• ×
الخميس 28 مارس 2024 | 03-27-2024
النعمان حسن

كيف تكفل الحرية للاحزاب وتحظر على الصحافة

النعمان حسن

 0  0  2605
النعمان حسن




موقفان متناقضان يصعب فهمها الا اذا كان واحدا منها ليس الا مسرحية
ضعيفة الاخراج لانه من المستحيل ان بلتقى الموقفان فى توقيت واحد فتكفل
حرية الاحزاب وتحظر حرية الصحافة

فالمؤتمر الوطنى او بتعبير ادق الحزب الحاكم منفردا منذ اكثر من ربع قرن
يهلل هذه الايام انه اخيرا قبل بارادته الحرة-ان صح هذا- قبل اشراك كل
الاحزاب السياسية فى الحكومة حتى انه لا يزال يعمل على حث من لم يستجيب
لدعوته من الاحزاب و يصر على دعوتهم للمشاركة معه فى السلطة وهذا موقف
يحمد له ان كان جادا فيه

ولكن كيف يمكن للمواطن ان يفهم ان من قبل بارادته التنازل من انفراده
وحده بالسلطة وعمل _حسب ما اعلن وادعى- على اعلان نهاية انفراد حزبه
بالسلطة وقبل ان يشرك معه الاحزاب السياسية التى تدافعت بكل حماس
لمشاركته بل ولا يزال يلاحق من لم يستجيبوا لمشاركته حتى ينضموا لركب
الحكم فى هيكله الجديد- ان صح ذلك- ولكن كيف للحزب الحاكم الذى فعل هذا
ان يصر على اصدار قانون يصادر حرية الصحافة بدلا من ان يلغى قانونه
السابق المقيد للصحافة ويعيد للصحافة حريتها الكاملة كسلطة رابعة
تاكيدا لجديته فى توسيع الحرية وتنازله عن احتكار السلطة لوحده وهو يشرك
ويدعو من لم يشارك من الاحزاب للانضمام لركب الحكومة الجديد الامر الذى
يعنى تنازله عن الهيمنة على السلطة واشراك كل الاحزاب المخالفة
والمعارضة له لتصبح شريكة له فى السلطة

بالنظر لهذا الموقف المتناقض بكل شفافية فان المؤتمر الوطنى الحزب الحاكم
والذى اعلن التنازل عن السلطة منفردا باشراك كل الاحزاب معه فانه يتحتم
عليه ان يترجم نواياه هذه حقيقة بان يكفل للصحافة حريتها الكاملة كسلطة
رابعه لانه من غير المعقول ان نشهد فى ذات الوقت الذى يدعى فيه انه يشرك
كل الاحزاب معه فى السلطة تمهيدا لديمقراطية الحكم وفى ذات الوقت فانه
بدلا من ان يرفع القيود التى يفرضها بالقانون على حرية الصحافة ويلغى كل
ما هو تقييد للصحافة لكفالة حريتها الكاملة كسلطة رابعة حتى يكون قراره
مواكبا لقبوله لمشاركة كل الاحزاب معه فى السلطة ان كان هذا يعنى انه
برضائه تنازل عن احتكار السلطة

ولكن كيف يتناقض موقف المؤتمر الوطنى الحاكم وهو يتنازل عن السلطة
باشراك الاحزاب معه ان كان جادا فى هذا وفى ذات الوقت فانه بدلا من يلغى
القيود على حرية الصحافة التى فرضها لانفراده بالسلطة حتى يكفل للصحافة
الحرية الكاملة والمطلقة مواكبة لتنازله عن الانفراد بالسلطة ان كان حقا
جادا فى هذا الامر الذى لايقبل التناقض فى موقف الحزب الحاكم من الاحزاب
المعارضة فيشركها فى السلطىة وان يقرر فى ذات الوقت اصدار قانون يضاعف
من مصادرة حرية الصحافة وبصورة اكثر حدة من قانونه السابق

لهذا اقول بكل شفافية فان ما نشهده من تناقض بين الموقفين لهو دليل على
عدم الجدية فى مشاركة الاحزاب للمؤتمر الوطنى فى السلطة وان الامر
لايعدو ان يكون مسرحية سيئة الاخراج اذا كانت مجرد مكاسب مادية لقادة
الاحزاب دون مشاركة فاعلة وجادة فى السلطة والا فالمطلوب لتاكيد حسن
النوايا فى هذا الامر كفالة الحرية المطلقة للصحافة او يكون اشراك
الاحزاب فى السلطة مجرد ديكور لتحقيق مصالح مادية لقادة الاحزاب لان
الموقف لا يحتمل او يقبل هذا التناقض لان حرية الصحافة هى المؤشر الفاعل
للتحول ان كان حقيقة
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : النعمان حسن
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019