اولا نحمد الله ان لقاء القمة فى نهاية مباريات الدورة الاولى لم يفسد
احتفالات العيد الكبير ولقد شاء القدر ان تنتهى المباراة بالتعادل حتى لا
يشهداللقاء اى انفلات او ردود افعال تخرج عن الروح الرياضية كما ان روح
العيد وقدسيتها كان لها التاثير الايجابى على جماهير الفريقين لهذا
يستحقان التحية والتقدير فى هذا اليوم الذى لم يفسد فرحة العيد وقدسية
المناسبة وان كنا نتمنى ان ان يسود هذا السلوك كل لقاءت القمة حتى يكون
بداية مرحلة جديدة فى مسيرة الفريقين
اما من الناحية الفنية لست فى موقف لادلى براى حول المباراة لعدم
مشاهدتها ولكن ما استوقفنى حقا الهدفان اللذان شهدتهما المباراة التى
انتهت بالتعادل بهدف لكل عندما شهدت قناة الملاعب تفرد مساحة خاصة
للهدفين حيث تم اعادة بثها عدة مرات بل وبالسرعة البطيئة
ومع ان المعقبين من نجومنا الكبار الذين تناولوا الهدفين بالتحليل فانهما
لم يوليان الهدفين وما ارتبط بهما من اخطاء دفاعية تكشف خطورة الثغرات
فى دفاع الفريقين خاصة وان كلاهما سيكونا مشاركين فى البطولات
الافريقية لان ما كشسف عنه الهدفان من ثغرات دفاعية فى الفريقين جدير بان
توليه الاجهزة الفنية اهتماما خاصا لفرق مقبلة على البطولة الافريقية حيث
ان كلا الهدفين كشفا عن علل كبيرة فى دفاعى الفريقين مما يستوجب دراسة
هذه العلل بتركيز شديد من الاجهزة الفنية والفريقان مقبلان لتمثيل
السودان فى البطولات الافريقية حيث ان كلا الهدفين كشفا عن اكثر من خلل
فى دفاعات الفريقين
اوزلا لنتوقف مع هدف المريخ الاول فى المباراة وبالرغم من ان من احرز
الهدف من المريخ لم يجيد تصويب الكرة بحيث انها ما كان لها ان تلج مرمى
الهلال لولا الاخطا الدفاعية المتعددة من جانب الهلال فلاعب المريخ ورغم
ما حظى به من تهليل وهرج الا ان الحقيقة انه صوب كرة ما كان لها ان تخترق
حائط الهلال فلولا ما ارتكبه الحائط من خطا فاحش لم عبرت الكرة الحاط
الدفاعى لتاخذ طرقها للمرمى ولكن اخطاء الهلال الدفاعية هى التى تسببت
فى ولوج اسوأ تصويبة للكرة لمرمى الهلال
فحائط الهلال اولا هو الذى افسح الطريق للكرة التى صوبها المهاجم
لترتطم بالحائط الا ان حائط الهلال انقسم لنصفين منفصلين افسحا الطريق
للكرة لتاخذ طريقها نحو المرمى وثانيا فان حارس الهلال لم يوفق فى
صدها رغم انها لم تكن كرة صغبة لانه فقد التركيز على الكرة بسبب موقفه
الخاطئ وهو يقف خلف الحائط فى نفس الزاوية وحرم نفسه من ان يقف فى
المكان المناسب فى الزاوية الثانية التى تمكنه من ان يكون متابعا وراصدا
للممهاجم الذى يصوب الضربة ليقف على الزاوية التى يوجه لها الكرة حتى
يعد نفسه لصدها وبهذا فقد رصد الكرة لحجب رؤيته ليرى كيف يوجه اللاعب
صربته نحو المرمى لهذا لم يكن فى موقبف ليعد نفسه لرصد حركة الكرة الا
بعد ان تخطت الحائط مما افقده التركيز لصدها لضيق الزمن الذى يرصد به
الزاوية التى يوجه لها لاعب المريخ تصويبته لانه كان معصوب النظرلوقوفه
خلف الحائط مما افقده سرعة التفاعل مع الكرة لصدها رغم انها لم تكن صعبة
لانه لم يعرف توجه الكرة الا بعد تخطى الحائط فما كان له الزمن ليركز
نفسه لصدها فاصبح شريكا للحائط فى الخطا
اما هدفالتعادل الذى احرزه الهلال فى مرمى المريخ كم كان غريبا تعددت
