* عقب انتخابات نادي الهلال التي جرت في اغسطس الماضي كتبنا هذا المقال بعنوان: انتخابات الهلال باطلة!، اليوم يعيد التاريخ نفسه؛ لأن نادي المريخ سلك ذات الدرب فأعدنا نشر المقال أدناه.
* قطعنا في مقال أمس أن انتخابات نادي الهلال للتربية البدنية التي جرت وقائعها في غضون الأيام الماضية وأُختتمت يوم السبت بأنها باطلة من الأساس؛ لأن صاحب الحق في الإشراف عليها هو الاتحاد الرياضي السوداني لكرة القدم.
* هذ الإدعاء ليس من بنات أفكارنا وإنما هو موجود ومُضمّن في أوراق "فيفا" الرسمية وفي نظامها الأساسي ناصع الحجة، وبالغ الأثر والمُلزم لكافة أسرة كرة القدم في العالم.
* في الحقيقة أنني أهتديت لمسألة أحقية الاتحاد الرياضي لكرة في الإشراف على انتخابات الأندية من خلال متابعتنا للصراعات العديدة التي دخل فيها المتنافسون في السابق في دورة 2004، و2007، و2010، و2013، و2016 من أجل الجلوس على مقاعد الاتحاد الرياضي والأخيرة إمتدت حتى الآن دون أن تسفر عن انتخاب مجلس جديد!.
* ومعروف أنه في كل صراع يظهر إسم الاتحاد الدولي "فيفا" ومسألة رفضه لتدخل الحكومة والسياسيين في الشأن الرياضي مع التذكير بأنه يُشدد على ضرورة انتخاب مجلس الإدارة تطبيقاً لمبدأ أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية.
* وتعلمون جميعكم أن نادي المريخ على وجه التحديد ضرب الرقم القياسي خلال الأعوام المذكورة في التعيين الحكومي، وأنا واحد من الذين يرفضون التدخل الحكومي والسياسي في شأن الرياضة.
* يومها أعدت النظر كرّتين في المشهد الرياضي وطرحت على نفسي سؤال واحد ومفصلي، وقلت: طالما أن "فيفا" يشترط في التعامل مع الاتحادات الوطنية أن تكون مُنتخبة فهل هذا يُخص الاتحادات الوطنية فقط أم أنه يشمل الأندية أيضاً؟.
* تقليب هذ السؤال في الذهن سيقودك للوصول إلى عدد من الاستنتاجات منها: أن الاتحاد الدولي عندما يشترط انتخاب مجالس ادارات الاتحادات الوطنية فهو يعتقد أن هذه الاتحادات ستضع الشرط ذاته على إتحاداتها المحلية وأنديتها وتلتزم به كامل الالتزام.
* ويعني ذلك أن مثل ما يرفض الاتحاد الدولي "فيفا" التعامل مع الاتحادات غير المُنتخب مجالسها فمن الضروري جداً جداً أن ترفض هذه الاتحادات الوطنية- التعامل مع الأندية ذات المجالس غير المنتخبة وهذا بالضبط ما أشار إليه الدكتور كمال شداد رئيس الاتحاد الرياضي السابق في حواره بتلفزيون السودان قبل أيام.
* كما يجب على الاتحاد الرياضي عدم التعامل مع الاتحاد المحلي غير المنتخب مجلسه.
* هذه الشروط موجودة في الشعار الخالد للاتحاد الدولي أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية- ومفهوم كلمة حركة رياضية يشمل نشاط جميع الهيئات من إتحادات دولية، وقارية، وإقليمية، ووطنية، ومحلية وأندية.
* هذه الأجسام الهيئات الرياضية في كل العالم- يجب أن تكون كُتلة واحدة ومُتماسكة وتعتنق مبادئ واحدة وتدين بالولاء للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
* باختصار أن تكون مجالس إدارات جميع هذه الهيئات مُنتخبة ويجب أن تجري عملية الانتخابات وفقاً لموجهات وقرارات وقوانين فيفا سواء بإشرافها المباشر، أو بواسطة سلطاتها المُخوّلة للاتحادات القارية، والاتحادات الوطنية والتي تخول سلطاتها بدورها للاتحادات المحلية.
* وعلى خلفية نتائج الانتخابات الهلالية التي لم ترض المرشح الثاني الرئاسة الخندقاوي- فقد صرح بأنه سيلجأ ل"فيفا".
* وكتبنا أمس: لا يمكن لأي نادٍ أو شخص الاتصال بفيفا مباشرة وعلى الجهة الراغبة في رفع تظلمها التوجّه فوراً للاتحاد الرياضي لكرة القدم.
* ونصحنا الخندقاوي بعدم إهدار الوقت؛ لأن فيفا سيأمره بالتوجّه لإتحاده الوطني ومخاطبته.
* ونؤكد مُجدداً أن انتخابات الهلال باطلة من الأساس ويمكن لصابر الخندقاوي الطعن فيها وعدم الإعتراف بنتائجها وتقديم مظلمته للاتحاد الرياضي السوداني لكرة القدم مباشرة والذي بدوره سيحسم القضية وإذا استعصت عليه سيطلب عون الاتحاد القاري كاف- ومن بعده الاتحاد الدولي فيفا.
* ونكرر ما قلناه أمس: أن مفوضية هيئات الشباب والرياضة بولاية الخرطوم جهاز حكومي وإن شئت قل جسم حكومي ولا يحق لها الإشراف على انتخابات أي نادٍ.
* حتى انتخابات نادي المريخ القادمة يجب أن يشرف عليها الاتحاد الرياضي بتكوين لجنة انتخابات بقراره ووفقاً لسلطاته.
* المريخ والهلال رغم تاريخهما التليد يجهلان هذه الجزئية وظلا أسيرين لوزارة الشباب والرياضة بولاية الخرطوم والمفوضية طوال عمرهما المديد.
* حتى أندية الولايات الأخرى يجب أن يشرف على انتخاباتها الاتحاد المحلي لكرة القدم والأخير باعتباره مفوضاً من الاتحاد الرياضي السوداني لكرة القدم أي أنه سيرفع نتائج الانتخابات للاتحاد الرياضي (العام) مثل نتائج نهاية الموسم.
* انتخابات الهلال باطلة!، وحتى لا يغضب الهلالاب فإن انتخابات المريخ القادمة إن جرت دون إشراف الاتحاد الرياضي تعتبر باطلة.
* بل نذهب لأكثر من ذلك ونقول أن من حق الاتحاد الرياضي مخاطبة نادي المريخ ودعوته لتوفيق أوضاعه أو أن الاتحاد سيرفض التعامل معه.
* كما أن مجلس نادي المريخ الحالي يجب أن يستمد شرعيته بقرار صريح من الاتحاد الرياضي بالتمديد له كما فعل الاتحاد الدولي " فيفا" مع الاتحاد الرياضي نفسه.
* رجاء عزيزي القارئ فنحن نناقش قضية عامة وهامة وأتمنى ان يخرج الطرح من نطاق هلال مريخ الضيّق ومناكفاتهما التي قد تبعثر الأوراق وتشتت الذهن وتهدر الوقت فيما لا طائل منه.
** من الأرشيف
