الوسط الرياضى كله عاش بالامس متوترا بانتظار معرفة المصير النهائى
لازمة الاتحاد ومشاركة منتخبه وانديته فى البطولات الافريقية متشبثا فيها
بسقف من الامل رغم تعقيدات الموقف فى ان يرفع عنه قرار تعليق النشاط
واعادة حق منتخبه وانديته فى البطولات الافريقية ومع ذلك فان قنواته
الفضائية واعلامه غارق فى متابعة قضايا اخرى على راسها الجمعية العمومية
للهلال بما تشهده من تناحر وشكاوى وتبادل اتهامات طالت كل مرشحيه وقضية
التزوير فى شهادات المدربين ومشاكلهم الا ان سقف امالهم ارتفع على اثر
اعلان الدكتور معتصم جعفر عن تسلمهم قرار من الفيفا برفع الحظر الا ان
اعلان القرار شابته بعض الضبابية عندما كشف رئيس الاتحاد نفسه انه فى
حالة اجتماع مع المسئؤلين مما يعنى ان قرار رفع الحظر ارتبط بشروط من
الفيفا لم يفصح عنها وانما هلل للقرار حتى لايحسب عليه ان لم تنفذ
الشروط مما يعنى ان القرار رهين بهذه الشروط التى لم يكشف عنها ولكن
رغم ذلك فانه حتى لو كانت النهاية سعيدة برفع الحظر واكثر سعادة لو انتهت
بعودة الحق لانديتنا المشاركة خارجية فان
التناقضات والمفارقات فى مواقف المجموعتبن الافشل فى مسيرة الكرة
والصراعات التى عرفتهاعبر مسيرة الاتحاد تحت ظل اسوأ نظام وهيكل رياضى
قوامه جمعية عمومية مكونة من قيادات الاتحادات المحلية صاحبة المصالح
فان الازمة ستبقى خطرا على مسيرة كرة القدم بجانب التناقضات فى مواقف
اندية الدرجة الممتازة التى كانت من اهم عوامل تصعيد الازمة يوم انقلبت
مجموعة منها قادها الهلال بكل اسف لتتمرد على الفيفا والتى عادت لتبحث
اخيرا عن مخرج وما دعت اليه لا يتوافق مع موقف الفيفا لانه يدعو لتعيين
جهة خارجية بديلا للاتحاد المعترف به مهما كان راينا فيه بسبب فشله فهو
المقبول من الفيفا حتى ينتخب مجلس بديل له
كما ان هذه الاندية نفسها موعودة بازمة اكبر بعد ان تحررت الفيفا من
فساد بلاتر وزمرته لتواجه خطر حظرها ما لم تتاهل لحيازة رخصة الاندية
الاحترافية والتى لا ولن تتوفر في اغلبيتها العظمى باستثناء الهلال
والمريخ(الام وليس عيالها) اللذان يملكان استيفاء شروط الرخصة
هذا بجانب السودان الموعود فى حالةعبور ازمته الحالية بحرب مدمرة
بين(الاخوةالاعداء) والذين اجبروا لتوافق وهمى فاقد لاهم مقوماة
استمراره ونجاحه لان كل الطرفين لم ينبع التوافق بينهما عن الثقة وانما
اجبراعلى هذا الموقف بعد ان عرضا السودان لكارثة التجميد مما يعنى ويؤكد
انه حتى لو تحقق المخرج مؤقتا فان مقبل الايام موعود بما هو اسوأمن ازمة
اليوم لان كلاهما اجبرا على هذا التوافق المزعوم الذى لم ينبع من اى
نوايا حسنة من الجانبين ولان مصالح كل من الطرفين تعلو اى مصلحة عامة
للسودان الضحية مما يعنى ان القادم اسوا طالما انهما شركاء فى خلق
الازمة وكلاهما تحكمه مصالحه الخاصة
اذن فان الكرة السودانية جديرة بان تتوج بانها ملكة العالم فى كرة القدم
خارج الملعب والاكثر اثارة فى ازماتها بعيد عن الملعب فى صراعات لا
تحكمها مصلحة عامة او ضوابط وقيم اخلاقية من الجانبين وهذا ما اجمع عليه
الراى العام السودانى بعد ان تكشفت له الحقيق وما شهده وعايشه من
المجموعتين اللذان لا يتوفر لديهم اى دافع يتعلق بالمصلحة العامة بقدر
ما هى حرب مصالح خاصة من المجموعتين
هذا هو اذن مصير الكرة السودانية وقد اصبحت تحت رحمة (البحر امامكم
والنار خلفكم) ولا مجال للهروب من التهلكة ضحية الاثنين ومن يخلفهم تحت
نظام هالك وغير صالح
لهذا فمن وجهة نظرى شخصية ارى ان شاء القدر ورفع الحظرعن السودان واعيد
للاندية السودانية والمنتخب فرصته ليواصل المسيرة فانه يتعين على الدولة
ان تصدر هى بعد مشاركة الاندية قرارا بتجميد الاتحاد السودانى وان
تتحمل مسئؤليتها الاولى والاخيرة فى ان تصحح قانونها الذى ابقى على هذا
النظام والهيكل الرياضى الخرب والمدمر والذى يفتقداى امل فى الاصلاح وان
تتوفق مع الدستور والمتغيرات الدولية التى تقوم على الاندية الاحترافيةو
وعملا بالنظام اللامركزى ان تؤسس لاتحاد يقوم على الاندية الاحترافية
المعتمدة من الفيفا وان تحترم دستور الدولة فى ان تصبح الاتحادات المحلية
شان خاص بالولايات لمارسة النشاط الكروى هواية وتحت رعاية الولايات
لاغراض تربوية فى كل ولاية حسب ظروفها وهذا حق دستورى لها
ولكن لمن تقرع الاجراس (ولا حياة لمن تنادى)
ملحوظة اضافية بعد ما تكشف فى لقاء الوزير والدكتور مع الاعلام : فالسيد
وزيرالرياضة والدكتور معتصم فى مخاطبيتهم للصحافة والراى العام لم يوضحا
شروط الفيفا التى تمت موافقتنهم عليها لرفع التجميد ويبدو انهم تعمدوا
ما شهدناه من شوشرةفنية متعمدة فى لقائهم مع الصحفيين للتهرب الاسئلة
تجنبا لهذا الامر وان كان واضحا ان المجموعة الثانية لم تكن حضورا فى
اللقاء مما يؤكد انها اقصيت من ان تكون طرفا فى الامر بامر الفيفا كما
ان اللقاء طالته مشاكل فنية متعمدة فى بثه هربا من الاسئلة التى يتوقع
ان يثيرها الصحفيون حول موقف المجموعة الثانية التى بات واضحا ن الفيفا
لم تقبلها طرفا الا فى اللجنة التى تعد لاجازة النظام الاساسى دون التدخل
فى ادارة الاتحاد كما ان التصريح الذى ورد من مولانا شرونى مساعدسكرتير
الاتحاد عن رفضه اشراك المجموعة الثانيةفى ادارة الاتحاد كشان داخلى لانه
مخالفة للنظام الاساسى والقانون كما اوضح فى رفضه ان حدثت وهذا ماقصد
به ان يحول دون تدخل المجموعة الثانية كشان داخلى اذا ما قصد بذلك
التحايل على قرار الفيفا وتبقى الحقائق مخفية عمدا فى كل الاحوال