• ×
الجمعة 19 أبريل 2024 | 04-18-2024
اماسا

مذاكرة من صفحات التأريخ..!

اماسا

 0  0  2854
اماسا
* معروف عنا كشعب، أننا لا نستفيد من عبر التأريخ ودروسه لنضيء منها حاضرنا ومستقبلنا، وفي المريخ لا أحد يحب أن يتذكر الماضي، حتى الذين كانوا جزء منه ويفترض أنهم من يتولى تنوير الأجيال الجديدة وتحذيرها من تكرار ما حدث من أخطاء الماضي، خاصة في صفحة الصراعات الإدارية ومسألة تبادل الأدوار في قيادة النادي، لذلك أحرص في كل فترة على اصطحاب القراء في رحلة مذاكرة في صفحات تأريخ النادي القريب حتى يعرف البعض أن مايمر به النادي الآن ليس أمرا جديدا وإنما إعادة لإنتاج أخطاء الماضي.. وكل ذلك لكي أقنع الناس بأننا كمجتمع لم نتعلم ولم نسع لتطوير سلوكنا كمجتمع متحضر، لذلك تعصف بنا الصراعات، وتوشك أتفه الأسباب أن تعصف بالمريخ، ورغم أنه ناد كبير وعريق ويتميز بكل مواصفات هذه العراقة إلا أن شكل البنيان المجتمعي الهش داخله لا يشير إلى هذه الحقيقة، والدليل على ذلك أن كل الأزمات التي تنهش في استقرار النادي الآن وتهدد مستقبله هي أزمات تعود لأسباب مفاهيمية تؤكد أننا ارتكبنا الأخطاء مرارا ولم نصحح... إما لجهل القيادات وحداثة تجربتها الرياضية، أو بسبب تداخل الأدوار (إعلاميين إداريين - إداريين ناشري صحف ومسيطرين على الإعلام - مدربين إداريين وسماسرة) وهكذا.. حتى فقدنا ملامح المجتمع المتحضر الذي يلتزم فيه أي شخص بدوره.. لتتكامل الأدوار في خاتمة المطاف وتكون الحصيلة ناد كبير بحق. * عام الرمادة كان نتاج مرحلة صراعات شهدت الكثير من التجاوز لعل أعظمها كانت الإنتخابات المزورة والملغاة والتعيين الذي كان ظاهره حسم الصراعات، بينما حوى في باطنه أكبر فتنة سياسية عصفت بالنادي، كان هدفها اقتلاعه من سيطرة أقطاب الحزبين الكبيرين وإدخال كوادر جديدة تمثل الحكومة. * المجتمع المريخي لم يستوعب العهد الجديد وموجهاته، فطفقت الصراعات تعبث بمكتسبات النادي (نهضة وحجاج وبرش ومسطبة) وغيرها من المكونات في مرحلة فقد فيها المريخ الكثير من ملامحه وزرعت كذلك الكثير من الألغام. * فترة البطولات الثلاثة المتوالية التي أعادت التوازن ومسحت عناء ورهق الصراعات كانت نتيجة قرار شجاع للحجاج لتشكيل مجلس إدارة من فريق واحد.. إما الحجاج أو النهضة إلتزاما بشرط الإنسجام، ولكن.. عندما انقضى الأمر أهمل المريخاب وتحديدا تجمع المريخ المعارض الذي كان يضم النهضة مع بعض العناصر حقيقة أن دورة مجلس إدارة النادي قد شارفت على النهاية وأنه من الأفضل الصبر لأربعة أشهر لانتهاء دورة رئاسة محمد الياس محجوب، بدلا عن إسقاط مجلس الإدارة بالتحرك في مكاتب وزارة الشباب والرياضة الولائي. * لم يخطط أحد لمجيء جمال الوالي رئيسا، وحتى أعضاء مجلسه الذي أطلق عليه لاحقا مجلس العقول الشابة لم يسمعوا بالرجل من قبل كما لم يحدثهم أحد بإمكانياته الذهنية والمالية وبالتالي كانت مغامرة جاءت على النحو الذي عايشناه لحسن الطالع.. ولكن كيف كان الإنتقال؟ * عناصر النهضة والتجمع المعارض قابلوا المرحلة بعقلية (إزالة آثار مايو).. ففي الوقت الذي كان فيه الرئيس الجديد والشاب مشغولا بتقديم نفسه بمشروعات كبيرة وثورات شملت المنشآت وغيره، واصل بعض زملاءه في مسيرة الصراعات الإدارية وحاول تصفية الحسابات ومحو آثار محمد إلياس وفقيري وعادل أبوجريشة، إيجابياتهم وسلبياتهم.. وكان البعض مندفعا للدرجة التي لم يعترفوا فيه بأفضال وإيجابيات للسابقين.. وهذا ما تكرر في الفترة الأخيرة مابين السابقين والحاضرين.. والأغرب أن محمد جعفر قريش كان حاضرا في المرتين، حيث كان أمينا عاما في المرة الأولى ممثلا لتجمع المريخ المعارض، والآن هو نائب الرئيس ممثلا للتحالف المعارض أيضا.. وبين هذه الأسماء والجماعات في العادة صراعات لا تحتكم إلى منطق وحكمة... لذلك يندفع البعض في هذه الأيام لدرجة أنهم يتخيلون الأسوأ في السيناريوهات ثم يتمنونه للمريخ، ويتمنون الهزيمة للفريق.. ويرفضون بعض الأشخاص والأسماء لا لشيء سوى أن أشكالهم لا تعجبهم. * أوغل