• ×
الثلاثاء 23 أبريل 2024 | 04-22-2024
اسماعيل مخاوي

مصر يا أخت بلادي يا شقيقة

اسماعيل مخاوي

 0  0  2793
اسماعيل مخاوي
في العادة نكتب عن الرياضة وﻻ نهتم أو نولي الأمور السياسية اي أهتمام وذلك لأن السياسة لها قنواتها ومنابرها التي تعبر عنها وتحلل فيها بالدراية والمعرفة . لكن كما يعلم الجميع أن العلاقة بين السودان ومصر اعتقد انها علاقة اكبر من السياسة والرياضة بمراحل ، فهي علاقة متجزرة وممتدة لآلاف السنين منذ عهد بعانخي وتهراقا ورمسيس ونفرتيتي وتوت عنخ آمون. . فهي علاقة بين شعبين شربا من نفس النيل حتى صارا (اخوة في الرضاعة) ، واخوة في المصير . . السودانيون تجمعهم علاقات مع الاشقاء في مصر امتدت حتى داخل البيوت والمنازل بالنسب والتصاهر فتعمقت وشائج الدم وانصهرت دائمة بدوام هذا النيل العظيم . . فكم من مصري أخواله بالسودان وكم من سوداني جدته لامه تعيش بالقرب من شواطيء البحر الابيض عند محطة الرمل بالاسكندرية . هذا بخلاف الروابط التجارية والمصالح المشتركة ووحدة الاهداف والمصير المشترك . . علاقة ممتدة منذ آلاف السنين لا ينبغى لها أن تتضعضع أو تنهار مهما كانت الأسباب وتعالت الانفاس حرى بين هذا وذاك . . السوداني بمصر لا يحس بغربة ودائما ما يتحرك وكأنه بإمدرمان وﻻ يسمع فيها ما يؤذي او يجرح المشاعر ودائما ما يلتفت لصوت بلهجة مصرية (أتفضل يا زول) ، أو (تعالا يا بن النيل) وكذلك المصري بالسودان فهو مكان ترحيب واحترام دائمين . . شعبي وادي النيل تجمعهم روابط وثيقة لا تعد وﻻ تحصى فنحن في السودان مثلا من منا لم يطرب للعندليب او لم يستمع للست أم كلثوم غارقاً في الحان السنباطي وبليغ حمدي وصلاح عبد الصبور وكمال الطويل أو أغدا القاك لشاعرنا الهادي آدم أو لم يقرأ لمحفوظ أو العقاد وأحمد فؤاد نجم حتى جيل هذه الايام من الفنانين واهل المغنى كتامر حسني او عمرو دياب وشيرين والعديد من اساطين الادب والفن الذين ﻻ يسع المجال لذكرهم !! . من منا لم يتسمر امام الشاشة وهو قد غاص بكل حواسه وهو يتابع الابيض والاسود مع إسماعيل ياسين و فاتن حمامة ورشدي أباظة وحسين رياض وسعاد حسني وعمر الشريف ومحمود المليحي أو مع وحش الشاشة فريد شوقي مروراً بحقبة عادل امام واحمد زكي وسعيد صالح ويونس شلبي ومدرسة المشاغبين !! ، وصولا إلى محطة اشرف عبد الباقي وأحمد حلمي وأحمد سعد ومنى زكي وحنان ترك وغيرهم من مبدعي الدراما العربية . .
على مستوى الرياضة نحن في المريخ لنا ذكريات عديدة مع الأشقاء في مصر فأول كأس جوي جاء عبر مطار الخرطوم وهي من الاشياء التي يتباهى بها شعب المريخ ذلك عندما أطاح حامد بريمة برفاق جمال عبد الحميد وانتزاع كأس دبي الذهبي من نادي الزمالك . أيضاً مر على المريخ العديد من الرياضيين العظام في مصر الشقيقة بداية بالكابتن محمود سعد والكابتن أحمد رفعت والكابتن محمد عمر والكابتن حسام البدري الذين عملوا كمدراء فنيين للفرقة الحمراء المريخية . . ﻻ يستطيع جمهور المريخ أن ينسى حقبة الكابتن حسام البدري رفقة الفرعون الكبير عصام الحضري قائد كتيبة الفراعنة لمونديال روسيا الصيف المقبل وذلك بعد قيادتهما للفرقة الحمراء لتحقيق لقب الدوري الممتاز بعد غياب استمر لثلاث سنوات. . اخر جيل مثل اللاعبين المصريين في المريخ كان عبر الثنائي