على قدر ما اجتهدت فكريا لم اجد مبررا واحدا للتباكى على مغادرة غارزيتو
للمريخ بالرغم مما تكلفه من دولارات للمريخ لاشرافه على الفريق اكثر من
مرة
وللحقيقة والتاريخ ان الكرة السودانية حتى اليوم لم تحقق اى مردود ايجابى
للمدربين الاجانب الذين تعاقبواعلى الكرةالسودانية طوال اكثر من اربعين
عاما بل ويمتد التساؤل الاكبر ما ذا تحقق للكرة السودانية على مستوى
الاندية من استجلاب للمحترفين الاجانب وماذا حقق سماسرة التسجيلات منذ
هيمنوا على الكرة السودانية
فالسودان على مستوى المنتخبات الوطنية و الاندية لم يتحقق له اى مردود
تحت هذا التطور الذى شهده من استجلاب الاجانب مدربين ومساعديهم ومحترفين
بالمليارات ومجموعة من السماسرة ورصيد السودان على كل المستويات خاصة
الاندية فى المشاركات الخارجية حيث لم يتحقق له اى انجاز تحت ظل
الاجانب من مدربين ولاعبين الا اذا استثينا ما تحقق للسماسرة السودانيين
الذين لم تعرفهم الكرة السودانية الا فى الثلاثين عاما الاخيرة
وحتى لا نظلم المدربين الاجانب وحدهم فالعلة تكمن اولا فى ان المدرب
الاجنبى مهما ارتفعت كفاءته وقدراته فان من المستحيل ان نشهد له مردودا
ايجابيا وذلك لان المدرب الاجنبى مهما ارتفعت كفاءته الفنية فهو لن يحقق
اى مردود مع لاعبين لم تعد اعمارهم تؤهلهم للاستفادة من المدربين مهما
علت كفاءتهم لعدم توفر التدريب لهم فى مراحل عمرهم الاولية هذا مع
الاعتراف بحقيقة تواضع المدربين انفسهم لغياب الكفاءة الادارية السودانية
المؤهلة لاختيار المدربين
وهذا ما يؤكده عشرات المدربين واللاعبين الاجانب الذين تم استجلابهم
للهلال والمريخ طوال السنوات الماضية فكيف اذن للكرة السودانية ان تشهد
اى تطور تحت ظل لاعبين (فات فيهم الاوان ليستوعبوا االتدريب حتى تهدر
فيهم المليارات وتحت مدربين اجانب تنقصهم الكفاءة )
والسؤال الذى يفرض نفسه وعلينا ان ان نستوعب منه الدرس كيف لنا ان نصبح
طيش الكرة الافريقية وافشلها ونحن الذين كنا تاريخيا انداد الكرة
المصرية التى تسيدت الكرة الافريقية وعلى راسها الاهلى المصرى ؟
حقيقة الكرة المصرية ما كان لها ان يتحقق لها هذا التميز لولا ان قمتها
الكروية ممثلة فى الاهلى والزمالك استجلبت اكفأ المدربين الاجانب ولكنها
لم توكل لهم الاشراف على الفريق الاول وانما اوكلت لهم الاشراف على
البراعم والناشئين والشباب ولعل اهمهم المدرب هديكوتى الذى تولى الاشراف
على هذه المراحل فى الاهلى دون ان يوكل له امر (فريق العواجيز) فكان ان
حقق للاهلى المركز الاول عالميا وافريقا وهكذا كان الزمالك منافسا له
الامر الذى انعكس تلقائيا فى تصدراندية مصر ومنتخبها الكرة الافريقية
دون ان يهدر الفريقيان الملياارات فى استجلاب اجانب للفريق الاول حيث
تركز اهتمام الفريقين على تكليف افضل الاجانب بالاشراف على المراحل
السنية والشبابية فكان كلاهما الاقل اهدارا للمال فى استجلاب الاجانب
حتى تحقق للكرة المصرية المركزالافريقى الافضل قاريا وخارجيا
لهذا ارى ان تنصرف انديتنا عن استجلاب الاجانب مدربين ولاعبين تحت نظام
لن يكن له اى مردود خارجى وان يتعاقدوا مع كفاءلات عالية من المدربين
الاجانب للاشراف على المراحل السنية ويتركوا الفريق الاول للمدربين
السودانيين حتى نصحح مسيرة الكرة السودانية (فكفاية ان نستجلب الاجانب
مدربين ولاعبين من اجل تحقيق بطولات الدورى المحلى فهذا الدورى منذ نشاته
ظل حكرا على الهلال والمريخ كما انه لاقيمة له لهذا فان انديتنا ليست
بحاجة لاستجلاب اجانب تهدر فيهم المليارات مدربين ولاعبين من اجل بطولات
محلية هى فى الاصل حكرا لهم
ولكن لمن تقرع الاجراس
بخصوص اللاعبين الاجانب. العله ليست فى اللاعب الاجانبي بل العله فى الادارة واللاعب السوداني
قبل التفكير فى جلب لاعب اجنبي او مدرب اجنبي علينا اولا زراعة الاحتراف فى عقل الادارت واللاعبين وحتى الجماهير لان الاكثرية تاثر على الاقليه
عندما تحضر ثلاثة لاعبين اجانب محترفين وياتوا ويعيشوا مع 22 لاعب وطني ومليون اداري حياتهم وفهمهم لكرة القدم تبدا بالطموح الذي يتوقف عند حد القمة وينتهي بالتسجيل فى القمة وكسب اكبر قدر من المال سوف ياثروا بهم بدل ياثروا على اللاعب الوطني مجبرين يسايروا الاقلبية.
الامر الاخر يتعلق فى من يدير كرة القدم وهنا اقصد الاتحادات
مفروض يكون هناك شروط لتسجيل اي لاعب اجنبي فى اي فريق
اولها يكون اللاعب شارك فى منتخب بلاده واهمها يكون شارك فى منتخب بلاده فى منتخبات المراحل السنية وان لا يتحدي عمرة 23 عام وتوحيد العقود اي الاتحاد تكون له صيغة عقود ملزمه فيها شروط على النادي وعلى اللاعب وان يودع النادي شياك بمرتبات الاجانب لدى الاتحاد العام.
اما بخصوص المدربين ايضا يكون هناك معيار محدد لاستجلاب المدربين الاجانب وان يضع الاتحاد شرط يلزم النادي بان يكون الكادر المعاون له كاد وطني لاكتساب الخبرة
مصر القريبة تلزم الاندية بان يكون الكادر المعاون للمدربين خصوصا فى الاندية الكبيرة مدرب وطني ولقد ظهرت نتائجة الان حيث نلاحظ ان معظم مدربي الاندية هم وطنيين بل تعدى الامر الى احتراف المدرب الوطني المصري فى الخارج والان اذا متابع للدوريات العربية سوف تجد انتشار كبير للمدرب المصري فى دول الخليج. وهذا النظام ايضا طبق فى تونس.