الاتحاد السودانى لكرة القدم يشهد كعادته معركة ساخنة من الاطراف الطامعة
فى الهيمنة عليه كهدف لذاته والتى هيمنت عليه منذ ما يقرب اربعين عاما
بعد ان اصبح للمصالح الشخصية الحاكمية على الصراع فى الاتحاد والتى ظلت
تتضاعف كل عام بسبب ما يتحقق لمن يهيمن علي الاتحاد من مكاسب متعددة وان
تفواتت واختلفت بين االمتصارعين
ولكن ما يعجزالانسان عن فهمه ان نشهد اليوم معارك اشد سخونة من اطراف
عديدة للهيمنة علي الاتحاد الذى يواجه ظروفا صعبة تتمثل فى تشييعه بعد
ان خضع لتغييرات جذرية فى مكوناته سترفع يد الاتحادات المحلية التى
بلغت 47 اتحادا محليا عن اشرافها على الاندية بجانب اندية الدرجة
الممتازة ايا كان دافعها ما يتحقق من مكاسب لمن يهيمن عليها تحت ظل نظام
نهايته محسومة خلال المرحلة القادمة بعد رحيل بلاتروسيادة دورى المحترفين
ليصبح السودان فى مواجهة المتغيرات الجذرية فى الفيفا ونظمها ولوائحها
تحت ظل رابطة المحترفين التى ستتولى ادارة شئون الدورى المؤهل للمشاركات
الخارجية وبهذا ترفع يد الاتحادات المحلية والاندية غير المحترفة عن اى
وجود ف ىساحة الاندية الاحترافية
ولكن ما يعجز الانسان عن فهمه كيف تصبح هذه المعارك اكثر سخونة فى وقت
تواجه فيه الاطراف الثلاثة المكونة اليوم للاتحاد الحكم عليها بالاعدام
تحت ظل هذه المتغيرات
فالا تحادات المحلية وان ظلت مهيمنة على الاتحاد رغم ان وجودها مخالف
للدستور الذى ظل مهملاحتى اليوم رغم انه الاعلى لو حظى بحقه من
الاحترام حيث اصبح تكوين الاتحاد فرضا من الولايات وليس المدن والقرى
التى ظلت مهيمنة على الاتحاد رغم عدم دستوريتها فى دولة لا مركزية
تقتصرعلى
الولايات فانها رغم ذلك بلغت النهاية بتفعيل العنصرين المتبقيين من
العناصر الثلاثة التى كتبت نهاية الاتحادات المحلية الامر الذى
سيتوافق مع الدستور
واما العنصر الثالث والاخيرفيتمثل فى كتابة نهاية الاندية المكونة
للاتحاد اليوم بل والاتحاد نفسه بعد ان شهدت الفيفا ثورة اطاحت ببلاتر
وفرقته والى ظلت ظلت تستثنى مؤيديها من الالتزام للوائح الفيفا
الاحترافية على عضويتها من الاتحادات وعلى راسهم الاتحاد السودان
الذى لم يشهد ثورة الفيفا التى قوامها تطبيق لوائحها بلا تفرقة حيث
لن يبق موقع لغير رابطة الاندية الاحترافية فى الفيفا
وهذا يعنى ان الاندية السودانية مقبلة على مواجهة ظروف جديدة تحكم
مشاركتها فى البطولات الخارجية التى تحكمها لوائح الفيفا حيث تصبح
المشاركة فقط للاندية المستوفية وحائزة على رخصة الاندية المحترفة
والتى سيخضع الاشراف على منافساتها لرابطة الاندية المحترفة والتى
ستكون فقط من الاندية الحائزة على رخصة الاحتراف مما يعنى ان الكرة
السودانية اليوم مقبلة على مواجهة قضية هامة وخطيرة لا نلمس اى اهتمام
بها من اى جههة رسمية او اهلية
لعدم اهتمام اى جهة بتفعيل نظام الاندية المحترفة والتى تشرف على
دوريها رابطة الاندية المحترفة وليس اتحاد الهرج والعبث الذى يتصارع فيه
اليوم الطامعون للهيمنة عليه والذى لن يبقى له دور فى بطولات الاندية
تحت الفيفا اكثر من ممثل واحد فى رابطة الاندية المحترفة وفق شروط
الفيفا وهذا ما لا تهتم به اى جهة اهلية او رسمية حتى اليوم مع اننا لا
نملك حتى اليوم ولونادى واحد مستوفى لكل شروط الاندية الاجترافية والتى
يقف على اهم شروطها ان يصبح الاشراف على كرة القدم فى النادى تحت عضوية
الفيفا لشركات مساهمة لظبط كل الجوانب المالية المتعلقة به وليس هذه
الجمعيات الغعمومية المستجلبة تحت عبث المفوضية فى كل دورة حيث تصبح
ادارة كرة القدم للشركة المساهمة التى يحكمها قانون الشركات وليس عبث
القوانين الرياضية (المضروبة والتى تحكمها المصالح) لهذا فان كلا من
مجلس ادارة النادى بل ومجلس ادارة الاتحاد(يشوفوا ليهم شغلة غير التدخل
فى شان ممارسة الانديةالمنضوية للفيفا لنشاطها )حيث لن يشكل اى منهما
قوة فيها تحت ظل رابطة الاندية الاحترافية مباشرة والشركات وسيقى
مجلس ادارة النادى مختصا باى انشطة غير كرة القدم كما يبقى الاتحاد مختصا
فقط بالمنتخبات الوطنية (وطبعا لن يكون هذا دافعا لهم للصراع فى قيادة
الاتحاد)
وهذا يعنى تلقائيا ان الاتحادات المحلية سواء كتبت نهايتها بتفعيل
الدستور المجمد او لم تكتب نهايتها فانها لن يكون لها شان بادارة نشاط
الاندية المحترفة والمنضوية وحدها تحت الفيفا كما ان الاندية التى تشكل
اليوم القوة الثانية فى الاتحاد فان من لايحوز رخصة الاندية المحترفة لن
يكون له موقع فى اتحاد الكرة المنضوى تخت الكاف والفيفا
ويبقى السؤال فى نهاية الامر:
فهل يعقل اذن ان تبقى هذه القضية الخطيرة مهملة دون ان تحظى باهتمام
الدولة او الرياضيين من اتحاد واندية فنظل نشهد صراع المصالح للهيمنة
على مجلس الاتحاد او الاندية التى قوامها فقط كرة القدم بعد ان لم تعد
لهذه المجالس اى سلطة على الاندية المشاركة فى بطولات الفيفا (ففيم
العراك فى الاندية والاتحاد) والى متى تجاهل اخطر القضايا الخاصة
بالاندية فى عضوية الفيفا