* يواصل هلال الأمة مشواره في الدورة الثانية للممتاز ويلتقي عصر اليوم بتريعة البجا بملعبها بجبل أولياء والذي حققت فيه انتصارات غالية ومهمة دفعت بها لموقع متقدم في البطولة أكد انها ليس هدفها البقاء في الممتاز ولكنها تتطلع للمنافسة على شرف تمثيل السودان في المنافسات الخارجية ليتراجع فجأة مستواها وتخسر الكثير من النقاط ويتقدم المدرب الفاتح النقر الذي قادها للانتصارات باستقالته ويبدأ الفريق مهمة البحث عن مدرب جديد يعيد للفريق تماسكه وقوته ويسعى لاثبات وجوده وتأكيد ذاته في أول موسم له بالممتاز.
* ولا شك في أن اهتزاز أداء التريعة ليس غريباً على الكرة السودانية التي أصبح تذبذب المستوى سمة أساسية من سماتها لأنها لا تعتمد في عروضها وانتصاراتها على القدرات المهارية والفنية والتكتيكية التي تعلمها اللاعبون في سن مبكرة والتي لا تهتز الا في حالة الاصابات والمرض أو التفوق الكبير للفريق المنافس بعكس الفرق السودانية التي تعتمد في انتصاراتها وروعة مستواها على مزاج اللاعبين وعدم التفريط في لياقتهم او على الصدفة والاجتهادات الفردية ولذلك لن ينصلح حال الكرة كما ظلننا نردد منذ أكثر من ثلاثة عقود الا بالمراحل السنية والاكاديميات أو توفير المدربين المؤهلين للعمل في مدارس الأساس لتخريج اللاعبين القادرين على تطوير الكرة بمستواهم الثابت وقدراتهم الكبيرة التي لا تعرف الاهتزاز والتراجع الا في حالات نادرة وظروف قاسية وصعبة وبدون هذا سنظل ندور في دوامة تذبذب المستوى والخروج المتواصل من البطولات الافريقية الى أن يرث الله الارض وماعليها.
* يدخل الهلال لقاء التريعة وهو في قمة الجاهزية البدنية والفنية بعد سلسلة التمارين والتي تخللتها مباراة تجريبية مع ودنوباوي كسبها برباعية عكست قدرته على تحقيق فوز كبير يحافظ به على صدارته حتى نهاية المنافسة ليؤكد ان الممتاز بطولة هلالية خالصة تفوق فيها على المريخ بما يقارب الضعف منذ انطلاقتها في منتصف التسعينيات.
* ورغم الفارق الكبير بين مستوى الهلال والتريعة في كل شئ فان التريعة الجريحة لن تكون صيداً سهلاً وستقاتل بقوة للخروج بنتيجة ايجابية ترفع معنوياتها وتدفعها للخروج من وضعها السيئ ولذلك لابد ان يحترم الهلال التريعة ويلعب بقوة واصرار بعيداً عن الاستهتار بالخصم ليعود بالثلاث نقاط ويؤكد لجماهيره ان قطاره لن يتوقف الا في المحطة النهائية للبطولة.
* واذا كان ملعب كوستي الملئ بالوحل والحفر قد أثر على اداء الهلال وحرمه من الظهور بالمستوى الذي يليق باسمه ومكانته فانه سيواجه اليوم نفس المشكلة في ملعب التريعة الذي لا يقل سوء عن ملعب كوستي والذي يحتاج فيه الفريق للتحرك في مجموعات صغيرة تتبادل التمريرات القصيرة التي تتيح له التقدم للأمام لخلق الفرص من العمق والأجناب للوصول لمرمى التريعة وبذلك يتم تفادي الاصابات والتمرير الخاطئ في ملعب تصعب فيه الحركة السريعة والتمرير السليم والتهديف القوي من داخل وخارج المنطقة.
* تشكيلة الهلال تتكون من جمعة في المرمى وبوي وأطهر أطراف والجريف وأوتارا في الدفاع وأبوعاقلة وبشة ووليد علاء الدين وشيبولا في الوسط وكاريكا ومحمد موسى في المقدمة الهجومية وفي الاحتياطي نزار وأوكرا اللذان تعافيا من الاصابة واستعادا لياقتهما وسيكونا جاهزين للدفع بهما في أي وقت يكون الفريق في حاجة لجهودهما.
واعتقد ان وجود محمد موسى وكاريكا داخل الصندوق مع انطلاقة الاطراف لعكس الكرات ووجود بشة ووليد خلف الهجوم سيضع التريعة تحت ضغط متواصل ويعرضها للانهيار وللخسارة بعدد كبير من الأهداف في حالة استثمار الفرص السهلة التي سيصنعها وليد بقدراته الكبيرة في توصيل التمريرات وسط المدافعين أو في المساحات التي تتيح لمحمد موسى الانطلاق والتهديف من الوضع المتحرك من مختلف الزوايا والأبعاد.
