* بعيداً عن فوز الهلال ونجاحه في ملحمة الثأر ورد الاعتبار وبعيداً عن تاجيل الحسم للقب الدوري للجولات القادمة وبعيدا عن الارهاصات التي سبقت المباراة .. بعيداً عن كل هذا وذاك يجب ان نقول بان الفريقين هلال مريخ قد قدما مباراة استثنائية تختلق اختلاف كلي عن كل لقاءات الهلال والمريخ الماضية على الاقل خلال الثلاثة أو الاربع سنوات الماضية فقد قدم الفريقين مباراة للتاريخ تفرغ فيها اللاعبين لاداء واجبهم الاساسي داخل المستطيل الاخضر بنثر المتعة والابداع على جنبات الملعب حيث شهدنا اللاعبين يقدمون المتعة في ابهى صورها ففي شوط اللعب الاول تغالب لاعبي الهلال على انفسهم وقدموا الكرة السهلة بلا تعقيد باص وخانة وانتشار وتمركز سليم ووصول من اقصر الطرق لمرمى المريخ واحرزوا هدفاً خرافياً ... وفي شوط اللعب الثاني انتفض لاعبي المريخ واستشعروا خطورة الموقف الذي وضعوا انفسهم فيه فكان ان تحرروا من روح اللامبالاة وزرعوا الملعب طولا وعرضا وامتلكوا زمام السيطرة على المباراة وهددوا مرمى الهلال بطلعات هجومية نارية وضاعت لهم اكثر من ثلاثة فرص مضمونة امام مرمى الهلال كان لحارس الهلال يونس الطيب منها نصيب الأسد في افسادها وقد تخلى الحظ عن المريخاب في هذه المباراة مثلما تخلى عن الهلال في المباراة الماضية في استاد الخرطوم والاهم من ذلك كله هو اننا قد شهدنا اخلاق رياضية عالية من لاعبي الفريقين وكان التنافس شريفا اعطى صورة مستحسنة لكل النظارة خارج القطر وداخله وهذه هي الجزئية التي نبحث نحن عنها والتي كانت محل الاشادة من كل المراقبين خارج حدود المعمورة حيث تبارت القنوات والمطبوعات الورقية العربية في الاشادة بلقاء الهلال والمريخ الاخير والذي وصفه البعض بانه الاجمل خلال السنوات الماضية،،

* ولقد اعجبتني الروح الرياضية التي سادت لاعبي الفريقين بعد نهاية المباراة حيث تعانق اللاعبين في روح رياضي نبيل اكد بان التنافس الرسمي ينتهي داخل المستطيل الاخضر وبعد نهاية المباراة مباشرة فكانت تلك لحظة رائعة جسدت مقولة الرياضة سفارة .. كما انني سعدت كثيراً للروح الرياضية السمحة التي كان عليها جمهور الفريقين وبخاصة جماهير المريخ التي شجعت بادب وتقبلت الهزيمة بروح رياضية عالية ولم تمارس انواع التخريب التي جبلوا عليها في مثل هذه المواقف وقد كانت جماهير المريخ كبيرة وهي تستقبل لاعبيها بالاحضان بعد نهاية المباراة على الرغم من انهم خرجوا خاسرين للقاء الذي كان سيتوجهم ابكالا للدوري وهذه ثقافة تشجيعية تستحق ان نقف عندها والاشادة بها؛؛

(( النخبة تحتاج لتعديلات جذرية))

* تعودنا من دكتور كمال شداد الخروج علينا بين الفينة والاخرى بالجديد المبتكر فكلنا ندرك بانه هو من ابتدع فكرة الدوري السوداني الممتاز الذي حرر الكرة السودانية من الدائرة الاقليمية الضيقة التي كانت تنغلق بين دهاليزها حيث كانت الكرة في كل حدود السودان تلعب بنظام الدوريات المحلية او بالأحرى الدوريات الاقليمية حيث تصفى الفرق على ابطال الولايات او ابطال الاقاليم لتلعب الفرق المتأهلة دوري من دور واحد في الخرطوم يتوج بعده بطل عموم السودان وتحدد من خلاله المراكز التي يحق لاصحابها التمثيل الخارجي لياتي شداد ويلغي فكرة الدوريات المحلية لكل ولاية على حدها ويبتدع فكرة الدوري الممتاز والتي لقيت معارضة شديدة في بادى الامر وبخاصة من جانب العاصميين بحكم انها قد ساهمت في اندثار عديد من الفرق ذات الصيت العالي امثال بري وشمبات والتحرير وودنوباوي والزهرة والنيل والقوز والعباسة وغيرها من الفرق وبالمثل فقد ساهمت تجربة الدوري الممتاز في ظهور فرق ومناطق كانت في طي النسيان مثل فرق تريعة البجة وودهاشم ومريخ نيالا وملوك الشمال فريق اهلي مروي واهلي شندي وهلال الابيض وغيرها من الفرق والمناطق المغمورة والتي ماكان لنا ان نسمع بها ونتابعها لولا ان بزغت الى حيز الوجود فكرة الدوري الممتاز الذي اتاح الفرصة لكل ولايات السودان المشاركة في الدوري الممتاز،،

