• ×
الأربعاء 24 أبريل 2024 | 04-22-2024
اماسا

كل شوكة بتطلع بي دربا..!!

اماسا

 0  0  2344
اماسا
أخطأ كل المريخاب عندما سمحوا للمفوضية أن تقيم إنتخاباتهم بدون رئيس، وقبلها أخطأوا وهم يمارسون سلبية مقيتة تجاه قضايا ناديهم ويقللون من دور العضوية في تقييم مسيرة النادي، ويكتفون بدور الفرجة على إجراءات الجمعية العمومية بحجة أن عضويتها مستجلبة.. مع كثير من الروايات المفبركة التي قرأنا عنها عن الجمعية والإنتخابات.. في حين أن العضوية كانت ومازالت المخرج الآن لهذا النادي من حيز الأزمات إلى آفاق التطور، ولم تعد هنالك مفاهيم مستحدثة يمكن الحديث عنها وشرحها فيما يخص مسيرة الأندية الجماهيرية أكثر مما قيل من قبل، ولكننا نضيف على ذلك أن الشكل المثالي لإدارة شؤون نادي جماهيري مثل المريخ سيكون عصياً علينا، وسيبقى النادي متنقلاً من أزمة لأخرى طالما أن المفهوم السائد عن العضوية لا يمنحها أهميتها ودورها في إدارة النادي.
في المثل الشعبي والحكمة الجليلة أن: (كل شوكة بتطلع بي دربها).. والمعنى أن كل أزمة لا تحل إلى بالآليات التي صنعتها، والأسباب التي أدت إليها، ونحن عندما ساندنا المجلس المنتخب لم نختره من بين خمسة او ست خيارات مطروحة، بل تقدمت المجموعة وترشحت في ظروف لا تحتمل التأني والتراجع والإعتصام بالنازل كما فعل الكثيرون من المريخاب، كما أن الإستمرار في التنقل من لجنة تسيير لأخرى يمسح الذاكرة الديمقراطية لدى المريخاب وبالتالي يطمس ومستقبل النادي ويغلق كل الدروب المؤدية لتصحيح الممارسة.. كما يؤدي لتراكم الأخطاء بشكل مزعج كما حدث في العشر سنوات الأخيرة.. كما أن الحقيقة البيضاء التي ينكرها الناس هي أن آخر عملية ديمقراطية سليمة دارت تفاصيلها داخل النادي يعود إلى ما قبل عشرين عاماً، وفي هذا التوقيت الذي يشهد فيه العالم ثورة تعديلات في قوانين الرياضة ونظمها الأساسية التي تثبت ملامح الإحترافية، لم يعد أمام المريخاب سوى العودة إلى المحطات القديمة والبحث عن الديمقراطية إذا كانوا يريدون لناديهم أن يظل كبيراً ويبحث عن تأثير أكبر في المستقبل.. أما استمرار الأوضاع على الوتيرة السابقة فإنها لا تعني أكثر من أن المريخ يسير في درب الموردة.. وفيما بعد سنتفاجأ بأنها يسير حثيثاً في طريق فريق الإنتصار الأم درماني.. هل تعرفون الإنتصار الأم درماني وماذا حدث له؟
لمن لا يعرفوا الإنتصار الأمدرماني فهو من الفرق العريقة التي برزت وأثرت في الحركة الرياضية في تلك المدينة.. واستمرت لسنوات طوال برئاسة العم النعيم فرج الله، وتراجعت الأوضاع فيه بسبب إستمراره على وتيرة واحدة وغياب التجديد والمواكبة حتى تم شطبه نهائياً قبل سنوات قليلة.. وبذلك يكون النسيان قد طوى هذا النادي إلا إذا قيض الله له من يبعثه من جديد.. وفي العادة تبدأ ملامح التدهور والتقهقر والتضعضع تبدأ من سلوك الناس وتفهمهم للقضايا واستعدادهم للتعاطي معها بشكل إيجابي.. وهذا ما لم نره في المريخ خلال هذه الأزمة.. وإذا كان المجلس المنتخب في نظر الكثيرين هم (الشوكة التي إنغرزت في قدم المريخ) فإنهم يندفعون لإخراجها من رأسه.. لذلك.. أكتب كل مررة مبرراً ومحذراً أن طريقة معالجة أهل المريخ لهذه المسألة خاطئة من حيث المنطق والقانون.. ليس إلى هذا الحد فحسب.. وإنما تكرس لأدبيات جديدة في الخلافات المدمرة في المستقبل القريب، وسيتحول المجلس المنتخب ومسانديه ليشكلوا معارضة جديدة بكل أنصارهم وبالتالي تتبادل هذه المجموعات الأدوار ويضيع مستقبل المريخ ويتوه أكثر من حاضره.. لذلك كانت دعوتنا ملخصة في أن نقدم الكثير من التنازلات الآن لكي نربح المستقبل.. بدلاً عن الإنتصار لذواتنا في المعارك الفارغة التي تدور اليوم وبسببها نخسر كل ما هو جميل في هذا المجتمع.