ايمن سعيد وعاشور الادهم ايناء الاتحاد السكندري الذان قدما مستويات مميزة في القلعة الحمراء خاصة الفدائي ايمن سعيد الذي ترك ذكري طيبة وسط جمهور المريخ بفضل مجهوده الوافر وروحه القتالية العالية . . لذا كانت سعادتي كبيرة وسعادة شعبي وادي النيل والقمة السودانية المصرية على مستوى وزراء الخارجية ممثلين ابراهيم غندور وزير الخارحية السوداني وسامح شكري وزير الخارجية المصري ورؤساء المخابرات في البلدين الفريق اول محمد عطا المولى مدير جهاز الامن والمخابرات السوداني واللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات المصرية . . واستطاعت هذه القمة المصغرة ان تنجح في نزع فتيل الازمة وتصدر بيانا مشتركا وضعت في العلاقات الازلية على جادة الطريق . . وبشر هذا اللقاء بمشاريع تنموية كبيرة بين البلدين نرجوا أن ترى النور قريباً حتى ينعم الشعبين الشقيقين بمنتوج هذه الاتفاقيات العملاقة . . هذا اللقاء أكد أن ما حدث في سابق الأيام ﻻ يعد الا سحابة صيف سوداء وغادرت نتمنى الا تعود ويحل مكانها الأحترام والود المتبادل بين المسئولين والاعلاميين من الطرفين ﻷن الشعبين المصري والسوداني ﻻ يحتاجان لتهدئة خواطر وان ما يربطهم من علائق اكبر من ان تؤثر عليه اي مؤثرات مهما كانت . . واختم لكم هذا المقال بما سطره فطاحلة الشعراء السودانين عن حبهم وتقديرهم للشقيقة مصر . فقالوا الكثير عن مصر من كلمات جميلة وأبدوا مشاعرا نبيلة وكان حريا بنا أن نستعيدها ونستزكرها في هذه الايام اوﻻ اليكم ما قال شاعرنا أبو آمنة حامد : تهتف الخرطوم تحيا القاهرة أخت شعبي يا ينابيع النضال نحن مُذ كُنّا عُرفنا أخوةً سجل التاريخ أمجاد الرجال يا عُرابي قُم وبارك لحظةً ساقها المهدي رمزاً للنضال يا عُرابي قُم وبارك لحظةً نلتقي فيها بعملاق القنال . وقال شاعرنا الفذ محمد سعيد العباسي : يا مرحباً قد حقّق اللهُ المنى فعلَيَّ إذ بُلّغْتُها أن أشكرا يا حبّذا وادٍ نزلتُ، وحبذا إبداعُ من ذرأ الوجودَ ومن برا مِصْرٌ، وما مصرٌ سوى الشمسِ التي بهرتْ بثاقب نورِها كلَّ الورى ولقد سعيتُ لها فكنتُ كأنما أسعى لطيبةَ أو إلى أُمِّ القُرى وبقيتُ مأخوذاً وقيّدَ ناظري هذا الجمالُ تَلفُّتاً وتَحيُّرا . وفيها أيضاً قال الشاعر الاديب تاج السر الحسن : مصر يا أخت بلادي يا شقيقة يا رياضاً عذبة النبع وريقة .. ياا حقيقة مصر يا أم جمال أم صابر ملء روحي إنت يا اخت بلادي سوف نجتث من الوادي الأعادي فلقد مدت لنا الايدي الصديقة وجه غاندي وصدى الهند العميقة . . وأيضاً اليكم ما قال شاعرنا المرهف التجاني يوسف بشير الذي أعياه الامل في ان يزور مصر ولم يتكمن حتى وافته المنية فأخرج هذه الأبيات المرهفة قبيل وفاته بفترة قصيرة أملي في الزمان مصر فحيا الله مستودع الثقافة مصرا نضر الله وجهها فهي ما تزداد إلا بعداً علي وعسراً . أيضاً كتب شعراء عظام من شمال الوادي عن السودان أشعاراً عديدة مثل علي الجارم الذي كتب قصيدة (جارة الوادي) وأحمد شوقي الذي كتب قصيدة جميلة عن السودان وحافظ ابراهيم وغيرهم من أدباء مصر المجيدين . . وأنا من جانبي أقول يعيش السودان وتحيا مصر

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اسماعيل مخاوي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019