< لم يعد الحديث عن «شرف المنافسة» وعذريتها.. ولا المفهوم العالي للاخلاق.. مجدياً هذه الايام.. باتت القيم من ارخص السلع في هذا البلد.. لم يعد هناك مشروعاً اجتماعياً بعينه يمكن رصده واتخاذه قدوة ومنهج حياة للسير عليه.. بدليل ان رجل مثل اشرف سيد احمد الكاردينال.. استطاع ان يقفز من كل الاسوار الاجتماعية والقانونية التي وضعها المشرع في قانون الرياضة ولوائحها، ومتخطياً كل الحواجز التي اقرها النظام الاساسي لنادي الخريجين الاوائل.. ليصبح رئيسا لنادي الهلال.
< بعد ذلك يجب الا نتوقف كثيرا في محطة الحزن والاسى متى ما قامت مجموعة هلالية مهما كبرت او صغرت.. بتبني منهج «ما بنطير برانا».. ذاك الشعار الكابوسي الذي ينبغي ان يكون حكراً على نادي المريخ.. لان المريخ الذي يتبنى افراد منه مثل هذا الشعار ليس قدوة لنا حتى نعيش على سلوكياته.
< طالبت مجموعة كبيرة من جماهير الهلال بتعبيد الطريق وفتح الابواب والنوافذ من اجل عبور الفريق الموزمبيقي الى ربع النهائي وهذا لن يتحقق له ما لم ينتصر على الهلال في موقعة ام درمان.. نحن لن نخدعكم بإسم الوطنية ومصلحة البلد وغيرها من شعارات.. نقولها لكم صراحة.. لا يهمنا تأهل المريخ سواء ان جاء باقدام لاعبيه.. او اقدام لاعبي النجم الرياضي الساحلي لان بعض المراهقين من كتاب بني الاحمر سيصدعوا رؤوسنا بـ«رقصة الهياج» ورقصة «العجكو» و«هز الوسط على الواحدة ونص بشارع الهرم والعرضة جنوب» اذا تأهلوا.. ولكن يهمنا الهلال ومازلنا نراهن عليه للتمسك بالحد الادنى من الاخلاق في ناد اختار دون غيره من الاندية.. ان تكون التربية فيه مقدمة على البدن.. قبل ان تشطب كلمة البدنية نهائياً من رسم النادي ليصير هو نادي الهلال للتربية فقط.. صحيح ان مياها كثيرة عبرت من تحت الجسر وفوقه وصار شخص غير مشرف مثل اشرف الكاردينال رئيسا لهذا النادي وسيظل فيه بأمر النافذين الى ان يرث الله الارض ومن عليها.. ولكن هذا ليس مبررا لينسينا اولئك العظماء النجباء الذين صانوا موروثات الهلال ووضعوا للاجيال السابقة واللاحقة اللبنات الاولى للمحافظة على التنافس الشريف وان تظل الرياضة بمفهومها الشامل متحدثا رسميا عن الاخاء والوفاء والمحبة.. قد يقول لي قائل منكم بأن هذه مجرد شعارات زائفة لا تصلح للتداول في بورصة اخلاق اليوم بعد ان انتحرت القضايا الكبيرة ولم يعد هناك احداً يسأل بتدقيق وتمحيص عن ماهية القادمين لتولي المناصب العامة ومنها رئاسة نادي الهلال.. ووزارة العدل كمان.
< يجب ان ينتصر الهلال في مواجهته المقبلة على فيروفيارو من اجل المحافظة على سجله الناصع في سفر البطولات الافريقية وكذلك صيانة شرف المنافسة من التدنيس والقيل والقال.. يهمنا ان يخرج الهلال مرفوع الرأس بعد ان يقدم درساً للقارة الافريقية.. قارة الجهل والمرض والفساد والحكام المرتشين.. يهمنا ان يكون الهلال هو الرائد والقائد الذي يعلم الآخرين ويدرسهم علم الاصول لا متورطاً في المستنقعات الآسنة التي يرددها الصغار على شاكلة «ما بنطير برانا» وغيرها من ترهات.