اذا كانت قمة الكرة السودانية شاء قدرها ان تصادف عيد الاضحية المبارك
بكل ما يحمله من قيم التسامح والعفو فانها صدفة هى فى ذات الوقت محمدة ان
يجرى اللقاء فى هذا التوقيت لعظم المناسبة لهذا نامل فى ان يشكل مرحلة
جديدة فى مباريات القمة حتى يحقق نقلة نوعية فى تعاملنا مع مباريات
القمة
لهذا نامل فى ان يكون لقاء القمة بداية لروح جديدة تسود لقاءات القمة
اداء فنيا مميزا وسلوكا اخلاقيا جديدا على كل المستويات اداريا وفنيا
واعلاميا وبصفة خاصة جماهيريا
نريده ان يكون سطرا جديدا يحقق الارتقاء بقيم الرياضة توافقا مع قيم هذا
اليوم العظيم فى حياة المسلمين فيحقق لنا ثورة تعيد للرياضة قيمها وروحها
الاخلاقية فى التنافس الشريف بعيدا عن التعصب الاعمى الذى افسد مسيرة
الكرة السودانية بعيدا من فنيات اللعبة وقيمها الاخلاقية والذى ترتب
عليه الانحراف فى السلوك على كل المستويات خاصة فى اللقاءات التى تجمع
بين الهلال والمريخ
نريد للقاء اليوم ان يعود ويصنف فى مكانه الطبيعى انه ليس الا مباراة
دورية لحسم نقاط ثلاثة لا تختلف عن نقاط فى مباريات الدورى بسبب
الانحراف الفكرى فى انه بطولة قائمة لذاتها كانها نهاية المطاف فى
المباريات التى تجمع الفريقين
فالخسارة فى هذااليوم لاتعنى اكثر من خسارةثلاثة نقاط لاتحول دون ان
يتوج من يخسرها بطلا للدورى الذى تحسمه دورة ثانية كاملة قد تغير من
خارطته كما انه لا يتوج من يكسبها بطلا دائما للكرة السودانية
ولافريقيا
ولكن الاهم من ذلك وان اكدت على انها ليست الا مباراة عادية خلاصة
مردودهاثلاثة نقاط فى بطولة دورى محليى لم يكن يوما ولن يكون حكرا على
فريق واحد والا لماكانت كرة القدم كما نشهدها فى كل العالم
ولكن الاهم من هذا ان بطولة الدورى المحلى لم تعد هى التى تؤهل لنهائيات
البطولة الافريقية المؤهلة لنهائيات كاس العالم للاندية حيث ان كلا من
فريقى المركزين الاول والثانى يتمتعان بنفس الفرصة لتسيد الكرة
الافريقية لان كلاهما مؤهل للمشاركة فى النهاية طالما ظلايحتلان المركزين
فى الدورى السودانى لهذا ما هو اقيم واكثر اهمية للسودان من يحقق لنا من
الفريقين البطولة الافريقية وهو ما قد يحققه صاحب المكز الثانى فى
الدورى المحلى طالما انه يتمتع بنفس الفرصة فى التنافس على بطولة افريقيا
وهو ما يمكن ان يحققه للسودان من يفشل فى تحقيق البطولة المحلية فايهما
اقيم للكرة السودانية وللنادى هل هو ان يحل بطلا للدورى المحلى ام بطلا
لافريقيا والفرصة فى النهاية متاحة لصاحبى المركزين الاول والثانى محليا
فلماذا اذن هذا الهوس والجنون الذى افسد الكرة السودانية حتى اختلت
مفاهيم الرياضة عندنا حيث اصبح فوز انديتنا محليا فى مباريات القمة شان
اكبرواكثر اهمية من تصدر الدورى المحلى بل واكثر اهمية من بطولة افريقيا
ورفع راية الوطن فى كاس العالم للاندية
بذمتكم هل ترون انحرافا كهذا فى اى دولة فى العالم حتى يصبح هذا
الانحراف سببا فى خصوصية مباريات قمة لا تخرج عن انها مباريات عادية فى
دورى محلى حتى تصبح لقاءات القمة خارجة عن كل الضوابط والقيم الرياضية
وان تصبح مبررا للانفلات على كافة المستويات اداريا وفنيا واعلاميا مع
انه ليس الا لقاء عادى يجب الا نعطيه اكبر مما يستحقه فتصبح لقاءات
القمة اهدارا للقيم والسلوك الاخلاقى على كل مستويات القطاع الرياضى مع
ان الاهمية ليس لمن يتصدر محليا وانما من يحقق البطولةالافريقية بصرف
النظر عن كونه اول او ثانى الدورى
فهل نشهد اليوم مع فرحة العيد فرحة كروية ترسخ القيم الرياضية فى ان
مباراة القمة ليست الا مباراة عادية ولا وذن لها اكثر من ان تمنح الفائز
ثثلاثة نقاط لا تختلف فى شانها عن اى ثلاثة نقاط اخرى يكسبها او يخسرها
اى من فريقى القمةوقد لا تحقق له بطولة الدورى المحلى
لهذا اختم واقول:
هل نشهد اليوم قمة شاءت ظروفها ان تلعب فى فترة العيد بكل ما يحمل من
قيم دينية واخلاقية وانسانية قوامها العفوواحترام الغير وهل نشهدها قمة
تكتب وتسجل اول سطر جديد فى مباريات القمة لا نشهد فيها حكاما ولاعبين
ومدربين تحميهم اجهزة الامن من اعتداء الجماهير وحتى لا نشهد مقاعدا
تدمر وهتافات غير لائقة من هنا وهناك ونريد ان نشهد مباراة لايسودها
العنف والسلوك غير الاخلاقى تغيب فيه الروح الرياضية وقيم الرياضة
وتتعدد فيها اصابات اللاعبين
نريد اليوم وبمناسبة العيد ان تسود قيمه الاخلاقية والروح الرياضية فنشهد
المهزوم مهنئا لمن فاز عليه ونشهد جمهورا لا يخرج عن السلوك الاخلاقى
منفعلا فى وجه الحكام او اللاعبين
واسف ان قلت اننى اسمع (من خيالى) من يهتف فى وجهى ويقول لى (حلم الجيعان عيش)
وكل عام وانتم بخير ودعوانا ان يخرج الجميع سالمين حتى تنتصر القيم
الرياضية وتتعانق فى هذا اليوم مع القيم الدينية