• ×
الثلاثاء 19 مارس 2024 | 03-18-2024
محمد احمد سوقي

التخطيط مشكلة السودان والرياضة وليس الهلال وحده

محمد احمد سوقي

 0  0  3234
محمد احمد سوقي

لو كان هناك تخطيط لما أحرز السودان بطولتين في ستين عاماً واحتل المركز الـ 136 خلف جزر القمر وموريشص
قال الأخ الصديق قسم خالد رئيس التحرير في زاويته المقروءة "الى ان نلتقي" عادة الأندية السودانية الكبيرة التخطيط السليم لكافة الامور التي تنوي تنفيذها لأن التخطيط يعد أولى خطوات النجاح والوصول للهدف المنشود، وفي غياب التخطيط تقل نسبة النجاح لأقل معدل لها وربما تتلاشى تماماً وان حدث تكون للصدفة دور كبير فيها.
وضرب قسم مثلاً بقرار إقامة المعسكر الاعدادي للهلال داخل البلاد رغم علم المجلس بوجود مشكلة في الملاعب للتمارين لأن ملعب الهلال لا يمكن له ان يستضيف تدريبات الفرق في ظل العمل الجاري لإفتتاح الجوهرة ليصدر المجلس قراراً بإقامة المعسكر بنيروبي وتم إلغاؤه والرجوع للمعسكر الداخلي لإجراء مباراتين افريقيتين بمهرجان بورتسودان للسياحة في الاسبوع الاخير من الشهر الجاري قبل المغادرة الى ليبيريا عن طريق نيروبي التي سيعسكر فيها الفريق لعدة أيام.
بداية نتفق مع الاخ قسم ان التخطيط السليم والبرامج المدروسة هي أولى خطوات النجاح في المجال الرياضي والذي نفتقده في كل الاندية بلا استثناء بدليل الفرق الكبير بين الاندية السودانية والمصرية التي يكون كل ما يختص بمشاركاتها الخارجية مدروساً وجاهزاً قبل فترة طويلة والتي تبدأ بإرسال مندوبها للدولة التي يلعب فيها النادي قبل فترة طويلة لإختيار الملاعب التي سيتدرب عليها الفريق والفنادق التي سيقيم فيها وللوقوف على نوعية الوجبات وهل يحتاج الفريق لإحضار أطعمة وعصائر معه ،ولمعرفة نوعية اللبس المناسب لأجواء البلد والامراض المنشترة والتي يحتاج اللاعبين للتطعيم ضدها ،كما يتم طلب تأشيرات الدخول من السفارات قبل فترة كافية اضافة لاختيار الخطوط الجوية التي تنقل الفرق بسفرية مريحة حتى يكون كل شئ جاهزاً قبل عدة اسابيع، وكل هذا العمل تقوم به العلاقات العامة والادارة التنفيذية واخطار المجلس بالخطوات التي تمت دون أن يكون ما يستدعي تدخله مادام كل شئ عن السفر قد بات مرتباً وجاهزاً.
والمؤكد أخي قسم ان الأجهزة المختصة في الاندية السودانية لا تقوم بهذا العمل والذي هو من صميم واجباتها وصلاحياتها لعدم وجود مهام محددة لها وهي التي يفترض ان تقدم كل شئ جاهزاً لمجلس الادارة والذي تنحصر مهمته في التخطيط ووضع السياسات واجازة وتنفيذ المشروعات الكبرى، وهذا مابشر به صلاح ادريس الذي رفع شعار الوصول للسلطة عبر الممارسة الديمقراطية لإحداث التغيير بإدارة النادي بالافكار والبرامج وبإتخاذ القرارات على طاولة الاجتماعات بعيداً عن الديكتاتورية وحكم الفرد، ولكنه عندما تولى السلطة بعضوية مستجلبة لا تعبر عن ارادة الجماهير الهلالية ادار النادي بفردية مطلقة وكان مجلسه مجرد كومبارس مما ادى لاختلافات وصراعات مع الامين البرير في الدورة الاولى وسعد العمدة وعماد الطيب في الدورة الثانية وأدت لانهيار المجلس بعد استقالته الشهيرة للترشح للإتحاد العام.
قصدت من هذا السرد ان أوضح انه لا يوجد تخطيط بالاندية او احترام للمؤسسية وحق الاعضاء في المشاركة في اتخاذ القرارات لأن الأندية لا تملك اي موارد وتعتمد في تسجيلاتها وتسيير نشاطها على الأفراد الذين يتولون الصرف ويتحكمون في ادارة شئون الاندية بما يدفعونه من أموال وهو أمر لا يمكن ان يتغير الا اذا كان دخل الاندية بعشرات المليارات في السنة من المباريات والعضوية والاستثمارات التي ليس لها وجود يذكر، ولذلك من المستحيل ان تملك الاندية ارادتها وقراراتها بإشتراكات عضوية خمسة جنيهات في الشهر ومتوسط دخل المباريات لا يتجاوز عشرات الملايين في أحسن الاحوال.
ولذلك ليس هناك اختلاف حول أهمية التخطيط للوصول للأهداف ولكن كيف يكون هناك التزام بتنفيذ الخطط والبرامج في ظل انعدام المؤسسية وحدوث ظروف طارئة فرضت تغييرات أدت لإلغاء معسكر بنيروبي بعد تأكيد حضور رئيس الجمهورية لافتتاح الجوهرة كإنجاز رياضي عظيم وحدث تاريخي يلتقي فيه بالجماهير واللاعبين الجدد الذين يحتاجون للتزود بجرعات معنوية عالية من خلال الالتقاء بالرئيس والتواجد في المهرجان الذي يعكس عظمة الهلال وشعبيته وتاريخه والذي يشكل دافعاً وحافزاً كبيراً لهم للقتال ببسالة وضراوة عن شعار النادي العظيم في الادغال الافريقية..
