• ×
السبت 20 أبريل 2024 | 04-19-2024
رأي حر

مهرجان البركل ما بين الثقافة والتراث !!!

رأي حر

 0  0  3328
رأي حر

تعنى الثقافة فى الفهم المثالى لها جملة ما تنتهى اليه الجماعة البشرية من معارف وفلسفات وعقائد وادب وفنون وتراث وقيم ومعاير عامة فى التفكير والسلوك مما يشكل طريقتها فى الحياة ونظرتها الروحية للوجود والانسان .فهى اذن مجرد المعرفة التى لا تحدد زمان معين او تنمو ضع فى مكان خاص وانما هى مطلق التحصيل المعرفى لثقافتنا وتراثنا الذي ينتهي بالفرداو الجماعة على حد تعبير كثير من اهل اثقافة والتراث الى تحقيق الكمالات على مستويات السلوك والعلم والمعرفة والفن . والمثقف بهذا الاعتبار هو من يستطيع ان يصل بسلوكه الى مستوى رفيع من رهافة الحس والذوق وحسن التصرف ويجمع الى ذلك معرفة وثيقة بمختلف التراث والفنون ثم ينتهى من كل هذا وذاك الى امتلاك ناصية منطقة الفاهيم وابداع الاثار الفنية والادبية والروحية واستيعاب حياة اهل التراث عبر المهرجانات ومعطياتهم وابداعاتهم المتعالية استيعابا شموليا عميقا واصيلا فهو اذن العالم ..الفنان المؤارخ الاديب وهم من بلغوا مبلغا عظيما من تهذيب نافذة ومن ثم استبعد هذا الفهم صفة مثقف الفرد من حيث هو فرد وتحرر فيها بالنسبة للفئة او الطبقة الاجتماعية ولكنه لم يمنعها عن المجتمع من حيث هو كل موحد ذلك ليس لفرد اعتبارات هذا الفهم ومقاييسه ان يحقق الكمالات على هذه المستويات بطاقاته الخاصة وامكاناته الشخصية وان توهم هو ذلك عند اتقانه لفن واحد او تبريره فى حقل معين فالفرد مهما بلغ من طاقته وصار اليه من شمولية ووعي يسظل بايولوجيا وروحيا لا تعوزه فى مجال ثقافة الذهن والحس نواح اخر حسب ولكن لا يستطيع اصلا ان يشعر بهذه النواحى التى تعوزه ان صفة مثقف محض خيال على صعيد الفرد ولا يبرر لفرد ما ابداعه فى حقل من حقول المعرفة اوالتراث ان يزعم لنفسه الثقافة واذا كان له اسهم حقيقي جاد فى رصيد مجتمعه من الثقافة فبقدر تبريره او ابداعه فى الحقل الذى ملك ناصيته وذلك شان كل المبدعين المبرزين فى حقول الثقافة والفكر والتراث يغنون رصيد مجتمعهم من التراث عبر المهرجانات الا انهم يظلون بعيدين عنها كافراد نافذة اخيرة قد شكلت هذه المهرجانات في صعيد الاتصال الجماهيرى تحديا جديا خطير على الامم والشعوب لا عهد لها بمثيله من قبل اذ جعلت ابنائها عرضة لمؤثرات نفسية وسياسية قد لا تكون في صالحها قضية ومصير خاصة وان عالمنا اليوم يعج بصراعات طبقية وقومية فى المسائل التراثية ليس الى التوفيق بين اطرافها من سبل سحق الطرف المضاد على ان ذلك ان كان ممكنا بالنسبة للشعوب المناضلة التى تروج عن تراثها عبر المهرجانات فى سبيل حريتها واظهار التاريخ عبر التراث من هنا كان حاجة المهرجان للثقافة والوعى المسؤول ليس فى صعيد الاعداد والتقديم حسب ولكن على صعيد القومية وعلى صعيد الاختيار كذلك خاتمة التاريخ هو حوار الماضى مع الحاضرحقا لكن عبر التراث ويغدو الوجود الانساني منقبا عنه ويظل تراث الامم حيا وفاعلا وجسرا متينا تمر عليه الاجيال وعند اهل السودان وجه الخصوص يتحول مهرجان البركل التراثي الفنى والادبي والفكرى والرياضي الى جوهر حضارى عميق الجزور فى نسخته الرابعة يجد فيه بعضهم الموثل الطبيعي للنهضة المرتجاة ويتطرف البعض الاخر فيرى فيه عائقا فى بحثنا عند يبعد عن القومية السودانية لذلك نعول جميعا فى ان تاتى النسخة الرابعة لمهرجان البركل جامعة لكل الطوائف السودانية لتعميق جزور تراثنا وحضارتنا السودانية والمحافظة عليها من الانقراض وتقديم برامج يستمتع بها الجميع نشبع منها ذاتيا ثم نصدرها عالميا

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : رأي حر
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019