عادت الكرة لمنطقها وفاز الهلال على المريخ بهدف المتألق وليد الشعلة، بهذا الفوز يكون لاعبو الهلال قد أدّوا مهمتهم على أكمل وجه ونجحوا في الاحتفاظ بلقب الدوري بحساب النقاط الميدانية وبعيداً عن تلك التي خصمها الاتحاد الدولي لكرة القدم، تفوق الهلال على المريخ في مجمل الموسم وتفوق عليه في مباراة الأمس، ومن المعلوم أنّ المباريات تحسم بالأهداف وليس بالفرص الضائعة أو نسبة الاستحواذ على الكرة، فتلك كلها أشياء يمني الخاسر بها نفسه كما يفعل عاجز الرأي الذي قيل إنّه مضياع لفرصته حتى إذا فات أمر عاتب القدرا، الهلال الآن ليس بحاجة لفعل أي شيء آخر من أجل أن إضافة اللقب إلى خزائنه فما (كسره) الاتحاد الدولي لكرة القدم نجح رفقاء بشّة في (جبره) بهزيمة المريخ.
أوتار عديدة عزف عليها إعلام المريخ عقب خسارة الهلال المباراة الماضية، تحدّثوا عن أفضلية مطلقة لفريقهم رغم أنّه انتظر سنوات طويلة من أجل تحقيق الفوز على الهلال في الدوري الممتاز وانتظروا (ضعفه) وسينتظرون كذلك من أجل العودة بالنقاط من الجوهرة الزرقاء، تحدّثوا كذلك عن النقاط المخصومة وحالهم حال (القرعة التي تتباهى بشعر اختها) كما يقول المثل المصري، ومواصلة للحرب النفسية ضد الهلال تبنوا قضية حكم مباراة أهلي شندي ودبّجوا المقالات في التعاطف معه، ومتابعة حالته الصحية، وتحدّثوا عن حرمان الهلال من جماهيره، ولم تكن تلك كلها إلاّ أمانيهم وليس كل مايتمناه المرء يدركه.
فاز الهلال وخرج إلى جانب النقاط الثلاث بمكاسب عديدة وفي مقدمتها مواصلة المهاجم وليد الشعلة لتألقه وتوغله في قلوب الأهلة في وقت كدنا نفقد فيه الأمل في وجود مهاجم وطني قادر على إعادة سيرة النجوم الكبار الذين توشّحوا بالأزرق، ومن المكاسب أيضاً ثبات المدافع محمد المعتصم هذا اللاعب الذي يمكن أن يكون بالمزيد من الفرص واحداً من ركائز الدفاع في الهلال والمنتخب، وبالتأكيد هنالك الحارس يونس الطيب الذي سنفرد له مساحة خاصة في مقال قادم إن شاء الله حيث كان بالأمس أحد أبرز عوامل الانتصار بيقظته وثباته وحسن تصرفه.
فاز الهلال وكرّس تفوقه التاريخي على المريخ في الدوري الممتاز، واستطاع بهذا الفوز أن يخرس الألسنة التي تطاولت على سيد البلد، وأعاد الفوز النادي الأكثر حلولاً في المركز الثاني بالمسابقة إلى حجمه الطبيعي وأرجعه إلى أرض الواقع، هذا الواقع التي تصدّقه الأرقام وتؤكّده احصاءات بطولة الممتاز، بهذا الفوز يستحق لاعبو الهلال التهنئة على التتويج باللقب فما حدث من خصم للنقاط هو أمر لا دخل لهم فيه وهي معركة لم يخوضوها ولو قُدِّر لهم أن يفعلوا لما خرجت من بين أيديهم، أما فرحة المريخ بالبطولة إن ذهبت إليه فهو أمر اعتدناه من فريق تعجزه الملاعب فيجد ضالته في المكاتب.