رؤية واقعية عن المنتخب القومي


حقق المنتخب القومي التعادل أمام المنتخب الغاني على أرضه وبين جمهوره وكانت مفاجأة سارة لكل الرياضيين بالسودان وقد تناقلتها جميع أجهزة الاعلام الأفريقية والعربية والعالمية . ولكن يجب ان ننظر الى ذلك بنظرة واقعية وبلغة المنطق حتى لانسبح في بحور من الأوهام او الأحلام .

والحقيقة التي لابد ان يعلمها الجميع ان المنتخب الغاني أفضل من المنتخب القومي بمراحل كبيرة من حيث المستوى او الخبرات او الانجازات وتعادلنا أمام المنتخب الغاني لايعني تتطور كرة القدم السودانية ووصولها الى مستوى يماثل او يوازي او يقارب مستويات المنتخبات الأفريقية المتطورة أمثال المنتخب المصري او المالي او النيجيري .

يجب ان لا ننسى حقيقة مستوانا ومدى مقدرتنا التي يحددها الفهم الحقيقي لواقع كرة القدم السودانية لان النظر الى الشئ بمنظور الحقيقة يعني معرفة الداء وتحديد الدواء وهذا هو سبيل النجاح والتطور لكرة القدم السودانية .

على الاتحاد العام لكرة القدم وضع خطة لتطوير كرة القدم السودانية على المدى القريب وعلى المدى الطويل ولن يتم ذلك الا عن طريق التخطيط السليم المبني على الواقع الحقيقي فلم نرى حتى الان بوادر او أفكار او تحركات من الاتحاد لكرة القدم من اجل التطوير فمنذ استلام الدكتور معتصم جعفر رئاسة الاتحاد العام لكرة القدم قام بخطوة واضحة للجميع هي تكليف المدرب الوطني محمد عبدالله مازدا بقيادة المنتخب كمدير فني . ولكن ماذا قدم الاتحاد العام للمنتخب من برامج واضحة وخطط حالية مستقبلية وأين نحن من المباريات الودية العالمية التي ننظر إليها بحسرة وألم ونحن لاننرى منتخبنا القومي من ضمن أيام الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا التي تم تخصيصها لذلك .

ولم نشير الى المعسكر الذي أقامه الاتحاد العام لكرة القدم بدولة اريتريا لأنه معسكر غير مدروس تم التخطيط له بدون مشاركة لاعبي الهلال الذين يمثلون القوة العظمى في المنتخب الوطني ، وبعد قيام المعسكر قام الاتحاد العام لكرة القدم بسحب لاعبي المريخ قبل أداء مباراة ودية دولية في معسكر إعداد لمباراة هامة في التصفيات الأفريقية في قرار غريب جدا ، مما يوضح ان القرارات او الخطط التي يصدرها الاتحاد العام لكرة القدم لا يكون أساسها النظر لجميع الجوانب حتى لايحدث خلل في البرامج كما هو واضح في التعديلات الكثيرة في برامج المسابقات المحلية .

يجب على الاتحاد العام لكرة القدم الإسراع ببداية منافسات الشباب والناشئين وتكوين منتخبات لشباب المدن وعمل منافسات قومية وقبل ذلك القيام بتأهيل المدربين والملاعب والحكام لان كرة القدم منظومة واحدة وبذلك نبدأ مسيرة التصحيح لأننا نحتاج الى المواهب خاصة في خط الدفاع حيث أننا نشاهد أندية القمة تعاني من ذلك ففي الهلال يلعب النجم مساوي في خط الدفاع وهو لاعب وسط وأيضا في نادي المريخ يلعب السعودي في خط الدفاع وهو لاعب وسط .

وليعلم الجميع ان النتائج والانجازات لاتتحقق بالصدف او بالأماني وأتمنى ان يظهر لنا الاتحاد العام لكرة القدم أهدافه خلال الثلاث سنوات القادمة لتطوير كرة القدم السودانية حتى يتحقق المراد لأننا لانريد أسماء بدون عمل او نتائج .

ختاما أمنياتنا ان نبدأ مسيرتنا الرياضية من حيث واقعنا حتى نصل بكرة القدم السودانية الى العالمية .



alfalaqksa@hotmail.com