كرة القدم تقوم على النصر والهزيمة فى حالة عدم نهاية المباراة بالتعادل
والكرة لم ولن تعرف فى تاريخها فريقا لايخسراو يكسب مباراة والا لما
كانت هناك منافسات فى كرة القدم
كما ان كرة القدم لم ولن تكون يوما مبراة من اخطاء حكام فى ادارة
المباريات حتى فى اعرق الدول واهم المنافسات العالمية ولعلكم تذكرون كيف
فقد منتخب انجلترا التاهل لنهائى كاس العالم بسبب خسارته امام منتخب
الارجنتين بهدف ماردونا الذى احرزه بيده فالحكم مهما بلغ ليس مبرأ من
الخطا
كما ان حكام اليوم اصبحوا ضحايا التقنيةالحديثة وما شهدتها من تطورات
حيث ان طاقم الحكام ملزم بان يتخذ قراره فى ذات اللحظة التى تشهد اى حدث
او موقف فى اى مباراة ولكنه بعد ذلك يخضع للانتقاد من من يشهدون الحدث
نفسها عدة مرات عبر التقنية الحديثة التى تصور الحدث والموقف واعادته
عدة مرات فى القنوات الفضائية بل واخضاعه للفنيات الحديثة من تقنيات
التصوير البطئ الامر الذى يوفر لمنتقدى الحكام ظروفا افضل للحكم على
قرار الحكم الذى يتخذ قراره فى لحظة الحدث مما يجعله تحت قبضة الفنيات
الحديثة التى لا تتاح له اثناء ادارته المباريات بينما تتاح اللقطات
المسجلة تلفزيونيا ظروفا افضل للكشف عن قراراته وما قد يشوبها اذا اخطأ
وفى هذا اجحاف فى حق الحكم
لهذا كان من الطبيعى ان يصبح الحكم وطاقمه تحت ضغط عنيف بسبب قبضة
التقنية الحديثة وتسليط الاضواء على اى خطا قد يرتكبه فى ادارة المباراة
بعد ان اصبحت المباريات نفسها متاحة فى الهاتف للجمهور فى الملعب
يؤكد هذا الامر وخطورته ان القنوات الفضائية نفسها عند بثها للمباريات
وفى ذات اللحظة التى يطلق فيها الحكم صافرته فانها تعيد اللقطة مرات
للمشاهدين مع تعقيبات من يتوفر لهم رصد الحالة بصورة موثقة من الكمرات
وليس اعتمادا على النظر لحظة الحدث كماهو حال الحكم الامر الذى يجعل
الحكم تحت الضغط النفسى لحظة اطلاق صافرته طوال المباراة
وحيث انه ليس هناك بشر منزه من الخطا فان الحكم ليس استثناء بل هو
الاكثر تعرضا للخطا لانه محكوم باتخاذ قراراته فى اقل جزء من الثانية كما
ان الخطا فى بعض ا لحالات النادرة قد يؤثر سلبا على النتيجة وهذا ما
يعرض الحكم للمحاسبة من لجنة التحكيم بل واصدار العقوبات القاسية فى حقه
اذا اتضح انه تعمد الخطأ لاى سبب كان هذا مع مرعاة اهم نقطة جوهرية ان
الحكم على الحكم يفترض الايصدر الا من من يلم بالقانون وليس بالجهد او
العاطفة الشخصية وتبقى محاسبة الحكم هنا ليست بالانفعالات والانحياز
والخروج عن الضوابط فى الملعب من كافة الجهات من لاعبين و مدربين الذين
اصبح بيدهم تحميل الفشل فى تحقيق القوز للحكام مما افسد الممارسة
الرياضية لتخرج عن قيمها وضوابطها وهذا ما يميز اغلب دول العالم عن
واقعنا فى السودان الذى انحرفت قيمه الرياضية التى ظلت ارثا عبر التاريخ
لادارات الاندية ومدربيها والاخطر من هذا ان لاعبينا اصبح همهم ان
اخفقوا فى تحقيق الفوز ان يحملوا المسئؤلية لحكام المباراة حتى اصبحت اى
هزيمة فى الملعب تعزى لحكم المباراة
عفوا لنكن امناء مع انفسنا ونحن نشهد يوميا ان كل انديتنا بلا استثناء
تحمل الهزيمة لحكام المباريات وواقعنا يؤكد هذه الحقيقة التى لا ينكرها
الا ماكابر وليس ادل على ذلك من ان كلا من الهلال والمريخ اليوم يصنف
التحكيم بانه منحاز للاخرحيث ان كلا الفريقين يدينان التحكيم بانه منحاز
لمنافسه كما ان بقية الاندية من نفس الدرجة تصنف التحكيم بانه منحاز
لفريقى القمة بل لا تسلم الاندية فى مبارياتها التى لا يكون طرفا فيها
الهلال او المريخ فانها تحمل الهزيمة للتحكيم مما غيب تمام قيم التنافس
فى الملعب خاصة بعد ان وجد الاداريون واللاعبون فى هذا الواقع المؤسف
المخرج لهم ان يحملوا الاخفاق فى الملعب للحكام كمخرج الامر الذى افسد
كل مقومات التنافس الرياضى بعد ان لم يعد هناك حكما غير مصنف بالولاء
والانحياز لفريق بعينه بعد ان اصبح الحكام هم شماعة من يخسر اى مباراة
حتى غيبت قيم اللعبة والمنافسة عن الملعب ولم نعد نلعب كرة لنحقق الفوز
طالما ان شماعة التحكيم هى المخرج فى حالة الهزيمة مما افقد الكرة
السودانية اى قيم تنافسية فنية بعد ان اصبح المخرج من تحمل الهزيمة هم
الحكام حتى اصبحنا الافشل خارجيا لانحراف مفاهيمنا فى التنافس فى الملعب
واقع مؤسف افرغ الكرة من كل مقوماتها ولكن خقيقة ما يحيرنى فى هذا الامر
لماذا يسكت الحكام السودانيين على هذا الواقع ولماذا لايعلنون الاضراب عن
ادارة مباريات الممتاز لنرى ان كانت ملاعبنا ستشهد منافسات فنية فى
الملعب تحت الحكام الاجانب ام ان نفس الادعاء سيلاحق الحكام الاجانب
للتهرب من الهزيمةلان خطورةواقعنا هذا يؤكد ان حكامنا فى حالة خطر دائم
فى كل المباريات والضحية كرة القدم فلماذا يسكتون على هذا الواقع
