ظاهرة الملاعب الرياضية وخاصة ملاعب كرة القدم تضم حشود جماهيرية تمثل فئات اجتماعية متنوعة تحب وتعشق كرة القدم وتشجع بحماس شديد فريقها المفضل ورغم تعصبها لكن لم تقدم على تكسير المنشئات الرياضية
السلامة والأمن هما عنصران جوهريان في أي حدث رياضي مباراة محلية دولية ومن مسؤولية الإتحاد في أي دولة توظيف أشخاص أكفاء مهنياً ومدربين تدريب حديث للقيام بالواجبات المطلوبة عند اللزوم لسلامة وأمن وإدارة الحدث لمنع الفوضى والتفلتات والشغب الذي يحدث من فئة متعصبة لناديها هذا يتضمّن المسؤولين عن أمن الملعب.
مباريات الديربي أو الكلاسيكو الأخيرة بين المريخ والهلال في بطولة الأبطال الإفريقية التي أقيمت على ملعب إستاد المريخ وانتهت بفوز المريخ بهدفين دون رد شاهدنا من خلال مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الإجتماعي قيام بعض جماهير الهلال التي لم تتقبل الهزيمة بصدر رحب بتكسير 1500 كرسي في طابق شاخور ( هرس شديد) إضافة إلى تحطيم البوابات والسياج وقدرت الخسائر بمبلغ مليار جنيه كل هذه المشاهد المؤلمة من التخريب حدثت في غياب رجال الأمن عن المشهد الذي أكد على أن حضورهم للفرجة والترفيه وليس لحفظ الأمن الذي يعد من صميم عملهم ولا ننسى الدور السلبي للإعلام الرياضي الذي يعد رأس الرمح في إشتعال فتيل الأزمة الرياضية ومن الأسباب الرئيسة في تدني مستوى الكرة والأخلاق السودانية.
للأسف الشديد الشغب والتعصب الرياضي المقيت أصبح متفشيًا في ملاعبنا وما يكتنف ذلك من سلبيات قد تصل إلى مخالفات أمنية لأن الملاعب السودانية تفتقد إلى الأدوات الأمنية التي تتمثل في تأمين وتوفير وسائل السلامة اللاعبين والحكام والجمهور داخل المعلب وحماية المنشآت والمرافق الرياضية وذلك من خلال التزام الجمهور بإجراءات الأمن وتعاونهم في عمليتي الدخول والخروج من الملعب.
البنية التحية الرياضية تسهم في تنظيم كبرى التظاهرات الرياضة وتنعش التنمية الاقتصادية والاجتماعية في كل دول العالم فملاعب المريخ والهلال وكل الأندية السودانية في ربوع الوطن تعد خط أحمر ولن نسمح بأي شكل من الأشكال تجاوزه فمن يتجاوزه سيتعرض لأقسى العقوبة ولا نريد أن نعمم تلك الفئة المتفلته الحاقدة والمتعصبة والغير مثقفة والغير واعية على جمهور الفريقين.
الذين يميلون إلى إخلال الأمن والتخريب هؤلاء أشد ضرراً من الخوارج. قال تعالى : إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم - سورة المائدة : آية (33).
الإتحاد الدولي ( فيفا ) حذر جميع اتحادات كرة القدم التي تتبع له بضرورة عمل تدابير أمنية إلزامية لجميع الملاعب وذلك عن طريق وضع معايير إلزامية جديدة لأمن الملاعب يجب على كل اتحاد كرة تطبيقها وهناك حد أدنى إذا قلّ عن ذلك فلن يُسمح لذلك الاتحاد بالمشاركة في أي منافسات خارجية.
أزمة إتحاد كرة القدم السوداني لم تبارح مكانها ولذا يجب على الجهات الأمنية عمل التدابير اللازمة لحماية الملعب واللاعبين والإداريين والحكام والجماهير والمرافق والمنشآت الرياضة من شرذمة المخربين لترسيخ أمن البيئة الرياضية بصورة عامة حتى لا تحدث كارثة في ملاعبنا مثل كارثة ملعب إستاد بورسعيد التي راح ضحيتها 74 مشجع من النادي الأهلي خلال مباراة النادي الأهلي القاهري نادي المصري البورسعيدي في منافسات الدوري المصري.
نجيب عبدالرحيم ابواحمد
لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك
najeebwm@hotmail.com