• ×
الثلاثاء 16 أبريل 2024 | 04-15-2024
علي الكرار هاشم

المنظومة العلاجية السودانية

علي الكرار هاشم

 0  0  2028
علي الكرار هاشم


كتاب الشهر

أقام معهد الدراسات السودانية قراءة متخصصة تحت عنوان- كتاب الشهر- وذلك في كتاب ( نظرة عن قرب للمنظومة العلاجية السودانية ومفرداتها تأليف الأستاذ- عبد الوالي سعيد محمد) بقاعة الشارقة جامعة الخرطوم عصر الخميس 26يوليو2018 وقد أدارت الندوة باقتدار كبير الدكتورة منى محمود وعقب وناقش لفيف من الاكاديميين والمثقفين والحضور منهم د. إيمان أحمد بشير ومرتضي الغالي وعبد الكريم النور ونجوي خضر ود. معتصم محمد خير وشيرين ابراهيم النور وآخرين حيث سلط اللقاء الضوء علي جوانب هامة في الكتاب الذي لاقي ترحابا كبيرا وأصداء طيبة .
صدر كتاب المنظومة العلاجية السودانية في مطلع هذا العام من مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي في تصميم أنيق وطباعة ممتازة وهو يقع في 582 صفحة من الحجم المتوسط قام الكاتب بتبويبه واثبات مراجعه وفهرسته مما جعله كتابا مكتملا يستحق ان تحتفي به المكتبة السودانية وأن يجد حظه من النقاش والنقد والذيوع خاصة وكاتبه الأستاذ عبد الوالي سعيد كتبه بقلم المتخصص في المجال ومن عرف دروبه وخبر تشعباته وألم بكل فسيفساء المجال الصحي ليصدق عليه المثل السوداني (سمح الغنا في خشم سيدو).
في مطلع ثمانينيات القرن الماضي عاد مؤلف الكتاب من دولة اليونان متأبطا شهادته في مجال (ادارة المستشفيات) وهو مجال كان ولا يزال يقوم به أهل الطب أنفسهم لهذا كان غريبا ان يدخله غيرهم وأذكر بالتفصيل تلكم الجولات المكوكية التي قام بها الاخ عبد الوالي عبر العديد من الوزارات والادارات حتى استطاع بجهد خارق ونفس طويل من صنع كادر وظيفي يوائم تخصصه الجامعي ثم بدأ رحلة أخري في صنع مفهوم آخر يفرق بين من يدير المنشأة الطبية ويحرك دواليب عملها ومن يقوم فيها بعلاج المرضي والاشراف الطبي ويبدو ان هذا الجدل ما زال مستعرا في بلاد لا تستطيع الانعتاق سريعا من موروثها وثقافتها السالفة مهما كانت جدواها. ومن هنا يحفظ للأستاذ والي حقه ومكانته فهو الاول بلا منازع في هذا المجال وان كان لم يجد حظا ومكانة بقدر جهده ولم يجد زمنا ومساحة في الاعلام وظل غريبا كصالح في ثمود وهاهو اليوم يدفع بكتابه للقارئ السوداني ليقول بالصوت الجهير هاؤم اقرءوا كتابيه.
افلح الكاتب كثيرا حين عنون كتابه (بالمنظومة العلاجية) فهي فعلا منظومة تتواصل مثل حبات المسبحة عبر الكثير من المحطات في سبيل صحة الانسان وعلاجه والكتاب الذي أولاه مؤلفه عناية جمة فجاء عملا يتقلب تارة بين المكانة الادبية الرفيعة حيث اللغة المترعة بالجمال والعبارات المنتقاة بعناية فائقة ومعرفة تامة ولا يستغرب ذلك فالمؤلف يتكئ علي ثقافة عالية واطلاع مستمر وقد عرف عنه اهتمامه بالعلم ومتابعاته للثقافة والادب ثم يذهب الكتاب الي دوره الاصلي في الحديث عن مجالات العلاج في السودان فيأخذك تارة في تاريخ العلاج والتفاصيل الدقيقة بين المراحل التي يتم عبرها العلاج والاشخاص والادوار مفصلا بقلم الخبير أماكن الضعف والقوة والسلبيات والايجابيات ثم يحدثك عن مكونات المستشفيات من قوة بشرية وأجهزة وطرق عملها وأهميتها ويفصل في الفروق بين الوحدات الصحية كل هذا وهو يقودك لتتعرف علي أمرين غاية في الاهمية هما أمر الصحة نفسها وأمر العلاج ولعمري فان هذه واحدة من أهم مشاكل الوطن التي لا زلنا نعاني منها.
يستعرض الكاتب المستشفى السوداني الحديث وتطوره ويبين علله وأدوائه في تفصيل وتحليل بليغ ثم لا ينسي دور المال وسبل التمويل في تطور المؤسسات العلاجية ويتطرق للتجارب السودانية في هذا المجال حتى اذا وضع المؤلف قلمه في نهاية الكتاب كان قد وضع القارئ علي جوانب هامة ومعلومات قيمة عن المنظومة العلاجية ليتسق العنوان تماما مع المضمون.
ان الاحتفاء بهذا الكتاب هو أقل ما يقدم لكاتب سجل عصارة فكره وتجاربه وقدمها للناس في صورة جميلة وبقلم رشيق واذا كان المؤلف قد استحق قصب السبق حين اقتحم ذلكم المجال مسجلا نفسه الكادر رقم واحد فانه ايضا يفتح مجالا لأهل المهن وأهل التخصصات والعلوم ليحدثوا الناس عن مجالاتهم ويكتبوا عن خبراتهم فهناك من يستفيد وهناك من يقرأ ومن هنا تستمر مسيرة الحياة وتتواصل الاجيال دون انقطاع وهذا ما يجعلني في ختام المقال ازجي الثناء عاطرا للمؤلف مع الامنيات بأن نقرأ له سفرا جديدا.


امسح للحصول على الرابط
بواسطة : علي الكرار هاشم
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019