• ×
الأربعاء 24 أبريل 2024 | 04-23-2024
النعمان حسن

لنعيد هيكلة الاتحاد وفق الدستور والفيفا لمواكبة العصر

النعمان حسن

 1  0  1844
النعمان حسن




اليوم حل بيننا وفد الفيفا بغرض اصدار نظام اساسى لا يتعارض مع مبادئ
الفيفا وهذه بلا شك خطوة ايجابية وهامة خاصة بعد ان تحررت الفيفا نفسها
من بلاترولم تعد تجامل الاتحادات من اجل الصوت الانتخابى ولكن من يتوهم
ان هذا سيحل ازمة الكرة السودانية ويصحح مسارها فانه يراهن على حصان
خاسر وان كان فيه بعض الاصلاح (لسوءاته) لان ما ستحققه الفيفا هو علاج
للقضايا التى تقع تحت اختصاصها وما اكثرها الاان الفيفا لن تحل ازمة
الكرة السودانية الاخطر فى مسيرتها والتى تعجزها عن تحقيق اى اهداف محلية
او خارجية لان العلة فى قانون 2016وفى النظام الاساسى لتكوين الاتحاد
السودانى الذى يبنى على قانون الدولة و تتمثل هذه العلة فى هيكله
العشوائى الذى ظل على حاله منذ نشاة الاتحاد قبل اكثرمن خمسة وسبعين عاما
والذى حرص مشروع القانون الجديد لمعالجته الا ان البرلمان اعاد هيمنة
الاتحادات المحلية على الاتحاد رغم ان الدستور والمصلحة العامة يرفضان
ذلك فهذا الهيكل هو المصدر الاكبر والاخطرعلى كرة القدم بل والرياضة
السودانية لانه غير مواكب للعصر لانه غير مؤهل فى كل مكوانته لتحقيق
اى تطور للكرة محليا او خارجيا بل سيبقى مصدر لهما حتى بعد ان تفرض
الفيفا ما تخوله لها سلطاتها (ويبدو انها قدفعلت) لان الفيفا ليست
جهةمختصة بهيكل الاتحاد حتى تعدله ليواكب العصر بل وملزمة ان تراعى ان
هذا سلطة الدولة لهذا يقتصر دورها فى ازالة مالا يتوافق ولوئحها من
تاكيد ديمقراطيته واستقلاليته ومراعاة اللوائح والمبادئ الدولية الا
انها غير مختصة ولاتملك معالجة عيوب هيكلنا المدمرة والتى تعجزه عن
تحقيق اهدافه لان هذا الهيكل من اختصاص الدولة ولكنها مغيبة لنفسها
لهذا تتحمل مسئؤلية عدم مواكبة الهيكل لمتتطلبات العصر لانها هى التى
تقرر بقوانينها هيكل اتحادها مع مرعاة شروط الفيفا ومبادئها وهذا ما يملك
ان يحققه اليوم وفد الفيفا وهو يفرض على النظام الاساسى الالتزام بشروطه
دون ان يتدخل فى الهيكل مما يعنى بقاء الهيكل الفاشل رغم ما ستفرضه
الفيفا من اصلاح ( والذى يتردد اليوم انها قد فعلته)

فالفيفا اليوم لا تملك ان تتدخل فى هيكلة الاتحاد الا ما تراه يتعارض مع
لوائحها ونطمها وقيمها ولكنها لا تملك ان تعالج العلة فى هيكل الاتحاد
الخرب بل والمخالف لدستور السودان ولمتتطلبات مصالحه المحلية والخارجية
لان هذه سلطة الدولة المغيبة نفسها عن دورها وتتدخل فيما لا يحق لها

فالفيفا اليوم ترفض ان يميز النظام الاساسى الذى تقره الدولة بين
الاتحادات المحلية لانها ترفض ان تميز الدولة الاتحادالمحلى الخرطوم
على بقية الاتحادات المحلية التى اعتمد القانون ان يتكون منها الاتحاد
بقانون الدولة وهذا بديهى ان ترفضه الفيفا

وثانيا ترفض الفيفا ان يقحم الاتحاد المدربين والحكام فى الصراعات
الادارية فى مكونات الاتحاد حتى تضمن حياديتها ونزاهتها بحكم انها هيئات
فنية يجب الا تقحم فى الصراعات الادارية لان هذا يفسد المنافسات
الرياضية

وثالثا فان الفيفا ترفض اى اختصاصات ينص عليها النظام الاساسى للاتحاد
تشكل تدخلا من اى طرف ثالث وعلى راسها اجهزة الدولة فى ادارة شئون
الاتحاد وتعترف فقط بان الدولة مختصة بهيكلة اتحادها وفق شروط وقيم
الفيفا