فيه الاخطاء الدفاعية
اولا فان لاعب الهلال الذى عكس الكرة كان تحت رقابة لاعب من المريخ ظل
يتبعه حى بلغ الخط ليعكس الكرة بسهولة و ولم يحرك ساكنا لحرمانه من عكس
الكرة وثانيا فان ثلاثة من مدافعى المريخ كان ثلاثتهم وقتها فى منطقة
الجزاء دون ن نشهد لاى منهما موقفا لمراقبة مهاجم الهلال الذى اندفع من
الخلف بعيدا عن اى رقابة مما مكانه ان يحرز هدف التعادل براسية
وثلاثتهم كانوا داخل منطقة الجزاء دون ان يراقبه اى واحج منهم اوو يفسد
هجمته وثالثا فان حارس مرمى المريخ لم يكن مبرا من المسئؤلية فيما ولج
مرماه لانه لحظة عكس لاعب الهلال للكرة فانه اندفع نحو القائمة اليمنى
مندفعا لصد الكرة المعكوسة دون ان يكون فى موقف لصدها مما سهل لمهاجم
الهلال ان يوجه الكرة على يساره للزاوية الخالية من اى رقابة ولو انه
بقى مكانه فى مرماه لسهل عليه صد الكرة الراسية التى وجهها اللاعب
للزاوية البعيدة والخالية
قصدت بذلك التنويه الى ان دفاع الفريقين يعانى من خلل كبير وعدم التفاهم
وكلا الفريقين مقبلان على البكطولة الافريقية مما يستوجب من الادارة
عمل الكثير لمعالجة القصور الكبير فى دفاعات الفريقين خاصة وان البطولة
الافريقية لن تتحقق تحت ثغرات دفاعية خطيرة وكبيرة كهذه فى مواجهة فرق
تعرف وتجيد (من اين تؤكل الكتف) لهذا لابد من ثورة دفاعية حتى تتاهل
القمة للبطولات الافريقية
علة الكرة فى بلادنا تكمن فى التخطيط غير السليم منذ نعومة اظافر لاعبينا
فمن الروابط الى الدرجة الثالثة ثم تخطفه القمة لينصدم بانه اصبح فى
رمشة عين فى اكبر الاندية السودانية وهذا قمة طموحه ومن حافز تسجيله
الخرافى الذى لم يكن يحلم به ثم يتجه نحو سوق السيارات ليركب احدث
الموديلات التى لم يحلموا بها عباقرة الكرة فى زمنهم الذهبى امثال جكسا
وقاقرين والدحيش وبشرى وبشارة وحمورى وكسلا. بعدها يبدأ سهرات الحفلات ثم
الشيشة واشياء الواحد يخجل من قولها.
التخطيط الممرحل فى كل دول العالم يبدأ بالمدارس السنية فى اكاديميات
تحت اشراف خبراء وفنيين على مستوى عال من الخبرة يمر الاعب خلال دراسته
بالاكادمية بعدة مراحل حتى يقوى عوده ويصبح مؤاهل فنياً وبدنياً وعقلياً
وطبعاً عندنا فى السودان الحكومة موفرة لنا كل هذه الاشياء واكثر!!!!!
اما الجانب التدريبى حدث ولا حرج فكل المدربين المحليين الواحد يدخل ليه
فترة شهر شهرين تدريب ويعمل فيها (مورينو) هاك يا تصريحات وهاك يا تحديات وهاك يا نظريات لم يستفد منهم احداً من المدربين الاجانب .
فهل يعقل لمدرب اثناء التدريبات والتمارين ان لا يدرب لاعبيه على كيفية
الوقف حائطاً ليحمى مرماه من ولوج الاهداف اول مرة نسمع لينا بحيطة تتحرك
ومال سميت بالحيطة ليه؟
علتنا الكبرى فى حكوماتنا التى تبخل على الرياضة بل تحاربها بشتى الطرق
اين الميادين داخل الاحياء التى يمارس فيها الشباب والاطفال رياضة الكرة
فكل عباقرة الكرة السودانية تعلمو الكرة فى ميادين الاحياء كلها اتباعت
كل ميادين الروابط بيعت وكل المساحات التى كانت تمارس فيها الرياضة لكل
الاعمار بيعت مساكن ومولات لاصحاب النفوذ يعنى الطفل لو عاوز يتعلم الكرة
الا يتعلمها فى راس بيتهم( تقل لى شنو وتقولى منو)الله يرحمك ياسودان