لم يكن أكثر المتشائمين أن يرى الهلال مودعاً بطولة الأندية الإفريقية الأبطال من الجولة الخامسة في دور المجموعات .
كان وقع خروج الهلال الغير متوقع إطلاقاً كموت الفجاءة في نفوس عشاقه حيث أنه أصاب الجميع بالإعياء وفقدان شهية الطعام لوجبتي العشاء و الفطور .
مساء الثلاثين من يونيو 2017 حفر تاريخه في ذاكرة الغريمين العملاقين قطبي كرة القدم السودانية الهلال و المريخ حيث خاضا مباراة الجولة الخامسة للمجموعة الأولى بطولة الأندية الإفريقية الأبطال وفي جُعبة كل منهما أربعة نقاط قبل صافرة الحكم الكاميروني الغير نزيه جراء قراراته التي أصابت عشاق هلال الملايين بالدهشة .
انطلقت المباراة و منذ بدايتها كانت ركلة الجزاء للهلال التي تغافل عنها الحكم الكاميروني ليُطفئ جمهور الهلال شموع الفرح وهو قد استنبط ما يدور في ذهن صاحب الصافرة , في وقتٍ أوقد جمهور المريخ شموع الفرح جراء ما قام به الغربال و ما أدراك ما الغربال .
الغربال sieve له مكانته في البيوت ووجد حظه في الأمثال و الحِكم ففي شمال الوادي يقولون بالعامية المصرية ( يا مِآمن الرجال يا مِآمن الموية في الغربال ) وكذلك يرددون : ( الما بشوفش من الغربال يبقى أعمى ) وفي سودان العز و الكرامة يكثر ترديد هذه العبارة : ( الغربال الجديد له شدة ) .
الغربال لقب أطلقه جمهور الهلال للموهبة الكروية محمد عبد الرحمن عندما كان في صفوف الهلال و قد انتقل للمريخ و انتقل معه اللقب .
محمد عبد الرحمن المعروف بالغربال تعرَّض للإصابة أكثر من مرة فكان يغيب فترة ثم يعود ثم يُصاب حتى تم الاستغناء عنه بعدم التجديد لعقده ليجد المريخ ضالته فيه و سرعان ما تم قيده . و ليت الأمر وقف عند تسجيله للمريخ فلاحقته كتابة الأستاذة فاطمة الصادق بكل أنواع تثبيط العزيمة و الهمة و القدح في مستواه و أطلقت عليه اللاعب الزجاجي و صاحب الإصابة المزمنة
ليأت الرد من الغربال بجهدٍ كبير و يُهدي من تطاول عليه هدفين أشد إيلاماً من وقع سيفين على الرقاب , فكان هو نجم المباراة دون منازع .
لقد ساهم الغربال في انتصار المريخ و كان خروج الهلال من دور المجموعات بسبب قدميه فتلاعب بدفاع الهلال أكثر من مرة .
هدفان للمريخ أحرزهما من شبَّ و ترعرع في هلال التربية محترف المريخ محمد عبد الرحمن الغربال , مقابل هدف للهلال أحرزه نجمه محمد موسى الذي فاق المحترف الغاني تيتيه في الأداء الرجولي الجاد الذي زينه بأهدافه الإفريقية التي أسعدت العشاق .
أبى الحكم الكاميروني أن ينتصر الهلال و كذلك أبى أن يتعادل الهلال فرفض هدف بشة , ليخرج الهلال من الجولة الخامسة لمباريات المجموعة الأولى بسبب التحكيم في المقام الأول ثم بسبب التعادلات التي حققها ليجد نفسه أمام معضلة اللقاءات المباشرة التي تميل كفتها لصالح منافسه و نده المريخ .
* أخلاق الهلال
لا و لن يُجامل هلال الملايين في أخلاقه الجميلة العظيمة أن يتنازل عنها .
امتلأت ذاكرة تخزين الجولات بسبب رسائل الواتساب التي صدرت من ثلة قد لا يعرفون تاريخ الهلال حامل شعار التربية عنواناً مكملاً لعبارة الهلال
يُطالبون بالتراخي أمام فيروفيارو حتى يخسر كي يتأهل الموزمبيقي بدلاً عن ابن الوطن المريخ .. يا للعار . أحشفاً و سوء كيله .
سيلعب الهلال مباراته الأخيرة أمام فيرو فيارو بكل جد و عزيمة وهي بمنزلة حفظ ماء الوجه ليحقق الثلاث نقاط بإذن الله , ليحفظ له الكاف مكانته في التصنيف و المستوى لا ليلعب في التمهيدي موسم 2018 .
* آخر الأوتاد :
خرج الهلال بأقدام الغربال فضاق بنا المجال فلم نستمتع بإقامة أو ترحال و ما علينا إلا أن نردد دوام الحال من المحال .