شاءت الأقدار أن يكون أول ظهور رسمي للهلال في الموسم الجديد بإدارته الفنية الجديدة في أدغال أفريقيا بعيدا عن معقله وبعد استعدادات لم تكن مثالية وبدون إضافات نوعية في المحترفين لذلك ظهر الهلال بصورة أدخلت الهلع والقلق في نفوس محبيه !! ونسبة لأنها المباراة الأولى فلا أوافق عشرات الكتابات التي ظهرت تشكك في كل شيئ وذهب البعض يبكي على لبن فريق 2007 المسكوب ولا أدري ما هو المعيار الذي يجعلهم يفضلون هلال 2007 الذي لم يتخطى دور الأربعة أفريقيا وخسر بالخمسات داخل أرضه وبالستات خارج أرضه عن هلال 1989 أو 1992 مثلا الذي كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الحلم الذي سُرِق منه !!.
يجب أن نعترف أولا بأن الهلال ليس كالأهلي المصري مؤسسياً ولا هو يشبه مازيمبيإدارياً وفنياًولاعبوهلا يحملون جينات البطل أو ثقافة البطولات وإذا اعترفنا بذلك وتركنا الكلام الكتير عن أن اللاعب الفلاني ليس في قامة الهلال والمدرب العلاني لا يشبه الهلال يمكننا أن نقبل الهلال ونتقبل لاعبيهكما هم ونحفزهم ونشجعهم ونمنحهم الثقة فعليا في الملعب بدلا من قتل شخصياتهم وتكسير مقاديفهم بالتنظير الكثير والكلام الشين ودون حتى أن نراعي ظروفهم وهم الذين لم يتذوقوا طعم الراحة منذ عام كامل ما بين المنتخب والنادي والمعسكرات وهذا لا يمكن أن يتحمله مثل اللاعب السوداني الذي هو أصلا ضعيف التكوين والنشأة .
الكلام عن أن فريق ليسكر فريق مغمور والهلال فريق كبير وعريق لا يسنده المنطق ولا الواقع ... الكبير ليس بتاريخ الانشاء والأقدميةوكثرة المشاركات إنما هي بالنتائج فكم فريق قلنا أنه مغمور ولا تاريخ له ثم جاء وأخرجنا وأذاقنا المُر بل وفازوا بالبطولات القارية بينما نحن كالعادة نضيع الوقت في الفريق الكبير والحديث عن قامة الهلال !! الهلال سبق أندية مصر الزمالك والأهلي مشاركة في البطولات الأفريقية بسنوات طويلة لكن ماذا جنينا من تلك المشاركات والأسبقية ؟! لا أحرزنا بطولات ولا استفدنا أداريا ولا فنيا ولا تعلمنا منهم ولا أخذنا إيجابيات تلك الأندية في المؤسسية والاحترافية والتخطيط السليم !!

أنا شخصيا لا أنتظر الكثير من الهلال بوضعه الحالي ولا أرهق نفسي بأحلام اليقظة ... حتى يتغير الوضع في السودان عامة وفي الهلال بصفة خاصة ويكون لنا نادي مؤسسي ورئيس يعرف ما يريد ويخطط بفهم وجمهور يقوم بواجباته وإعلام مهني لا يعرف التطبيل والخداع وتغليب المصلحة الذاتية . لذا حاليا أقنعت نفسي بما أملك واستمتع بالمتاح حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا !.

بالكو
إن كان هناك من نقطة ضوء في نفق الهلال المظلم فاعتقد أنها قناة الهلال ... هذه القناة التي استطاعت في وقت وجيز من ولادتها أن تفرض نفسها في فضاء السودان بل وتفوقت على قنوات تسبقها بسنوات في هذا العمل الشاق والمرهق والمكلف !! إن صناعة الاعلام المرئي ليس بالأمر الهين وقد رأينا مئات القنوات تظهر ثم تختفي بسرعة البرق لفشلها في اثبات الذات وإقناع المشاهد وجذبه ليلتف حول القناة وبرامجها ! قناة الهلال وإن كانت في البداية انجذبنا نحوها على اعتبار عنصري وتحزب منا حُبا في اسم وشعار الهلال لكننا اكتشفنا مع مرور الوقت أن هناك الآلاف من غير الأهلةيتابعونها وهذا اعتقد قمة النجاح أن تجبر الجميع يتابع القناة وقد رأينا في الأيام الماضية كيف كانت رد فعل الملايين عندما تغير التردد وتحول القمر الصناعي !!
