في الاجتماع الأول الذي عقده الدكتور محمد خير الشيخ مدير المسابقات بالاتحاد العربي بحضور ممثل المريخ والمسئولين بالاتحاد لمناقشة اتفاقية المشاركة في البطولة العربية للاندية كان ممثل الهلال موجوداً وأبدى بعض الملاحظات والتحفظات على بعض بنود الاتفاقية من الناحية المالية وانفض الاجتماع دون الوصول الى حلول لها ليعلن ممثل الهلال ان المجلس سيناقش الاتفاقية ويأتي برأي محدد في اجتماع الاثنين الذي ستحضره قيادات الاتحاد العربي ممثلة في طلال آل الشيخ مستشار رئيس الاتحاد ومبارك الفبيان نائب الامين العام وفعلاً انعقد الاجتماع ولم يحضره ممثل الهلال الذي كان موجوداً بمكاتب الاتحاد ولكنه طلب من الاجتماع عبر مذكرة منح الهلال مهلة حتى الخميس ليقرر بعدها امكانية المشاركة من عدمها.
وفي مساء نفس يوم الاثنين أي قبل انتهاء المهلة التي طلبها الهلال بثلاثة أيام أعلن الدكتور حسن علي عيسى في قناة الهلال ان ناديه لم ينسحب من البطولة العربية بل رفض المشاركة فيها لاعتراضه على الحوافز والجزاءات والتي امتنع من التوقيع عليها لأن الحوافز التي يقدمها الاتحاد العربي غير مجزية ولاتتناسب مع حجم المنصرفات في السفر موضحاً ان ناديه كان جاداً في المشاركة وفق شروط منطقية غير التي جاءت في الاتفاقية.
ويبدو واضحاً من تسلسل الاحداث ان مشكلة الهلال التي تحفظ فيها علي المشاركة هي حوافز الـ 25 ألف دولار المرصودة للمرحلة الاولى والتي لم يستطع المجلس ان يتخذ قراراً حولها فحسمها رئيس النادي بعدم المشاركة قبل انتهاء المهلة ليعلن الدكتور حسن علي عيسى رفض اللعب من تلفزيون الهلال وهو قرار كان من الممكن ان يتخذه المجلس في الاجتماع الأول اذا كان مقتنعاً بعدم جدوى المشاركة بدلاً من هذه الجرجرة والمطاولات التي لا تشبه الهلال الذي ظل يشارك في بطولات الاندية الافريقية طوال الخمسين عاماً الماضية على حسابه الخاص متحملاً تكاليف المعسكرات والسفر والنثرية دون ان تطلب منه أية جهة دعمه لأن الهلال الغني برجاله وجماهيره لايستجدي بل يعتمد على قدرات ابنائه ولذلك كان القرار الصحيح ليس هو الاعتذار بل المشاركة في هذه البطولة التي سيجني منها الكثير من الفوائد الفنية باللعب مع اندية قوية ومدارس كروية مختلفة تسهم في تطوير مستويات اللاعبين والفريق اضافة لاتاحة الهلال الفرصة لجماهيره بالخليج والدول العربية لمشاهدة الفريق ودعمه معنوياً بمساندته والوقوف خلفه في المباريات فضلاً عن تحقيقه لمكاسب مادية كبيرة اذا استطاع ان يشق طريقه لدور الستة عشر والحصول على مليون دولار بالوصول لدور الثمانية.
لو كان مجلس الهلال مقتنعا بأن بنود اتفاقية البطولة العربية الخاصة بالحوافز والجزاءات مجحفة وغير مجدية لأعلن رفضه للمشاركة في الاجتماع الأول واراح واستراح ولكنه كان في انتظار راي الرئيس لأنه لايستطيع ان يتخذ أي قرار دون موافقته حتى لو كانت الاغلبية متفقة عليه وهو تأكيد قاطع على انه لا توجد مؤسسية في الهلال الذي يدار بطريقة فردية لا تناقش فيها القضايا على طاولة الاجتماعات لاتخاذ القرارات التي تخدم مصلحة النادي والتي تأتي غالباً جاهزة للتنفيذ، الحقيقة انه ليس هناك اجحاف على الهلال من ناحية مادية لأن مبلغ ال25 الف دولار يكفي لاسكان واعاشة وترحيل الفريق الضيف كما ان الهلال سيحصل على دخل المباراة التي تقام باستاده ولا تقل عن نصف مليار ، وبالنسبة للمباراة التي يلعبها الهلال خارج ارضه فان مبلغ ال25 الف دولار يكفي لاعداد الفريق وترحيله ولذلك فان المشكلة التي أدت لانسحاب الهلال ليست مادية بل هناك أسباب أخرى دفعت النادي للاعتذار عن المشاركة.