مؤسف الا يمر يوم الا ونشهد ازمة خارج الملعب وكرتنا مغيبة تماما داخله
واذا تعودنا فى الماضى ان نشهد ازمة واحدة فلقد ادمنا اختلاق الازمات حتى
اصبحنا نشهد الازمات بالجملة فى توقيت واحد وهو ما نشهده اليوم فى
الاتحاد ين العام والمحلى وفى المريخ واالمفوضية الولائية والمفجع ان كل
هذه الازمات التى تغيب االسودان عن الكرة فى الملعب نتاج طبيعى لصراع
المصالح الشخصية بعد ان اصبحت وحدها المعيار الذى يحكم كرة القدم
السودانية
لست هنا بصدد تكرار الحديث عن هذه الازمات الا ان ما تشهده الساحة من
ازمة جديدة (وهمية) ما كنت لاوليها هذا الاهتمام رغم الهرج الذى ساد
بعض الاوساط الاعلامية الا ان المفاجأة التى يصعب تصديقها ان نشهد اتحاد
الكرة نفسه يتزعم هذا الهرج ويدعى انه هو السلطة والاحق بالاشراف على
الجمعية العمومية لنادى المريخ وانه سيرفع الامر للفيفا وهو ما ارفض ان
اصدقه لما كنت احسبه من معرفة وخبرة يتمتع بها قادة الاتحاد وهم يخرجون
علينا بهذا الادعاء الاعجب والاغرب عن كلما شهدناه وتعودنا عليه من
افتعال للازمات مع ان اتحاد الكرة هو فى حقيقته ليس الا واحدا من 24
نشاطا رياضيا لها اتحادات دولية متساوية فى الحقوق والواجبات مع الفيفا
وان االمريخ كنادى عرف بممارسته لاكثر من منشط منها وله الحق فى ان
يمارس المزيد منها ان توفرت له الامكانات فلقد عرف فى السلة والسباحة
والعاب القوى والدراجات وغيرها
لهذا وان كان الاتحاد محق فى عدم اهلية مفوضيات الولايات للاشراف على
الجمعيات العمومية للاندية القومية التى لا تمارس نشاطها تحت اتحاد
الولاية لان هذا الاشراف احق به مسجل الهيئات الرياضىة حسب قانون 2016
والذى لا تخرج سطاته عن التاكد من انعقاد الجمعيات العمومية للاندية فى
موعدها المحدد وفق انظمتها الاساسيةحتى لا تفقد شرعيتها دون ان يكون
للمسجل حق التدخل فى شانها الذى يحكمه النظام الاساسى للنادى وهذا حق له
وليس لاتحاد الكرة
ولكن المفارقةالاكبر فان المريخ وغيره من الاندية فبجانب عدم خضوعه
لاتحاد الكرة لعدم وجود نص قانونى يمنح الاتحاد هذا الحق وان يميزه على
الاتحادات الاخرى الموازية له فى نفس السلطة و المفارقة الاكبر ان هذه
الاندية وعلى راسها المريخ والهلال فانها حسب القانون ليست اندية رياضية
حتى يحكمها النظام الرياضى الذى لا تخرج حاكمية اى اتحاد منه على النشاط
المعنى به فقط لان هذه الاندية فى نفس الوقت وحسب سجلها ثقافية
واجتماعية فكيف لها اذن ان تخضع للرياضة وفى الرياضة ان تخضع لاتحادواحد
بعينه وان كان هناك ما يبرر ذلك فان الاولى به اذن اللجنة الاولمبية
التى تتبع لها كل الاتحاد وهى السلطة الاعلى فى ادارة كل الاتحادات
الدولية حيث تضمها جميعا على قدم المساوة ناهيك ان تكون هذه الاندية وفق
القانون السودانى ليست اندية رياضية فقط حتى تخضع لها او لاى اتحاد
بعينه منها
فالمريخ وغيره من الاندية ينص نظامه الاساسى و له الحاكمية الاعلى على
هذا الواقع ينص على انه حسب مسماه القانونى المسجل به على انه (نادى
المريخ الرياضى الثقافى الاجتماعى ) وليس هناك اى اشارة فى مسماه بانه
نادى المريخ لكرة القدم كما هو حال الاتحاد الذى ينص مسماه على انه
اتحاد كرة قدم لانه معنى بنشاط واحد
لهذا فان المريخ تقتصر صلته بالاتحاد والفيفا فيما له شان او علاقة
بممارسته لكرة القدم تحت ظل لوائحها التى لا تخول لها الخروج عن حدود
النشاط المعنية به وان كان قادة الاتحاد يجهلون هذه الحقيقة او يتعمدون
تداولها فان الفيفا نفسها لادراكها انها ليس لها الحاكمية على الاندية
التى تنخرط فى عضويتها لتمارس نشاط كرة القدم لاتقف حصريا على انتمائها
لكرةالقدم التى تمثل واحد من انشطتها لهذا فان الفيفا اشترطت اليوم
على الاندية المنضوية لها لممارسة كرة القدم ان توكل امر كرة القدم
لشركة مساهمة خاصة فقط بكرة القدم حتى تصبح تحت تكون تحت حاكمية
الفيفا فى هذه النشاط وحده دون تدخلها فى شان ممارسة انشطتها الاخرى
الرياضية وغير الرياضية وبهذا وفقت الفيفا فى ان تفرض على من يرغب فى
ممارسة نشاطه تحت ظلها ولكى تكون لها الحاكمية ان يخضع النادى كرة القدم
لشركة مساهمة تخضع للفيفا ولوائحها وحدها بحكم انها شركات معنية فقط
بكرة القدم دون ان تقحم الفيفا نفسها فى التدخل فيما لا تملك فرضه على
اندية ليست حكرا لكرة القدم وحدها حتى تخضع للفيفا وحدها كما انها ليست
رياضية فقط حتى تصبح تحت حاكمية اى هيئة رياضة وان كانت الاولمبية
لهذا فنادى المريخ نادى متعدد الانشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية
فى ذات الوقت فكيف لها اذن ان يتحكم فيه اتحاد كرة القدم التى لايرد
ذكرها فى مسماه كما هومسمى الاتحاد