تنوع البرامج في القناة ما بين الرياضي والاجتماعي والفني والثقافي وحتى السياسي يعتبر مصدر قوة ويغري المشاهد لمتابعة القناة واعتقد ان هذا ما نجحت فيه إدارة القناة بقيادة الأستاذة فاطمة الصادق ورغم اختلافي الشديد مع فاطمة كاتبة المقال لكنها اثبتت نجاحا كبيرا في إدارة القناة وإن كنت أرغب في مزيد من النجاحات لذلك لا بد أن أوضح هذه النقاط المهمة علها تصل لإدارة القناة !!
أولا وقبل كل شيء يجب التقليل والأفضل وقف الأغنيات التي تمجد أشرف الكاردينال بسبب وبدون سبب لأن هذا يبعث الملل في نفس المشاهد مهما كان محبا للكاردينال أنا شخصيا أحضر جميع برامج القناة لكنني أحول مباشرة لقناة أخرى ما أن تظهر أغنيات الكاردينال !!
ثانيا يجب الاهتمام بالمظهر لدى مقدمي البرامج وحتى الضيوف لأن هناك قنوات ترسل للضيف قبل الحضور بأن يكون في كامل شياكته وقيافته وهناك قنوات لديها صالون تجميل قد تضطر لحلاقة لحية أو رأس للضيف الذي يأتي بصورة غير لائقة خاصة ونحن نرى في قنواتنا من يحملون ألقاب البروفيسور والدكتور وبعض المثقفين والفنانين وهم يخرجون للمشاهد بشعر منكوش وقميص مكرفس ولا أبالغ إن قلت أرجل مغبرة بالتراب !!
ثالثا على مقدمي البرامج عدم التكلف أو التقليد وتقمص الشخصيات بل عليهم التقيد بالتلقائية والبساطة خاصة في البرامج الحوارية التي تحتاج إلى اللباقة وسرعة البديهة وحسن التصرف .
رابعا دم المجاملة في ما يخص الهلال أو مجلس الهلال وأن يكونوا في قمة المهنية خاصة عند تلقي مداخلات من الجمهور وتقبل الراي المعارض الذي يكون في مصلحة الهلال وأن لا يغضب مقدم البرنامج إذا انتقد المتداخل رئيس الهلال أو المدرب أو اللاعب لأنه هنا لا يمثل رئيس الهلال بل هو مجرد إعلامي يقوم بواجبه المهني !
خامسا وأخيرا أقول لإدارة قناة الهلال الفتية الوثابة إذا أردتم التمدد حتى فضاءات وأدغال أفريقيا عليكم فتح الأبواب لكل قناة أفريقية تريد نقل مباريات الهلال التمهيدية وعليكم أن لا تعاملوهم بالمثل وترفضوا لهم البث مثلا كما رفضت إدارة ليسكر وبقليل من الحنكة الإدارية وحسن التعامل في إدارة العلاقات العامة للقناة يمكن الوصول لنقاط التقاء تتم بموجبها نقل مباريات الهلال في اكثر من قناة أفريقية فمثلا لو طلبت عشرة قنوات افريقية نقل مباراة للهلال ودفعت كل قناة ألفين دولار بحصيلة إجمالية 20 ألف دولار, أفضل من أن يمنح النقل لقناة واحدة بمبلغ 30 ألف دولار مثلا والسبب أن قناة الهلال سوف تظهر للجماهير في عشر دول وليس في دولة واحدة .
منذ انتهاء مباراة الهلال وليسكر قرأت عشرات المقالات ومئات البوستات في مواقع التواصل الاجتماعي ... هذا يحمل المسؤولية لمجلس الإدارة وثاني يحمل المدرب وذاك يحمل دائرة الكرة ورابع يقول السبب كاريكا وخامس يؤكد بشة سبب الخسارة وسادس يحملها لمكسيم الذي زاد وزنه وآخرون يرددون أسماء جميع اللاعبين ويحملونهم المسؤولية وأنهم ليسوا في قامة الهلال ولا أدري ماذا ينتظر هؤلاء إذا كان كل الفريق ومدربهم وإدارتهم فاشلة كما يقولون ؟!
baaalkooo@hotmail.com