غني عن القول ان صهيب عز الدين الشهير بالثعلب لاعب الهلال واحد من المواهب النادرة في زمن الندرة هذا ومثله اصبح كالمعدوم في سوق الخرطوم وما اكثر المعدوم وفي هذه المباراة كشف صهيب عن مقدرات رائعه وقدم تابلوهات من الزمن الجميل وهو الاوحد الذي يذكرك الاجيال السابقة في الاداء شكلا ومضمونا هذا جعل كثيرا من الاقلام تكسب مدادا كثيرا بحقه وهو يستحق بل ذهب البعض للمطالبه باشراكه علي الدوام وذهب البعض انه اللاعب الذي يبحث عنه الهلال في صناعة اللعب النادره هذه الايام وحمل البعض الاخر المدربين عدم اشراكه باستمرار خاصة وقد احرز هدفا علي طريقة الكبار فنا وابداعا وتركيزا وهو هدف لا يحرزه الا امثاله حيث قوس قدمهم وامال جسمه الي الخارج ولعب الكرة في الزاوية الضيقة لتسكن الشباك كواحد من احلي اهداف الموسم ولكن يبقي السؤال لماذا لا يستمر الثعلب علي هذا المنوال وهل حقا ان المدربين يقفون ضده ربما غيرة او اشياء نفسية اخري ؟؟؟ وفي تقديري ان صهيب لا يقدر قيمة موهبته ولا يعمل علي صقلها ولا يهتم بنفسة من حيث اللياقه والتمارين والتغذية فهو ضعيف البنية الجسمانية وبالتالي لا يتحمل الضغط في المباريات الكبيره ومن ثم يفقد الكرة سريعا اضافة انه لا يضغط علي حامل الكرة وكثيرا ما يلعب علي الواقف مما يعني انه كسول اضافة الي انه يفقد الطموح في الترقي الي الاندية الكبيرة لذلك لا يبذل جهدا مضاعفا ولا يحافظ علي نفسه ولذلك يلعب دائما علي طريقة ( غيب وتعال ) والاجزاء الاخيرة من المباريات اذ لا يمكن الدفع به من اول المباراة لانه لن يكملها وبالتالي يعرض الفريق لخسارة تغيير قبل حسم نتيجة المباراة وبالتالي المشكلة مشكلة صهيب شخصيا وهي مشكلة متسربه من طبيعة الانسان السوداني وبالذات الموهوبين حيث لا يتقيدون بالانضباط بل اذا حاولت ضبطهم تعرضت لمشاكل وخلقوا الف مشكله خاصة الذين يتمتعون بما حباهم الله من حسن المظهر اضافة للموهبة والفن مما يجعل الجماهير العاطفية تلتف حولهم وهذا اضاع علينا كوطن لاعبين كان يمكن ان يكونوا من اوائل المحترفين عالميا واضاع علينا وضع بصمه في خريطة الكرة العالمية امثال كمال عبد الوهاب وعز الدين الدحيش والرشيد المهدية علي سبيل لا الحصر في حين ان كرة القدم الحديثة لا تعترف الا بالمجهود والبذل والعطاء داخل الميدان وها هو رونالدو وميسي من اميز اللاعبين شكلا ومضمونا لكنهم يبذلون جهدا خرافيا لتطوير مقدراتهم ولا يعتمدون علي حب الجماهير واصحاب النزعات الذين عانت منهم الكرة السودانية كثيرا خاصة في الادارات والاقطاب مما عشنا وشفنا وكان هذا من العلل التي لا يجب ان تكون في مجال التربية والرياضة مما يؤكد ان انديتنا هذه اسماء فقط وتحضرني ان ادارة الاهلي القاهري لاحظت ان لاعبا ظل يتمشي مع فتاة داخل النادي وما ادراك ما اندية مصر فما كان من الادارة الا ان حققت معه وتمت خطوبته لها وتزوجها ولاداعي لذكر اسم اللاعب هذه هي الاندية الحقيقية تربية ورياضة لذلك تذهب الانجازات الي حيث المبادئ والقيم المطبقه علي ارض الواقع وليست تلك التي يكتبها الاعلام ترويجا وحسب لهذا كله المشكلة مشكلة صهيب واضرابه وليست مشكلة اجهزة فنية وتحضرني بهذه المناسبة ما قاله المعد البدني البرازيلي ايام ريكاردو وهو يودعنا ردا علي سؤال لاعب لفت نظره قال ( بلا شك اللاعب مهند الطاهر والذي اعتبره لو نفذ ما يطلب منه في الاعداد البدني لصار افضل لاعب في افريقيا ولتهافتت عليه الاندية الخارجية لكنه لا ينضبط ) اذن هنا تكمن القضية خاصة في زمن الانحراف هذا وليس الاحتراف والاموال السائبة وانحلال القيم بالمجتمع مع الازمة الاقتصادية كما قال لنا مدرب قومي ( ان انتشار الجامعات والكليات الجامعية هي اكبر مهدد لاستمرار اللاعبين في الملاعب والمحافظة عليهم ) !!!
فكرة القدم عمل وانضباط وطاعة وتنفيذ مهام وواجبات وتطوير مقدرات ذاتية وطموح واذكر ان الاخ واللاعب الكبير مصطفي النقر قال لي ( ما كنتم تشاهدونه من تطور وابداع كان وراءه جهد خرافي عدا تمارين النادي فكنا يوميا ناتي لاستاد الهلال قبل زمن التمرين الرسمي بساعات للتدريب انفراديا وتطوير المهارات) وكرر ضاحكا (ياما اتغدينا سندوتشات في الاستاد ) لذلك حق لامثاله ان يحترف في النصر السعودي ويترك بصمة وسيره عطره تتداولها الوسائط الاعلامية في السعوية وهذا معني من معاني الطموح لا شئ ياتي بالساهل او خبط عشواء ولا شئ ياتي بالموهبة فقط فالموهبة عطاء الله سبحانه وتعالي يصقلها صاحبها بالتفاني في ابرازها وذلك في كل مناحي الحياة فهل يسمعنا الثعلب ويصبح لاعبا عالميا يشار اليه بالبنان ام ينكفئ علي موهبته ووسامته ليكون في طي النسيان !!!
