• ×
الثلاثاء 23 أبريل 2024 | 04-22-2024
ماجدة حسن

علي مهدي ورضاء الداخل

ماجدة حسن

 0  0  2567
ماجدة حسن

علي مهدي ورضاء الداخل
لايمل استاذنا الكبير عيسي الحلو من ابداء رايه كلما طالع موضوعا لي عن علي مهدي . ويصر الحلو علي حرفيه عاليه للسيد علي مهدي خافية علينا او ليس بمقدورنا رؤيتها . انه رجل (شاطر) . والشطارة التي يعنيها الحلو ليست (الفهلوة) التي يعنيها الاخرون . المهم انه يري فيه مالا نراه نحن . وربما لخص لي وصف علي مهدي لنفسه (شوفو ناس بره بقولو عني شنو وناس جوه بقولو شنو) ، حين قال انه راي بعينه بعده الخارجي في الفجيرة وطريقة تنظيمه للعمل وكيف ان هناك قامات من الرجال تقف خلفه . هذه الصورة الخارجية قارنها الحلو كما علي مهدي نفسه بالداخل ووجد العكس تماما . ومن خلال ذلك قطع الحلو بان الرجل يتمتع بنفوذ خارجي وشهرة كان يتوقع في البداية ان يكون بسبب فيلم (عرس الزين) الذي قدمه للعالم الاوربي والعربي .
وجهة النظر اعلاه محل تقدير بلاشك خاصة وانها ليست نتيجة عاطفة ، ايجابية او سلبية ، وانما نتيجة قراءة واقع من زاوية محددة . لكن ذلك بالضرورة لايلغي ذلك وجهات النظر الاخري التي ايضا لها دفوعاتها عن ماتري . بداية ماكان للداخل ان يطعن في هذا الوجود الخارجي كما فعل وزير الثقافة في تصريح له قبل يومين ان (عمت فائدته). وبالبحث عن اداء علي مهدي الداخلي والذي يفترض ان يكون معبره للخارج ـ بوصفه مبدعا سودانيا- غير ان ذلك الاداء بدا غير واضحا او لايتناسب مع حجم الوجود الخارجي للرجل . اذن ماالذي يؤهل علي مهدي لذلك الوجود ؟ هذا هو المبحث، وماكان لوجود علي مهدي خارجيا ان يكون محل استنكار البعض او الكثيرين ، لولا غياب الجهود الحقيقية له في الفضاء الداخلي . والامثلة علي ذلك كثيرة لكن شاهدا واحدة يمثل وجهة نظري في عدم توظيف علي مهدي لجهوده الخارجية داخليا . مثلا لماذا لايكون للمسرح الوطني مقرا؟ لماذا لايتجه علي مهدي لتاسيس مسرح وطني حقيقي يدخله الجمهور ويتفاعل معه ؟ يعمل المسرح المسمي (بالوطني) علي اقامة مهرجان البقعة سنويا ويعمل علي جلب رعاية واستقطاب عروض داخلية وخارجية واصبح من المهرجانات الدولية الراسخة. لكن رغما عن كل ذلك ينتهي تاثير عروضه - التي تستضيفها خشبة المسرح القومي - بنهاية المهرجان.
يستطيع علي مهدي ان يستقطب دعما خارجيا لبناء وتشييد المسرح الوطني ، ومن ثم اقامة فعاليات المهرجان عليه ، ثم فتحه للجمهور لاحقا- الا ان كان لايريد- وذلك هو من المطلوبات المحلية لادواره الخارجية .بالاضافة الي ان يكون له وجود حقيقي في الحياة العامه التي طرفها الجمهور والمسرحيين . يتحرك كذلك علي مهدي بصفات كثيره كرئيس لمجلس المهن الموسيقية والتمثيله ومقره حكومي مؤجر ، ورئيس لمسرح البقعه له مكتب ولامقر للمسرح. ورئيسا لمركز مهدي للفنون ولاادري ان كان له مقر حالي ، وبالضرورة لاتصبح المناصب ذات فائدة ان لم يكن لها التاثير المطلوب . كان يمكن ان يكون الوضع افضل ان تم تسخير المناصب الخارجية المثيرة للجدل وتوظيفها لخدمة الدراميين وترقية واقعهم العملي . يمكن ان يكون علي مهدي كبيرا للحركة المسرحية يمثلها داخليا وخارجيا ان عمل للناس جميعا وليس لمجموعة محددة. ولو قام علي مهدي بانشاء المسرح الوطني وفتحه للجمهور لكفاه ولرضي عنه الداخل.

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : ماجدة حسن
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019