لم تكن بداية هذا العام الدراسي 2018 عند أهلنا كبقية السودان فقد صادف اليوم افتتاح مدرسة مبيريكة الثانوية المشتركة التي تضم البنين والبنات في تطور كان حلما يداعب خيال الأهل كل صباح حين يذهب الأبناء للدراسة خارج القرية ولم يكن تحقيقه هينا حتى سهل الله الأمر ويسره.
شهدت مسيرة التعليم عندنا الكثير من العنت والتأخير والتجاوز وقد كان نتاج ذلك فاقدا تعليميا بصورة كاملة إضافة لفوات فرص التعليم بعد الابتدائي لكثيرين ممن كان يمكن أن يتقدموا صوب الجامعات لكن ضيق الفرص وانعدام المدارس والداخليات وانعدام التوعية أصلا بأهمية التعليم كل ذلك صب في ضرر الأجيال.
وكان نصيب المرأة في ضياع التعليم اكبر من نصيب الرجل حيث جاءت فرصها متأخرة كثير تصاحبها ذات المسارات الضيقة كلما تقدمت إلي الأمام.
واليوم وقد نهض شباب المنطقة بهذه المهمة الكبيرة وأصروا علي تحقيقها متقدمين صوب المسؤلين الذين كانوا عند حسن الظن فتم التصديق ثم كانت النفرة العظيمة التي تداعي لها الجميع بكرم وإنفاق سارعوا إليه بكل أريحية وصدق حتى اكتمل بنيان المدرسة قبل بداية العام الدراسي ثم قامت السلطات بتعيين الطاقم التعليمي وصرف معينات التدريس والإجلاس لتدخل المدرسة إلي عصر التعليم بصورة نظامية معلنة لجيل الأبناء عهدا جديدا ترتاح فيه النفوس من رهق الرحلات خارج المنطقة وتطمئن الأسر إلي فلذات أكبادها
كانت صور الافتتاح صباح اليوم كرنفالا من الفرح والناس يقدمون الحلويات ويرددون النشيد الوطني مع الطلاب في حفاوة وفرحة نابعة من القلوب ولو لا أنهم في داخل صرح المدرسة لرقصوا فرحا بهذا اليوم الذي يأتي انتصارا للجهود والعرق والسهر.
تحية صادقة نرسلها لكل من ساهم من مسيرة التعليم في منطقتنا منذ جيل الآباء الذين كانوا يأخذون الطلاب للتسجيل دون حتى أن يعرف آباءهم بذلك والذين قاموا بافتتاح المدرسة عبر بيوتهم ودواوينهم والتحية للذين خلدت أسماءهم في مجالس الآباء عبر مسيرة التعليم ثم التحية لكل الإخوة والأخوات من أبناء المنطقة الذين انخرطوا في سلك التعليم ورضوا بالبقاء في المنطقة لأجل طلابنا وأخيرا التحية لكل الإخوة ومن وقفوا خلف مشروع مدرسة مبيريكة الثانوية المشتركة حتى رأي النور وشارك مدارس السودان فرحة اليوم الدراسي الأول.