* وبلاشك فان الفائدة كانت عظيمة من فكرة الدوري الممتاز لما لها من شمولية لكل اندية السودان حسب الاجتهاد،،

وهاهو الدكتور شداد يتحفنا بفكرة اخرى لاتقل اهمية عن فكرة الدوري الممتاز الا وهي فكرة دوري النخبة والتي تعتبر جزء مكمل لتجربة الدوري الممتاز حيث صنفت الفكرة الفرق المتميزة في دوري النخبة وصنفت الفرق الاخرى في دوري العشرة للهبوط والبقاء والفكرة ألمعية دون شك بشقيها العلوي والسفلي ولكن تبقى ملاحظة مهمة جديرة بالتسجيل ولاادري كيف فاتت على فطنة دكتور شداد ومعاونيه وهي تتمثل في الظلم الذي يتعرض له الفريق الذي يتصدر فرق الدور التمهيدي وفصل نقاط التمهيدي عن نقاط النخبة وهو حق مكتسب يجب ان لايتجزاء عن دوري النخبة اي ان نقاط الدور التمهيدي يجب ان تضاف لنقاط النخبة فالفصل بينهما ليس له مايبرره فتلك نقاط اكتسبها الفريق بعرق جبينه وتفوق لاعبيه ولو ان نقاط الدور التمهيدي لم تستبعد من المنافسة لما تضرر الفريق الهلالي من خصم النقاط الستة،

* وبما ان تجربة دوري النخبة تجربة وليدة ولاتزال في طور البناء فلن يضير قادة الاتحاد بقيادة البروف شداد من اعادة النظر في هذه التجربة والعمل على ربط نقاط التمهيدي مع نقاط النخبة حتى لايتضرر فريق اجتهد في الدور التمهيدي وتاتي اللجنة المنظمة لتساويه بفرق يفوقها بخمسة او سبعة نقاط ففي هذا ظلم باين لبطل الدور التمهيدي،،

تغريدة

* معذرة عزيزي القارئ للغياب الطويل الذي كانت له اسبابه،،


الكلام .. الأخير

(الى جنات الخلد عمنا محمود)

* غيب الموت عمنا الودود الورع الشيخ محمود حمد ود ابو شوال حيث لبى نداء ربه راضيا مرضيا مخلفا ورائه سيرة عطرة من الاعمال الجليلة في فعل الخير ومواساة الضعفاء والرفق بالجيران فكان ان بكته نساء وشيوخ وشباب مدينة الحماداب وشيعته الى مثواه الاخير بالدموع والدعوات الصالحات وكانت مراسم تشيعه شهادة له عند الله حيث صلى عليه جمع غفير من الاهل والاحباب والمريدين وامتلات ساحة المقابر في الري المصري بالمشيعين الذين كانوا شهداء الله على ارضه .. ونحن اذ نودع هذا الشيخ الجليل نرفع اكف الضراعة الى العلي الاعلى ان يكلؤه بعطفه ورعايته وعنايته وان يتقبله قبولا حسنا وان يجعل قبره روضة من رياض الجنة وان يغسله بالماء والثلج والبرد وان يبداه دارا خير من داره واهلا خيرا من اهله انه نعم المولى ونعم النصير .. ولن نقول الا مايرضي الله انا لله وانا اليه راجعون ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم،،

والعزاء موصول لابنه الاخ صديق محمود حمد في مدينة الدمام وزوجته سكينة بت احمد عبد القادر ولشقيقه محمد محمود في مدينة الطائف وشقيقاته ولكل آل محمود ود حمد،،