• ×
الثلاثاء 23 أبريل 2024 | 04-22-2024
علي الكرار هاشم

الساعة كم....!!!

علي الكرار هاشم

 0  0  6623
علي الكرار هاشم



لم تكن الساعة في ذلك الزمن الجميل للتوقيت فقط لكنها كانت تكمل الأناقة والجمال والهيئة وتكمل الزينة للرجال والنساء علي حد سواء.لهذا فكان كل شخص يهتم بساعته ابتداء من ماركتها حسب الوضع المالي حيث أن عامة الناس تستعمل ساعات بقيمة معتدلة مثل الجوفيال والتاكسي وغيرها من الماركات المتاحة ثم يتطور الأمر ليصل إلي الماركات غالية الثمن مثال ساعة رومر ابوصليب وهي ماركة متميزة تجدها لدي الموظفين والكبار وكان يلبسها الأخ الحسين الكباشي.ثم بعض الماركات التي ظهرت مع بواكير المغتربين مثل الرادو والروكلس.
أما الضبط والتوقيت فلابد أن تتوافق الشوكات مع دقات إذاعة امدرمان وقد يستدعي الأمر أن تتوافق مع هيئة الإذاعة البريطانية (البي بي سي) هذا إذا حاجك شخص في مدي رصانة ساعتك وصلاحيتها.
والساعات كلها يتم تشغيلها بواسطة تحريك (الزمبرك) في حركة دائرية حتى يتوقف ويعرف بملء الساعة ولعل غالب الناس يتعمدون فعل ذلك في تمام الثانية عشر ظهر حيث تعمل الساعة حتى اليوم الثاني لتتم التعبئة ثانية.واستمر الوضع حتى ظهور الموديلات الجديدات التي تعمل بالبطارية.
أما الكبار فكانت لهم ساعة الجيب والتي توضع داخل جيب الجلابية ولها سلسة متدلية تربط بها وكان والدنا عليه رحمة الله له واحدة من ذلك النوع ظلت حتى وفاته حيث احتفظ بها شقيقنا بابكر يرحمه الله وبرغم أن هذه الساعة قد اندثرت لكن الجيب بقي في الجلابية يأخذ نفس الاسم ( جيب الساعة)
أما سوار الساعة أو (الكتينه) فهو يختلف حسب الأنواع والأشكال فبعضه من الحديد الفضي أو الذهبي وبعضه من الجلد والأخير من البلاستيك بحسب الذوق كما يختلف الناس في لبس الساعة وربطها علي المعصم وقد جرت العادة علي ربطها باليد الشمال عدا فئة من الناس تربطها باليد اليمنى بعضهم يأخذها كنوع من التيامن.
وكان للساعة وضع آخر حيث رافقت ( الدبله) في هدية الخطوبة وظل العريس يقدم ساعة بالطبع ذهبية اللون صغيرة الحجم وأخذت وضعها في الاغاني تارة ( دبله وكمان ساعه) (شوف العريس لابس هلالو والساعه في ايدو الشمال)
نكتب هذه المقالة صبيحة اليوم الذي تمت فيه إعادة الزمن ساعة للوراء وهي عودة لتوقيت كان موجود أصلا وقد غابت الحكمة بين القرارين وبدأ الأمر كنوع من اتخاذ القرارات فقط بيد أن السؤال الذي يفرض نفسه بكل احترام ورقي هو...ما مدي اهتمامنا بالزمن وهل نحن فعلا أمة تقدر الزمن وتهتم بساعاته ودقائقه هل نعرف قيمة الوقت ومكانته في أعمارنا وأعمالنا هل تصل قيمة الوقت عندنا إلي المحافظة علي الموعد والانضباط في العمل والاجتماعات والدروس لدرجة عمل الجداول للمحافظة علي ساعات اليوم.
إن الواقع يقول وبكل أسف خلاف ذلك فالوقت لا قيمة له ولا اهتمام لدينا تجاه الزمن نقضيه كيفما اتفق ويمر مرور الكرام دون أن نسأل أنفسنا ودون أن نلاحظ ذلك في أعمالنا ومكاتبنا ومصالحنا ثم نردد بأنه لا وقت لدينا وان الزمن قد انمحق وغير ذلك من العبارات الجوفاء والكلمات الفارغة .
فهل نجعل من مناسبة اليوم وإعادة الساعة للوراء مناسبة للتوقف قليلا والتفكر بشان الزمن وساعات اليوم بغية الاستفادة والمراجعة ثم الحرص علي مواعيدنا في الحضور والانصراف وتخصيص زمن لكل أمر مهم في الحياة لكيلا يمر العمر كله ونحن لا ندري.


امسح للحصول على الرابط
بواسطة : علي الكرار هاشم
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019