ورابعا واخير فان الفيفا ترفض اى تغول اواى مخالفات لما امنت عليه من
صلاحيات للفيفا وللاتحادات الاعضاء على لوائحها وعلى راسها على سبيل
المثال ما ظل يمارسه الاتحادالسودانى حول تسجيلات اللاعبين المحترفين
وعقودات الاحتراف من محليين واجانب واللائحة الدولية هى السلطةحول هذا
الامرحيث تخول للاعب ان يوقع عقد الاحتراف قبل ستة اشهر من نهاية عقده
دون ان يمتثل بشخصه امام ادارة الاتحاد ولعل هذا اهم مسببات الفساد فى
الكرة السودانية حيث حول الاتحاد مكاتبه لسوق النخاسة والسماسرة

ثم من المستجدات التى لم يحترمها الاتحاد السودانى حتى اليوم تطبيق نظام
الاحتراف واللوائح الملزمة للاندية التى تشارك فى بطولات الفيفا وعلى
راسها تحويلها لشركات والزامها بلائحة الاحتراف والتامين على سلطة
رابطة المحترفية فى ادارة منافسات الانديبة فى بطولات الكاف والفيفا
بجانب المخالفات الاخرى للنظانم الاساسى للفيفا

وهذا ما ستعالجه اليوم الفيفا ان لم تكن عالجته بالفعل ولكنها لن تعالج
عيوب الهيكل الرياضى الذى يحتم دستور البلد اعادة صياغته وتامين الفصل
بين النشاط المحلى الذى يخضع لسلطة الولايات والتى تستهدف غرس القيم
التربوية والوطنية وبين شروط ولوائح الفيفا التى تحكم المشاركات
الخارجية الاحترافية فى الاندية حتى تتحررسلطة الولايات ويعود لها حقها
فى تنشئة شبابها وتربيته وفق رؤى كل ولاية حسب ما اوكله لها الدستور من
سلطة على مستوى الولاية بعد ان رفع يد المركزية فى التدخل فى شانها وهذا
ما امن عليه دستور 2005 وله الحاكمية الاعلى على اى قانون وهذا لن يتحقق

تحت هيكل يتعارض مع الدستور ومدمر للرياضة محليا وخارجيا بسبب عدم
اهلية الهيكل لتحقيق هذه الاهاداف الاستراتيجية

وكونوا معى لمزيد من الاهتمام بهذه القضية الجوهرية بدلا من ان نغرق كرة
القدم ةغيرها فى صراعات المتتطلعين للهيمنة على ادارة الاتحاد لتحقيق
مصالحهم الشخصية بصرف النظر عن من هم

ملحوظة: اطلعت على موقف اتحادالخرطوم واقول لنله قضية بالرغم من مبررات
قرار الفيفا ولكنيتعين على اتحاد الخرطومان يدافععنقضيته بموضوعية وشرعية
وهذا ما اعودله غدا اذن الله



خارج النص

-شكرا الاخ الدكتور علياش صدقت واوفيت واقول لك هناك الان مبادرة من
بعض الرياضيين الذين يتوافقون حول نفس الراى ويعملون اليوم على توسيع
دائرة الحوار حول ضرورة احداث ثورة فىالهيكل الرياضى والعمل على عقد
مؤتمررياضى شامل لبحث القضية لايشارك فيه نجوم الصراعات من اجل المناصب
حتى يكون حوارا متجردا من اجل الارتقاء بالرياضة

-شكرا الاخ شوقى لا اخالفك الراىفيما قلته عن المنتخب لهذا تساءلت هل
سنشهد تحول حقيقى فى موقف الدولة من المنتخبلات الوطنيةام ان هذا لموقف
ردة فعل عابرة ودجعنا ننتظر حتى (نشوف اخرته)

ثانيا اقول لك اننى لا اخالفك الراى فيما قلته عن مصدر العلة فى الاقتصاد
السودانى بجانب قضايا اخرى ذات صلة ولكن ليس هذا مكان مناقشتها فما انشره
اليوم هو عمود فى صحيفة رياضية ليس لها ان تخرج عن الاطار المحدد لها
ولكنى اؤكد لك اننى سبق ان تناولت هذا الموضوع فى صحف سياسية وبصفةخاصة
مسببات الازمة الاقتصادية ولقد تناولتها من زاوية تخصصى الاكاديمى من
جامعة الخرطو كلية الاقتصاد وبعد فترة طويلة من العمل فى القطاع
الاقتصادى واعدك باذن الله ان اعود لنفس الموضوع فى الصحف السياسية وليس
الرياضية
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : النعمان حسن
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    دكتور عليش 08-09-2017 09:0
    شكراً يا أستاذ دائماً تكون مقالاتك رائعة ومتميزة وشيقة عندما تتناول مختلف المواضيع الرياضية في إطار القانون ولوائح الفيفا وربطهما ببعض ولكنك تخفق عندما تتناول مشاكل أو مواضيع قطبي الكرة حيث يغلب الهوى الأحمر على مقالك فيظهر الحبيب تكعيب ويأفل الطيب عبد الله وبقية العقد الأزرق النضيد .. التجرد في الكتابة يكسبك تعاطف القاريءفهل أدركت ذلك علماً بأنك تعتبر من الأقلام الجريئة
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019