وأخيراً أخي قسم لو كان هناك تخطيط في الرياضة السودانية لما احتل السودان المركز الـ 136 في تصنيف الفيفا، ولما تقدمت علينا دول كنا نهزمها بالخمسات والستات في مرحلة الستينيات والسبعينيات، امثال يوغندا التي احتلت المركز الخامس والسبعين ومورتانيا التي دخلت مجال التنافس قبل عدة سنوات وجزر القمر ومدغشقر وافريقيا الوسطى التي تأهل منها أهلي مدني للمرحلة الثانية للبطولة الافريقية بعد تخطيه لفريق يوباك في الثمانينات، اضافة لكينيا وليبيريا التي سيلتقي الهلال ببطلها في الشهر القادم وملاوي ورواندا وناميبيا والنيجر وزيمبابوي وسيراليون والجابون وموزمبيق والكنغو.
ولو كان لدينا تخطيط رياضي لما احرز السودان بطولتين في 60 عاماً اي بواقع بطولة كل 30 سنة هما بطولة افريقيا عام 70 وبطولة الكونفدرالية عام 90.
ولو كان لدينا تخطيط خلال الستين عاماً الماضية لأصبح لدينا عشرات المحترفين في اوروبا والوطن العربي وآسيا خاصة ونحن الذين أسسنا الاتحاد الافريقي وأقيمت اول بطولة افريقية على ارضنا.
ولو كان هناك تخطيط رياضي اما استغرق تشييد المدينة الرياضية التي نستعد لإفتتاحها ما يقارب الخمسة وعشرين عاماً.
ولو كان هناك تخطيط في السودان منذ ان نلنا استقلالنا في العام 56 لاصبحت بلادنا من أكثر الدول الافريقية غنىً وترفاً ورفاهية.
ولو كان هناك تخطيط لما وصل سعر الدولار ثلاثين جنيهاً سودانياً بعد ان كان الجنيه يساوي أكثر من ثلاثة دولارات.
ولو كان هناك تخطيط لما وصل سعر كشف الاطباء الاستشارين الى 350 جنيهاً ولما وصلت تكلفة الدراسة في الجامعات الخاصة لعشرات الملايين.
ولو كان هناك تخطيط لما وصل مشروع الجزيرة الذي اعتمد اقتصاد السودان على انتاجه من القطن لسنين طويلة لهذه المرحلة من التدهور التي اجبرت المزارعين على تركه .
ولو كان هناك تخطيط لما انهارت الخدمة المدنية التي كانت أفضل خدمة في افريقيا وقامت على اكتاف كوادرها النهضة الادارية في دول الخليج.
ولو كان هناك تخطيط لما وصل سعر كيلو اللحمة الاكثر من مائة جنيه في بلد تجاوز عدد المواشي فيها اكثر من 180 مليون رأس من الماشية.
ولو كان هناك تخطيط لاصبح السودان بملايين الافدنة من الاراضي الصالحة للزراعة وانهاره الثلاثة وامطاره ومياهه الجوفية باكبر بلد زراعي في افريقيا وربما العالم الثالث.
ولو كان هناك تخطيط لما صدرنا الابقار واستوردنا اللبن المجفف بمئات الملايين من الدولارات ولو كان هناك تخطيط لما صدرنا الاقطان واستوردنا الملابس و الأثاث ومساحات كبيرة من بلادنا تغطيها الغابات.
فالتخطيط أخي قسم هو مشكلة السودان وليس الرياضة والهلال لأنهما لا يعيشان في جزيرة معزولة بل جزء من وطن ضرب التخبط والارتجال في كل مجال من مجالاته.
الكتابة عن تكريم الرياضين لماذا ؟
سألني أحد الاصدقاء الاعزاء عن أسباب كتابتنا المطولة والمعمقة عن تكريم الرياضيين فقلت له لأننا تربينا اعلامياً على احترام عطاء الرجال المتطوعين والذين يضحون بجهدهم ووقتهم ومالهم من أجل الاندية والاتحادات .
فنحن جيل نكتب بما يمليه علينا ضميرنا، نقول لمن أحسن احسنت ولمن اخطأ أخطأت بمنطق وموضوعية ولم نتعود ان نبخس الناس اشياءها أو نستهزئ بجهد الرجال في ظروف الرياضة البالغة الصعوبة والتعقيد والتي تنعدم فيها البنيات الاساسية والامكانيات المادية لانشاء مدارس الكرة والاكاديميات التي لن تتطور الكرة بدونها لو استجلبنا أعظم المدربين والمحترفين ،فمن يعملون ويبذلون في هذه الظروف يستحقون الشكر والتقدير،وبهذه المناسبة لابد ان نذكر بالخير وكثير الثناء اساتذتنا الذين غرسوا فينا هذه القيم النبيلة وفي مقدمتهم الاستاذ فضل الله محمد متعه الله بالصحة والعافية والاستاذ احمد محمد الحسن رمز الوسطية والاعتدال والاساتذين الراحلين هاشم ضيف الله الموسوعة الرياضية والاعلامية وحسن عز الدين صاحب المفاهيم الرياضية والآراء الموضوعية وافضل من يغطي المباريات ويحللها.


امسح للحصول على الرابط
بواسطة : محمد احمد سوقي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019