لن ترتاد الكرة آفاق التطور إلا بالإعتماد على الأكاديميات والمراحل السنية
طموحات إدارات الأندية الفوز بالبطولات المحلية الهزيلة للمحافظة على مواقعها
تجرع المنتخب الوطني لكرة القدم مرارة أربع هزائم متتالية في تصفيات البطولة الافريقية بالكاميرون والتي كان آخرها أمام السنغال على أرضه ليحتل المركز الأخير في المجموعة وتصبح مبارياته امام غينيا ومدغشقر تحصيل حاصل ليتأكد خروجه من التصفيات بطريقة مذلة ومهينة بفشله في تحقيق انتصار او الحصول على نقطة واحدة من 12 نقطة تحفظ له ماء وجهه خاصة وانه من اعرق منتخبات القارة التي نالت شرف الفوز بالبطولة الافريقية في العام 1970م.
وجدت هزائم المنتخب الوطني نقاشاً مستفيضاً في اعمدة الرأي بالصحافة الرياضية والتي عزتها لعدة اسباب، أهمها ضعف اعداد المنتخب الذي يتم تجميعه لعدة ايام قبل أي مباراة ،ولتخطي الاختيار لعدد كبير من اللاعبين الذين تألقوا في الممتاز،ولحالة الارهاق التي اصابت اللاعبين من جراء الموسم المضغوط، ولضعف قدرات المدرب الكرواتي الذي فشل في اختيار التشكيلة المناسبة وطريقة اللعب الصحيحة وادارة المباريات بالمستوى المهني الذي يمكن المنتخب من تحقيق النتائج الايجابية ،ولاسناد لجنة المنتخبات الوطنية لحسن برقو الذي لاعلاقة له بالكرة في وجود نجوم في قامة قاقارين وامين زكي ومصطفى النقر وزيكو من اصحاب الكفاءة والخبرة والتجربة التي تمكنهم من ادارة المنتخب بمستوى متميز،ورغم ان كل هذه الاسباب قد اثرت بشكل مباشر على اداء المنتخب الا ان المشكلة الحقيقية تكمن في ان الكرة السودانية غير مؤهلة لتحقيق الانتصارات الخارجية لضعف مهارات وقدرات اللاعب السوداني البدنية والتكتيكية والتي تؤكدها المستويات الهزيلة والنتائج السيئة للاندية والمنتخبات خلال السبعين عاماً الماضية والتي لم تحقق فيها سوى بطولة واحدة للاندية أي بنسبة "2%" وهي نسبة رسوب تفرض على كل من يعمل في المجال الاداري لكرة القدم ان يتقدم باستقالته اذا كانت لديه ذرة من ادب الاعتراف بالفشل.
ان ضعف مهارات وقدرات اللاعب السوداني سببها الاساسي اعتماد ادارات الأندية على اللاعب الجاهز الذي ينمو عشوائياً بروابط الأحياء وينتقل بسرعة الصاروخ لاندية الممتاز والمنتخبات الوطنية رغم العيوب التي يعاني منها في الاستلام والتمرير والحركة السليمة والبطء في التصرف والجري بالكرة والقدرة على استثمار الفرص والتي فشل كل المدربين الوطنيين والاجانب في معالجتها لتطوير مستويات اللاعبين بعد ان ظلوا يلعبون بطريقة معينة لاكثر من 15 عاماً لينعكس ذلك مباشرة على النتائج المخيبة للآمال خلال العقود الماضية والتي ستتواصل الى الابد اذا لم نضع خطة طويلة الامد تعتمد على مدارس الكرة والاكاديميات لخلق قاعدة عريضة من المواهب الصغيرة لتغذية الاندية والمنتخبات بالكوادر المؤهلة التي تملك القدرة على تشريف الوطن بإحراز البطولات الخارجية التي لم يعد ممكناً الفوز بها بالصدفة والحظ والاجتهادات الفردية بعد ان اصبحت الكرة مثل التعليم تعتمد على التدرج من الروضة حتى الجامعة ،وهو الشيء الذي تفتقده الكرة السودانية باعتمادها على لاعبين جربندية لم يتعلموا اصول الكرة وأساسياتها في المراحل السنية ووجدوا أنفسهم فجأة في اندية القمة والمنتخبات بعادات لعبهم السيئة فكانت الفضائح الكروية نتاجاً طبيعياً لعدم تدرجهم في مراحل الكرة التعليمية.
خلاصة القول
ان الكرة السودانية لن تخرج من نفق التخلف والهزائم المتواصلة في البطولات الخارجية اذا لم يحدث تغييراً حقيقياً في فكر الاداريين بتأسيس المدارس السنية التي لن تتطور الكرة بدونها،حتى ولو استجلبنا اعظم المدربين في العالم وعسكرنا في اوربا والبرازيل وصرفنا مئات الملايين من الدولارات على تسجيلات اللاعبين المحليين وعطالة المحترفين الذين استنفذوا اموال الاندية التي خرجت من المراحل الاولية للبطولات الافريقية لأن فاقد الشئ لا يعطيه لتبقى المشكلة ان ادارات الاندية غير مستعدة للاستفادة من تجارب التسجيلات الفاشلة بصرف هذه المليارات على الاكاديميات والمدارس لتطوير المستوى لأن هدفها هو المحافظة على مواقعها للحصول على البطولات المحلية التي لا قيمة لها بدون انجازات خارجية ترفع مكانة النادي وتصنيفه في الاتحادين الافريقي والدولي، وليكن لنا أسوة حسنة في الأهلي القاهري الذي فاز بالبطولات الافريقية ثماني مرات ولعب عدة مرات في بطولة العالم للاندية واعطى لنفسه وبلده قيمة كبرى في القارة الافريقية والوطن العربي ومختلف دول العالم بإنتصاراته وإنجازاته،اما اذا كانت كل طموحات الاندية السودانية هي الفوز بالبطولات المحلية بهذا المستوى البائس والضعيف فعلى الكرة السودانية السلام، وكما قال الشاعر التونسي العظيم الشابي:
إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ رَكِبْتُ ** الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر
وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ **يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر

لماذا تظهر دائماً عندما يكون الهلال في وضع سئ؟؟
لعبتك صارت مكشوفة ،وحصلت ناس معتصم والهارب ود ادريس.
ترفع ودافع عن الهلال الكيان واتراك الاشخاص.