مجلس العقول الشابة في عمليات محو آثار السابقين، وبدلا عن محاولة إخراج اللاعبين من آثار حادث أفراس وتهيأتهم نفسيا لتحقيق الأفضل كان التركيز على شطب كل من يشتبه بعلاقته بالكابتن عادل أبوجريشة.. بدوافع كراهية كرست لها الكثير من المعلومات الخاطئة عن الرجل.. ومن فرط التركيز على الفارغات تخلف الفريق عن منافسه الهلال ب(18) نقطة.. وهذا الرقم لم يتكرر... والأدهى من ذلك أن السيطرة الهلالية قد امتدت لخمس سنوات متتالية لم يتذوق فيها المريخ طعم التتويج بالممتاز، وبدلا أن كانت السيطرة مريخية دان التفوق للند التقليدي.. وشهدنا تخبطا في كل المجالات المتعلقة بالفريق.. تعاقدات.. أجهزة فنية.. إدارة شئون أفراد.. إدارة مالية اللاعبين وعديد الملفات التي كانت متعلقة بالفريق واستغرق النادي سنوات في هذا الوحل.. مع الإنفاق البذخي غير المسبوق حتى استطاع الخروج من حالة التوهان التي دخلها بسبب الصراعات الإدارية وتبعاتها. * مايمر به المريخ في هذه الأيام هو امتداد طبيعي لذلك التأريخ الأسود في الصراعات.. وبدلا أن يتولى البعض إعادة تنظيم صفوف المريخاب لممارسة ديمقراطية في المستقبل تؤدي للإستقرار يركزوا على أن يذهب مجلس إدارة منتخب ليعود النادي لفترات التعيين، وليتبادل الناس مواقعهم فقط... من كان في مجلس الإدارة يتحول للمعارضة.. ومن يرسمون لهم سيناريو الخروج يتحولون بدورهم لكراسي السلطة وتعود العجلة للدوران.. هكذا دون أن نستفيد من دروس التأريخ..! حواشي * في كل نكبات المريخ لعب الإعلام وكتاب بعض الأعمدة دورا سخيا في الفتنة والوقيعة بين المريخاب، ولم يلعبوا الدور التنويري والتحذيري والتحفيزي لكي ينظر الناس للمستقبل... يقدموا تنازلاتهم اليوم لحصد نتائج أفضل في الغد. * الآن.. يرى بعض الناس أن ظروف المريخ بالسوء لدرجة الخوف على مستقبل النادي وقرع نواقيس الخطر. * لا شيء يطمئن على مستقبل النادي غير الجلوس على الأرض وتقديم التنازلات لضمان مستقبل بعيد عن مثل هذا الشحن والإستقطاب والإثارة التي نعيشها هذه الأيام... ولا شيء سيدمر المريخ أكثر من إثارة الكراهية التي تمارسها بعض الأعمدة الآن. * في بداية فترة العقول الشابة تعرض المريخ للمرمطة أفريقيا.. ولكنه مع مرور الوقت تماسك وقدم الأفضل أيضا. * أهل المريخ لا يتعلمون من مواقفهم.. ويعانون من (زهايمر تأريخي) يجعلهم يكررون أخطاء الماضي بتفاني كبير..! * إفتحوا كتاب التأريخ القريب وذاكروا في صفحة فترة أسامه ونسي.. ما الذي جنيناه وكسبناه؟... تغيير الوجوه فحسب؟ * ريال مدريد... أعظم فريق كرة قدم في التأريخ.. بسمعته وبطولاته.. يمر هذه الأيام بنكسة في نتائجه وتراجعا في ثقة الجماهير، ولكن أحدا لم يتعامل بردود الفعل ويستغنى عن عشرين لاعبا كما تفعل إداراتنا كل مرة.. ورغم أن الفريق مهدد بفقدان فرصة التمثيل في البطولات الأفريقية بعد الخروج من الكأس والترتيب المتحرج في الدوري إلا أننا لم نر إقالة للمدرب.. أو إعلاما يزرع الإحباط ويصف القياديين بالفشل. * الإعلام لم يهيء المريخاب لخوض تجربة ديمقراطية والإستعداد لتحمل التبعات، ومع ذلك يركز على دعوة مجلس الإدارة المنتخب للإستقالة... ردا على دعوة سابقة بذهاب جمال الوالي.. دعوة لوداع مرحلة أزمات وقص الشريط لصراعات بذات المعطيات. * مفوضية الإضرار بالمريخ لن يأت منها خير... وحتى والي الخرطوم لو كانت لديه حلول لسعى لإزالة الديون والعقبات أمام مجالس الإدارات حتى يحفز عناصر أخرى للظهور والمنافسة على رئاسة النادي.. ولكن.. ولاية الخرطوم لاتملك الحلول المفيدة.. لذلك أدعو المريخاب لتحقيق الإستقلالية وقطع العلاقة هذه. * صديقي أمير سيد أحمد لديه عبارات وكلمات يستخدمها دائما عندما يريد الدفاع عن جمال الوالي مثل (الجحود.. النكران) ... أنا أتفق معه في ضرورة إحترام كل من يقدم شيئا في هذا النادي.. ومن هذا الباب نتمنى أن يحترم الناس مجهود الرجال الحاليين.. ربما لايعجبهم.. ولكن دعونا نتفق على المبدأ.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019