• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024
سيف الدين خواجة

مروي ايقونة النيل .....الاهلي سادنها !!!

سيف الدين خواجة

 0  0  2335
سيف الدين خواجة

شطرا من بهاء الصبا كان بها وكانت هي ايقونة تغني بها الكابلي ،وكانت بحق كذلك .كانت من حورية نيلية لباس الموج ونفسها الندي وشرابها طل السحالب كعهد المستعمر ، كان بها اجمل شارع للنيل ظلا ظليلا باشجار مثمرة تساقط علينا رطبا جنيا ،وكنا بها اغرارا ( لا شايلين ولا عارفين بكرة الجايينا ) تستمتع بنا ونستمتع بها ...بهجا مريحا !!!
عمرانها الميري يبدأا بحي المدرسين قبالة البنطون حيث يبدا شارع النيل متدرجا كأنه يسحبك من قدميك بنسمته تلك ( والنشوة تجري في لساني ) وانت متجه شمالا بشارع النيل يكون المركز لكل الوزارات يسارك ويمينك مباشرة نادي الموظفين المطل علي النيل نشاطه الليلي حفلة علي النيل بانواره المتلالاه ، مباشرة الي يسارك معلب التنس الارضي بسور لشجر العناب وتمر هندي ناكل ونمرح ونتفرج علي الاباء متي ما سنحت الدراسة !!!
بعد النادي مباشرة تبدأ منازل كبار الموظفين محصورة بين النيل وشارعه .كانت خضراء بحدائقها الانجليزية الغناء واشجار الفواكه بانواعها المختلفه ولا نترك بيتا الا وناخذ زكاة الفاكهه منه يوميا بصحبة الزملاء عبد المجيد غبوش واضرابه مع الماء المثلج كنا ملوكا في ظلال وعيون ومقام كنا فيه فاكهين خاصة ان جبل البركل من الناحية الشرقية للنهر كانه يشير الي بوابته مروي !!!
فيها عبر المذياع عشقت الفنان عثمان حسين ذات اصيل حملت الشاي للوالد علي مكتبته وانسربت الي حيث المذياع بخفة حرامي ليلي جذبتني مقدمة اغنيىة (لا وحبك ) لاحقا احس الوالد متسائلا كان ردي بغير حياء اعجبتني الاغنية ابتسم رحمه الله ابتسامة رضا ( لديك احساس جميل ) !!!
في تلك السنوات النضرات قرأت للعقاد (سارة ) و(أنا ) مع مداومة لمجلة العربي والصحف المصرية لا زالت صورة لوممبا الفتي الانيق ببدلته الهلالية وشقة ابراهيم عوض للشعر علي غلاف اخر ساعة مطبوعة في وجداني اذ دخل الوالد وهو عصي الدمع حزينا مسرعا الي غرفته حين وصلت والوالدة كان جالسا كسيفا وراسه بين يديه ودمعات تقطر علي الارض !!!
في مروي ايضا اصابت وسامتي الثمله (حد التحرش)سهام العين فاصابني ( شلل الوجه ) الذي يتبدي الان لسخرية السطحيين وعزائي في الاذكياء والغريب ان العلاج الذي لم ادوام عليه يومئذ هو نفس العلاج اليوم !!!
خلف المركز تقع المستشفي الضخم الذي يفد اليه اهل المركز وكان عامرا بخدمات لا توجد في الخرطوم الان وخلف المستشفي بشارع المدرسة الاميرية وميدان الكرة العام حيث تعرفت علي الاهلي الذي هو الان بعد سته عقود يصارع في الممتاز وكنت معجبا بلاعبه امين صاحب اليسارية المنزولية وجكسا في حلاوة المولد ( وكل مولد والمريخ مهزوم من الهلال ) ولا زالت في اذني اهات ود الصايم ذلك السنجك الظريف وصيحاته وقفشاته وهو صاحب المطعم في اقصي الركن الشمالي لذلك السوق البهيج حيث نفطر عنده ( انا واولاد كمبالاوي صلاح ومحجوب وبعشر سبت دودو زمانه اتمني ان يكون حرس مرمي الاهلي وايقونتنا توفيق الحريف صانع العاب ساحتنا اتمني يان يكون لعب للاهلي لاحقا ) كان امين فلته زمانه وعصره واوانه ايقونة كروية رفيعة المستوي مبني ومعني وكيف ان ود الصايم يجري علي الخط ( شوت يا امين خلينا نفوت ) و( وامين موجود الفوز مضمون ) من شيلاته ذائعة الصيت يومذاك كان رجلا فكها وسيما حليما كريما وعندما يفوز بالتلاته كان يغني (فزنا بالتلاته وشلوخي تلاته ) وللفريق الاخر (بري يايمه من حالكم يشيلو ولاد الفلاته ) !!!
هكذا كانت مروي روعة في كل مناحي الحياة بهاء وجمال لها طعم ولون في كل الفنون ومن مسرحها سطع النجم الفنان الراحل اسحاق كرم الله الي الاذاعة مباشرة حيث تتباري فيها المدارس في كل ضروب الالعاب والترفيه وفيها جوائز قيمه !!!
كانت مروي اوبريتا للحياة كما غناها كابلي وها هو اهلي الحضارة والجسارة يكتب تاريخا جديدا لعودتها لسابق عهدها مركزا للتنوير والتثوير نحو الافق البعيد !!!
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : سيف الدين خواجة
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019