رغم إختلافه الكبير مع مجموعة الإصلاح في إدارتها السيئة لصراعها مع الإتحاد العام والذي عمق أزمة الرياضة وأدى لتجميد الكرة بواسطة الفيفا بعد إقتحام المجموعة لمكاتب الإتحاد بالقوة الجبرية بقيادة المهندس حميدتي وسيف الكاملين اللذان كانا الأكثر تشدداً في هذا الإقتحام وفي تصعيد الصراع مع الإتحاد بعدم تنفيذ خارطة الطريق ودون أي إعتبار لمصلحة الأندية والكرة والوطن وللآثار الخطيرة المترتبة على التجميد والذي سيزيد من مشاكل الكرة ويدفعها للسير بقوة على طريق التراجع والتدهور الذي لم يتوقف منذ عدة عقود كانت عبارة عن خروج متواصل من البطولات الافريقية وعلى ايدي دول كنا نهزمها بالأربعات والخمسات ولم تكن تحلم يوماً بالوقوف أمامنا ناهيك عن الحاق الهزيمة بنا وإخراجنا من البطولات.
ورغم هذا الموقف المبدئي من مجموعة الإصلاح والتي كان واضحاً منذ الأيام الأولى لتكوينها ومن خلال قراراتها وتصرفاتها وتصريحات مسئووليها أن هدفها هو الوصول للسلطة بأي صورة من الصور،إلا أن هذا لم يمنعنا من الاشادة بموقف المهندس حميدتي المنحاز للرياضة على حساب الوزارة التي إعتذر عن توليها وتمسك بالترشيح لمنصب نائب الرئيس في إنتخابات الإتحاد القادمة وهي مغامرة غير محسوبة النتائج لأنه اذا لم يفز في هذه المعركة يكون قد خسر الوزارة ومنصب نائب الرئيس في الإتحاد الجديد.
لقد ضرب حميدتي المثل في حب الرياضة والحرص على خدمتها والتي تعتبر أهم عنده من منصب الوزير بكل سلطته وبريقه وإمتيازاته والتي تأسر الناس وتجعلهم يتهافتون عليها كأحد أحلام حياتهم.
فالتحية لحميدتي على هذا الموقف العظيم والذي لايصدر الا من رياضي أصيل رفض المنصب الرفيع لخدمة الرياضة التي يجري حبها مجرى الدم في عروقه فضحى بكل شئ من أجل إستعادة الكرة لمستواها ومكانتها التي شيدتها الأجيال المتعاقبة بالجهد والعرق والتضحيات.
عفاف أمين مذيعة بدرجة مبدعة ونادر خضر سيبقى حياً بإغنياته الرائعة
الزميلة عفاف حسن أمين مذيعة بدرجة مبدعة تجبرك على متابعة برنامج "إف إم " النيل الأزرق صباح كل جمعة ببساطة وتلقائية تقديمها وبقدرتها الكبيرة على عرض الموضوع المطروح بأفكارها النيرة ومقترحاتها العملية ورؤاها الموضوعية التي ترسم بها خارطة الطريق لمعالجة المشاكل الاجتماعية والمعيشية والإنسانية بجانب تقديمها لأغنيات رائعة تعبر عن القضية المطروحة للنقاش وتدخل بها الفرح أو الشجن لقلوب المشاهدين الذين عاشوا هذه الحالة عندما قدمت رائعة الراحل نادر خصر "اشتقت ليك" التي جمعت بين جمال وبساطة الكلمة وروعة اللحن وعذوبة الأداء ويقول فيها ..
مابراي ومابراي..
رجعت ليك شايل هواي..
يا حلوة يا أملي ودواي..
وأنا بين يديك اشتقت ليك..
وكتبت فيك أجمل غناي..
وعندما تستمع لهذه الأغنية المترعة بالشجن يأتبك أحساس بأن روح نادر تحوم حولك وتعبر عن أشواق المحبين ولهفتهم للقاء الحبيب على إنغامه الراقصة وبحة صوته الجميلة وتطريبه العالي، والمؤكد أن الفنان الذي يقدم مثل هذه الروائع لم يمت وسيبقى حياً يمشي بيننا بأغنياته الخالدة وإحساسه العالي الذي يجعل كل المشاهدين يحلقون معه في سموات الفن الأصيل.