الإستقالة أعظم إنجاز لمجلس الهلال الذي لم يسجل لاعباً واحداً متميزاً خلال ثلاثة مواسم
فرض مريخ كوستي التعادل على الهلال في اللقاء الذي جرى بينهما مساء امس بإستاد الهلال،تقدم الأزرق بهدف السبق الذي احرزه جيوفاني من ضربة جزاء ارتكبت مع محمود امبدة وعادل للمريخ في الدقائق الاخيرة للمباراة فرفور من قذيفة قوية من خارج المنطقة.
كان الهلالى في اسوأ حالاته وقدم مباراة باهتة ومملة بلا طعم او نكهة وكانت في مجملها عبارة عن عك كروي ليس فيه اي لمحة من لمحات اللعب المنظم الذي تنتقل فيه الكرة بسرعة وسلاسة بين اللاعبين في مختلف انحاء الملعب لبناء الهجمات وخلق الفرص عن طريق العكسيات من الاطراف او من منطقة العمق من خلال التمريرات البينية للمهاجمين وسط غابة المدافعين، ولا آخال نفسي مبالغاً اذا قلت ان هذه المباراة قد جسدت كل عيوب الكرة السودانية من بطء في الحركة والتصرف واخطاء التمرير وسوء التغطية وعدم فعالية الاطراف والوسط في السيطرة والانطلاقات وتجهيز الكرات للمهاجمين الذين تفننوا في اهدار الفرص وخاصة كاريكا الذي اضاع عدة سوانح وهو على بعد خطوة من المرمى كما اضاع شيبوب عدة فرص نادرة وهو في مواجهة المرمى المكشوف اما بشة فقد كان تائها ما بين الوسط والهجوم وفقد القدرة على صناعة اللعب او التهديف، والنسبة لبقية اللاعبين فقد تخصص ابوعاقلة في التمريرات الخاطئة ومارس اوتارا ملك التطفيش هوايته في الانطلاق للامام لتقطع منه الكرة او يسلمها طائعاً للخصم، وفشل أطهر في اداء الدورين الدفاعي والهجومي وكان بوابة عبور للاعبي المريخ في الجانب الايمن ولم يكن حسين الجريف صاحب اكبر سوابق في الطرد والانذار بأحسن حالاً من اطهر في النواحي الدفاعية والتمرير الصحيح من المناطق الخلفية واتاح بتراجعه هو واوتارا وسوء تمركزهما الفرصة لفرفور لإحراز هدف التعادل من منطقة بعيدة فشل جمعة في ابعاد الكرة التي ظل متابعاً لإتجاهها حتى ولجت المرمى على يمينه ليخرج الهلال متعادلاً في مباراة لم يقدم فيها مايستحق به الفوز على المريخ الذي كان افضل حالاً منه في التمرير والسيطرة والضغط المتواصل على حامل الكرة في كل انحاء الملعب.
واعتقد ان اللاعب الوحيد الذي قدم مستوى مقبولا كان محمود امبدة من خلال انطلاقاته وعكسياته وتسببه لضربة الجزاء التي أحرز منها الهلال هدفه الذي ما كان ممكن ان يتحقق لولا عرقلة محمود داخل المنطقة.
اذا اردنا ان نتحدث بصراحة ووضوح يجب ان نقول بالصوت العالي ان الهلال يعاني من ضعف كبير في قدرات اللاعبين البدنية والفنية والروح القتالية،وان هذا الفريق لا يشبه الهلال العظيم الذي لعب له عباقرة الكرة وافذاذ اللاعبين الذين صنعوا تاريخه ومجده بفنهم وابداعهم،وحتى نكون منصفين فإن هؤلاء اللاعبين السيئين لم يفرضوا انفسهم على الهلال بل يتحمل مسئولية تسجيلهم ومنحهم شرف اللعب للأزرق هو مجلس الادارة بقيادة الكاردينال الذي تسبب في هذه الكارثة بترك الامر لشلة المؤيدين والمقربين الذين كان همهم تحقيق مصالحهم وليس اختيار اللاعبين القادرين على تحقيق الانجازات للفريق، اضافة لشطبهم لكبار النجوم وعناصر الخبرة بحجة الخوف من تآمرهم على الفريق لعلاقتهم بصلاح ادريس والتي كانت كذبة كبرى ارادو ان يعلقوا عليها فشلهم وخيبتهم في بناء فريق قوي يحقق الآمال والطموحات،ولذلك فان مجلس الهلال هو السبب الأساسي في كل من يعانيه الفريق من إهتزاز بفشله في تسجيل أي لاعب يصنع الفارق ويعتبر اضافة حقيقية خلال المواسم الماضية.
خلاصة القول ان اعظم انجاز يقدمه المجلس للهلال والجماهير هو إستقالته بعد ان فشل بإمتياز في إدارة فريق الكرة الذي أوصله لهذا المستوى من السوء والتدني بأخطاء الشطب والتسجيل التي لا مجال لمعالجتها الا بذهاب هذا المجلس غير مأسوف عليه.