد ما يعلق عليه سوى مشية الكاردينال واحتفاله في الملعب بالفوز. فعلا صحافتنا الرياضية تعاني من امثال اؤليك. لك التحية ومبروك استاذ احمد.
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019