دعوتي لأهل المريخ أن (يطلعوا كل شوكة بي دربا).. بمعنى أن نتفق أولاً على أن المريخ بحاجة إلى ترتيب من الداخل، وهذا الترتيب الذي أقصد بحاجة إلى عمل دؤوب وتضحيات.. وما يحدث الآن وكان يحدث في فترة جمال الوالي أيضاً هو أننا لم نعمل من أجل غدٍ مشرق، ولم نترك من يعلن إستعداده لخدمة الكيان أن يعمل.. ووصلت الجرأة بالبعض أن يتمنى تجميد المريخ والكرة السودانية فقط لأنه لايريد مجلس الإدارة المنتخب.. مع أنهم لا يستطيعوا توفير ضمانات بأي مشروع إصلاحي واضح في النادي بعد ذهاب هؤلاء.. وبالتالي هو عراك بين إثنين مهددان بالغرق.. ويحاول كل منهما أن يتمسك بالآخر لينجو.. وفي النهاية المنطقية أنهما سيغرقان معاً وانتهى البيان.
حواشي
يجب أن نفرق بين رغباتنا وتطلعاتنا وأمانينا.. والواقع المفروض علينا كأمر مقضي ومفروغ منه..!
يركز كثيرون على مشروع إنقلابي لإنتزاع المجلس المنتخب من موقعه بدون أن يجهدوا أنفسهم في التفكير والإجابة على السؤال الملح: ماذا بعد ذلك؟
بالأمس تشرفنا بإحتفال أنيق أقامه تنظيم سند الكيان بمكاتب صحيفة الصدى بمناسبة تصدرها للصحف الرياضية الشاملة الأوسع إنتشاراً.. وهذه المبادرة ليست جديدة عليهم.. واليوم.. تمتد مبادراتهم الإيجابية بتنيظم اليوم العلاجي الكبير بدار النادي.
حقيقة تعتبر مبادرة اليوم العلاجي المفتوح لكافة المواطنين واحدة من الإشراقات الجميلة التي لم نعشها في مجتمع المريخ منذ فترة.. بعد أن انشغل الناس بالصراعات والعنف اللفظي المتبادل..!
نعم.. للمريخ دور كبير تجاه المجتمع المحيط به وبأسر مشجعيه والرياضيين قاطبة، وقد كاد أن يختفي لولا مبادرة مريخاب سند الكيان.
بمثل هذه المبادرات تعود الحيوية لمجتمع المريخ.. وتجمل واجهاته بعد أن نال منها القصف والقصف المتبادل والصراعات العنيفة.
الأجمل في هذه المبادرة أنها تنظم بإسم الدكتور عمر محمود خالد.. وهو يمر بالظرف الصحي المعروف، فأراد هؤلاء المريخاب أن يوصلوا له رسالة حب وتضامن ومعزة خاصة محملة بالدعوات بأن يمن الله عليه بكامل الشفاء حتى يعود مدافعاً عن المريخ وعاشقاً يعزف في حضرته أعذب الألحان ويصوغ أبلغ الأشعار.
من الإشراقات الجميلة في خضم صومال المريخ.. ما يقدمه القطب المريخي البصري عيسى مدير النادي.. وعندما نقول: مدير النادي فذلك لا يعني أنه موظف يتقاضى راتباً من مجلس الإدارة، بل هو مريخي متطوع يؤدي دور لجنة دار النادي بكل تفاني.. وحافظ على شكل الدار في ظل غياب مجالس الإدارات شبه التام من ذلك المكان.
وكذلك يقدم المشرفين على المراحل السنية وفريق الشباب جهداً خارقاً وفي ظروف غاية في الصعوبة.. فيه التضحيات والملاحم التي تحمل رسائلاً جميلة وعميقة لمجتمع تكاد مظاهر الكراهية وإثارة الأحقاد أن تخنقه..
هذه المجموعة تقدم عملاً مميزاً وبتنظيم وحرص نفتقده حتى على مستوى الفريق الأول.. مع أنهم لا يتلقون دعماً رسمياً من المجلس أو غيره معتمدين في تسيير نشاطهم على العون الذاتي.
إذا استغرق أنصار المريخ في الإستمتاع بإنتزاع مجالس الإدارات على الطريقة التي يتبعونها الآن فلن يكون هنالك إستقرار في المستقبل.. بل نهيء أنفسنا لإنهيار شامل سيقع قريباً..
أهل المريخ أصبحوا يبدون القدرة على الكراهية أكثر من قدرتهم على العطاء والتضحية.. لذلك لو كتبت أنه ينبغي للجميع أن يلتفوا حول المجلس المنتخب سيكون الطرح مرفوضاً من قبل البعض.. ولو كان ذلك هو مصلحة الكيان الذي يتغنون به.. والأهم من ذلك لو سألتهم عن بديلهم وترتيباتهم لكي يصبح القادم أحلى لن نجد لديهم شيئاً يفيد المريخ.. وبعضهم لا يملك حتى عضوية النادي.. ويبخل عليه بعشر جنيهات في الشهر.. ومع ذلك يريد غيره أن يسخوا في الدفع للنادي..!
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019