الرجل الذي شيد إستاد الهلال في السبعينيات هو الذي يستحق أن توضع صورته في المدخل
· تلقيت مساء أمس رسالة نصية من هلالي يدعى أحمد عبد الله عمر احتج فيها بشدة على وضعي للقب زعيم أمة الهلال قبل اسم طه علي البشير وقال مع كل التقدير لما قدمه طه الآن كبير الأمة وزعيمها وقائدها هو الكاردينال الذي شيد الجوهرة بمئات المليارات ومازال يعمل لتقوية الفريق ودعمه بالمحترفين الاجانب، وختم رسالته بأنه لكل زمن رجاله والكاردينال هو رجل الهلال في هذا الزمن.
· بداية أشكر الأخ احمد على متابعته واهتمامه بما يكتب في هذه الزاوية وأؤكد له انني لم أجامل طه بهذا اللقب لأنه ليس هناك في الساحة الهلالية من هو أحق أو أجدر منه بزعامة أمة الهلال بعد رحيل الطيب عبدالله لأنه قائد يتمتع بكفاءة إدارية كبيرة وبثقافة عالية وقوة في المنطق وقدرة كبيرة على إدارة الإجتماعات ومعالجة المشاكل بحكمة وموضوعية وإحترام للنفس والآخرين.
· ولا أعتقد ان جدارة طه بزعامة أمة الهلال فيه تقليل من شأن الكاردينال الذي لا ينكر أحد الانجاز الكبير الذي حققه بتشييد الجوهرة التي اصبحت مصدر فخر واعزاز لكل هلالي ولكنها بالتأكيد لا تمنحه حق زعامة الهلال التي تُكتسب بالخدمة الطويلة والعطاء المتجرد لعشرات السنين كما حدث مع الطيب عبدالله طيب الله ثراه الذي حصل على لقب زعيم أمة الهلال بعد مسيرة عمل استمرت لنصف قرن قدم فيها لناديه كل مايملك من جهد وفكر وضحى خلالها بالصحة والراحة في سبيل أن يكون الهلال دائماً قوياً وشامخاً ومنتصراً، كما ان طه علي البشير لم يُمنح لقب حكيم الهلال الا بعد رحلة بذل وعطاء استمرت لأكثر من ثلاثة عقود تدرج خلالها في مختلف المواقع من مساعد سكرتير لنائب رئيس لسكرتير ولرئيس وكان خلال هذه السنين الطويلة ساعد الطيب عبدالله القوي الذي اعتمد عليه في تمويل التسجيلات والمعسكرات والرحلات فاطلق قولته الشهيرة عندما سئل عن طه في احد اللقاءات فأجاب: ( يكفي انه قد حمل الهلال على اكتافه لثلاثة عقود). اما عبدالمجيد منصور فقد لُقب بقاهر الظلام لعطائه وتضحياته ومواقفه الصلبة في الدفاع عن حقوق الهلال ومكتسباته وعن قيم النادي وثوابته.
· ولا يخفى على الأخ احمد ان هؤلاء الرجال قد منحوا هذه الألقاب لدورهم الكبير وعطاءهم اللا محدود لفريق كرة القدم الذي هو صاحب الفضل في وصول الهلال لقمة المجد والشعبية والمكانة بمواهب وابداعات نجومه الذين صنعوا تاريخه بانتصاراتهم وبطولاتهم، إضافة لدورهم التاريخي في وصول الهلال لنهائي البطولة الافريقية مرتين والبطولة العربية مرة ،واذا كان النجاح في مجال المنشآت يعطي زعامة الهلال فليس هناك أحق من الاستاذ حسن عبد القادر الحاج الذي قاد ملحمة تشييد استاد الهلال بجمع التبرعات وبيع دبوس الهلال واستنفار الجماهير للعمل في نقل الطوب والمونة حتى تحقق الحلم ووقف الاستاد شامخاً بجهود هذا الرجل العظيم الذي يستحق فعلاً ان توضع صورته في مدخل الاستاد الخارجي وفاء وتقديراً وعرفاناً لعمله المتواصل لعدة سنوات والذي توجه بافتتاح الزعيم الأزهري للاستاد بحضور رئيس زامبيا كينيث كاوندا في سبعينيات القرن الماضي.
· وأخيراً أخي أحمد اذا كان الأهلة الذين عرفوا بالعطاء المتجرد لناديهم قد أبدوا اعتراضهم على وضع الكاردينال لصورته في مدخل الجوهرة التي هي اساساً استاد الهلال الذي شيدته جماهير النادي بمالها وعرقها قبل خمسين عاماً، وعلى جلوس الكاردينال وحيداً في مقصورة الاستاد في حادثة غير مسبوقة في تاريخ الكرة السودانية والعالمية، فمن غير المعقول ان تمنح الكاردينال زعامة أمة الهلال وفريقه يسير من سيئ الى أسوأ بسبب الاخطاء القاتلة في الشطب والتسجيل والتي جردت الفريق من أفضل العناصر وضمت اليه عطالة المحترفين الذين تسببوا في خروجه من المراحل الأولية للبطولات الأفريقية.
· ولا أعتقد أخي أحمد ان الرئيس الذي لم يسجل خلالها لاعباً واحداً يعتبر اضافة حقيقية للفريق يقوده لتحقيق الانجازات خلال الاربع سنوات الماضية، يستحق لقب زعيم أمة الهلال في وجود رجل في قامة طه علي البشير الذي نذر عمره لخدمة الهلال ويملك كل مقومات الزعامة من شخصية تجيد فن الإدارة والخطابة وتجد القبول والاحترام من كل الشرائح الهلالية لقدرتها في معالجة المشاكل والخلافات بالحكمة بعيداً عن المعارك وتصفية الحسابات.
لكل عصر رجاله يا احباب والكاردينال هو رجل اليوم ولكل قائد محامده ونواقصه ولا كمال الا لله ولا نعني الا نسعى الى الكمال والامور والحمدلله تسير الي الافضل حتى ولو عجزنا عن تحقيق الحلم الاكبر كاس الأبطال او حتى الكونفدرالية. الهلال مع الكاردينال كسب الكثير الذي لا يقدر بثمن بس مطلوب من الجميع الدعم ولو بكلمة طيبة.