الكرة السودانية تعاني منذ عشرات السنين من سوء الادارة والتخطيط وعلى جميع الاصعدة والتخصصات وتراجع مستمر دون أن نتقدم خطوة إلى الأمام ونحن ندور في فلك ذهب شداد وأتى غيره والحال على ما هو عليه ذهب المدرب الوطني مازدا وأتى غيره والحال على ماهو عليه عاد شداد والعود أسوأ والمنتخبات السودانية تتذيل القائمة في المحافل الدولية مع مدرب أجنبي والحال على ما هو عليه.
نعم لقد خرجت المنتخبات السودانية بكل فئاتها المنتخب الأول ودع تصفيات بطولة الأمم الإفريقية 2019م ومنتخب الناشئين ودع تصفيات منطقة إقليم سيكافا المؤهلة لنهائيات كأس أفريقيا وشباكه منت بإحدى عشر هدفاً من المنتخب التنزاني (رايح جاي) ولا غرابة في ذلك فالخروج المبكر من كل البطولات الدولية كان متوقعا لدى الجماهير وظهرت بوادره عندما عجزت المنتخبات عن الفوز في المباريات التي أقيمت على ارضها وربما يكون خروجنا في التصفيات المقبلة بعد سنوات على يد أضعف المنتخبات لأن اللعبة تسير بعشوائية وخطط غير مدروسة ولذا ظلت المنتخبات لفترات طويلة تعيش على المسكنات بعد أي إخفاق أو فشل أو إقالة مدربإعفاء إداري.. إلى آخره من الحلول المؤقتة دون أن يشخص المسؤولون سبب العطب والنتيجة معروفة بعد زوال مفعول تلك المسكنات! تخرج علينا وسائل الإعلام والمحللين بالوهم والأوهام والشتلات ستعود الكرة السودانية إلى سابق عهدها مع العلم أن معظمهم (شاهد ما شافش حاجة) مسرحية الممثل المصري عادل إمام (والساقية لسه مدورة ويا حليل الراحو) التحية لكروان توتي الفنان حمد الريح .
المنتخب الوطني في أي دولة في العالم يعد واجهة الكرة وعنوان الدولة الأبرز في المحافل الدولية وله الأولوية على كل شيء إلا انه للأسف الشديد أن لاعب المنتخب ولائه لناديه أكثر من المنتخب لأن المكافآت التي يحصل عليها من النادي أكبر من تلك التي يحصل عليها من إدارة المنتخب ولذا يتهرب من أداء ضريبة الوطن وغياب مبدأ العقاب رغم وجود مبدأ الثواب.
السبب الرئيس في تدهور الكرة السودانية هو عدم وضوح اللوائح الذي خلق أجواء من التوتر وجعل الأندية تدور في حلقة مشاكل اسهمت في توتر العلاقات بينها وبين قادة الإتحاد العام وأحيانا بين اللاعب والنادي والجماهي.
وجود الدكتاتور البروف شداد على سدة الحكم الرياضي رغم أنه علم ورموز من رموز الرياضة في إفريقيا والعالم والعربي لكنه بلغ من الكبر عتيا وليس بمقدوره التصدي للزمن وإضافة شيء .. ويفتقد إلى التعامل مع أدوات العصر والمجموعة التي تعمل معه تفتقد إلى الخبرة وليس لديها منهج ولا هدف ولا خطة والشغل كله (عواسة وسواطة) وللأسف الشديد بعض رؤساء الأندية مسطحين وليس لهم أي علاقة بكرة القدم جيوبهم مليانة وعقولهم فارغة وإعلامنا الرياضي مثل (مزيكة حسب الله المصرية ) فقيرة النغم والطرب التي تتقاضى أجرها من المعازيم والفتوات ودعم الدولة للرياضة شحيح جداً جداً ورغم ذلك الفساد يستقطع منه النصيب الأكبر ومسابقة الدوري الممتاز تعد من أضعف المسابقات في الدوريات العربية والبطولة محصورة بين فريقين فقط بينما تجد في الدوريات العربية المنافسة متقاربة على المراكز الأولى وهو ما يؤكد فشل المسابقة وفشل اللاعب السوداني في الإحتراف خارجياً ،عدم الإهتمام بأكاديميات ومدارس الكرة وفرق البراعم والناشئين التي تعد أهم محطة في اللعبة، كل هذه الأسباب مجتمعة أدت إلى موت منتخبنا سريرياً منذ فترة ليست بالقصيرة ليطلق القائمون عليه رصاصة الرحمة في رأسه ويردونه قتيلاً بفعل فاعل ولا يمكن بأي حال من الأحوال انقاذه من غيبوبته والنوبات المستمرة والمتكررة الا بتغيير جذري يطيح بمنظومة (كش) المثقوبة ويأتي بمجموعة لهم باع طويل في مجال اللعبة وبمعايير خاصة مبينة على أسس علمية على أمل إنبلاج فجر جديد للكرة السودانية.
يجب على القائد شداد ومجموعته أن يقيموا أنفسهم ويسأل كل واحد نفسه ماذا قدم من إنجازات للكرة السودانية وإن لم يستطع ذلك فعليه أن يسأل الأندية وجماهيرها وليس من العيب أن أقبل من يهدي لي عيوبي لكن العيب أن أكابر وأفتحر وأستمر في إدمان الفشل والإخفاق.
لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك
نجيب عبدالرحيم أبو أحمد
najeebwm@hotmail.com
