حقيقتان لا ينكرهما الا مكابر ان مصدر الاهتمام باللعبة لم يعد فى
المستوى الفنى للهلال والمريخ الاعلى جماهيرية فى السودان لهذا لم تعد
الاستادات تفيض بجماهير الفريقين للاستمتاع بفنون اللعبة يوم كانت
اعدادهم تفيض عن سعة الاستادات ويفشلوا فى الحصول على الفرصة لدخولها
لمشاهدة مباريات الفريقين لعجزهم عن الحصول على تذاكر الدخول واليوم
اصبحت المواقع الخالية بالاستادات تفوق الحضور من الجمهور
ماذا يعنى فشل جمعيات الفريقين فى حشد عضوية معتبرة تليق بالفريقين بل
لم نعد نشهد النصاب القانونى فى عقد اول جلسة لجمعيات الفريقين بالرغممن
ان العضوية المسجلة نفسها غير مشرفة لقامة الفريقين
حقيقة الاسباب عديدة وان تفاوتت فى نسبة اهميتها ولعلنى اوجز القليل منها:
اولا من يصدق ان قمة اندية الكرة السودان ممثلة فى الهلال والمريخ
والاقدم مقارنة باغلبية دول افريقيا لم يحقق اى منهما البطولة
الافريقيةالكبرى ولو مرة واحدة واقصى ما تحقق للاندية السودانية فوز
المريخ بالبطولة الثانية والتى يتنافس عليها الفاشلون عن تصفيات البطولة
الاولى المؤهلة لنهايات بطولةامم افريقيا الكبرى والتاهل لكاس العالم
للاندية ومرة واحدة فى تاريخ السودان والجدير بالذكر هنا ان نتائج
الفريقين من البطولتين ظل يهبط للاسوا منذ اكثرمن ربع قرن فى وقت تقدمت
فيه اندية افريقية حديثة التكوين من مؤخرة البطولة لتاخذ مكانا متقدما
فى البطولة الافريقية الكبرى لتشارك فى كاس العالم للاندية فاى فشل اكبر
من هذا
(مجرد سؤال) لا يوليه الاهتمام احد
ثانيا اهتمام جماهير الفريقين بما يصنف بمباريات القمة هبط لادنى درجة
وان تضاعف الهوس الاعلامى لاعلى مدى عرفته الكرة السودانية بل ويشهد
التاريخ تدنى عضوية الجمعيات العمومية للفريقين بصورة غير مسبوقة واسوا
من ذلك ان تفشل فى تحقيق النصاب القانونى الا فى الجلسة الثانية بعدد
الثلث لو توفر او باى عدد فى الجلسة الثالثة حتى بتنا نخشى ان نشهد
يوما ان يكون عدد حضور الجلسة الثالثة اقل من عدد اللاعبين المسجلين فى
الفريقين ان لم يكن اقل من اعضاء مجلس الادارة نفسه طالما الشرعية مضمونة
بالقانون
ثالثا والاهم والاكثر تاثيرا سالبا على الاقبال الجماهيرى انفتاح العالم
للكرة العالمية حتى اصبحت نسبة الاهتمام والمشاهدة بالكرة العالمية
ونجومها اعلى عشرات المرات من مشاهدة مباريات فريقى القمة السودانية
والاكثر خطورة هنا تدنى اهتمام الشباب بمباريات فريقيى القمة لتركيز
اهتماهم على الكرة العالمية لدرجة ان الشارع الرياضى من الشباب يعلم كل
صغيرة وكبيرة على نجوم الكرة فى الدورى الاوربى مقارنة بالدورى السودانى
والمفارقة هنا ان هذا التدنى والانحدار فى الاهتمام الجماهيرى تتحقق منه
مكاسب مادية بالمليارات على افشل لاعبين عرفتهم الكرة السودانية من
محليين واجانب فى مسيرتها
رابعا ولعلها الاكثر سوءا وخطورة والاهم ان المعارك الادارية فى الكرة
السودانية خاصة على مستوى الاتحاد والاندية وما تعيشه من صراعات ومعارك
وحروب اصبح اكثر اثارة ومصدر الاهتمام الجماهيرى والاعلامى بصورة اكثر
اهمية وفاعلية من الكرة فى الملعب والا فانظروا اليوم لحجم المعارك التى
نشهدها فى الاتحاد العام الافشل لما يقارب نصف القرن وعلى مستوى الهلال
والمريخ حيث اصبحت الصراعات الادارية اكثر اهمية من الصراع بين الفريقن
فى الملعب بل شهدنا اخطر ظاهرة فى تاريخ السودان ان يمتد الصراع بين
الاجنحة المتعددة بمختلف المسميات فى الاندية اكثر اثارة من الكرة فى
الملعب بل ان تكون خصما على الفريق نفسه
ويبقى فى نهاية الامر والاخطر السقوط الفاحش والمدمر للكرة السودانية فى
عهد هيمنة السماسرة وتدفق المليارات على افشل لاعبين رغم الهرج الاعلامى
حتى اصبحت النجومية على اعلى المستوبات تتحقق من التمارين و المنافسات
المحلية فاقدة الاهمية والمستوى الفنى المواكب لتطور المستوى واما
الكارثة الاكبر الا تولى انديتنا اى اهتمام بمتغيرات الفيفا وضرورة
الحصول على رخصة الاندية الاحترافية وتحول ادارةكرة القدم فى الفريقين
لشركة مساهمة عامة حتى يتحقق الاستقرار للفريقين الامر الذى يعرضهما
للتجميد من اى مشاركات خارجية وحتى نرتاح من الصراع الادارى المدمر
للاندية بل والاتحاد
وتبقى المفارقة الاكبر ان الدولة نفسها داعمة ومشجعة لهذا الانهيار
الشامل مماغيب دورها تماما عن اى مسئؤلية لمعالجة افشل نظام رياضى لا
مثيل له فى القارة الافريقية او الدول العربية ولا امل فى اصلاح هذا
الواقع طالما ان النظرة السياسية لجماهيرية قمة الكرة السودانية اصبحت
هى المعيار الوحيد خصما على مستقبل كرة القدم السودانية التى شيعت من كل
مكوناتها اليوم
و اقول فى خاتمة هذا المقال:
على من يطمعون فى اصلاح حال كرة القدم ان ينصبوا صيوان العزاء للكرة
السودانية طالما ان القادم اسوأ فى كل الاحوال