كيف يُتهم معتصم جعفر بالخيانة الوطنية وهو من سعى لتجنيب السودان لقرار التجميد
يبدو أن مرض الزعامة وشهوة الحكم التي أصابت قيادات وأعضاء مجموعة الاصلاح هي التي دفعتهم لإرتكاب غلطة عمرهم بتقديم شكوى لوزارة العدل لتمكنهم كإتحاد شرعي من دخول مباني الاتحاد لإدارة اللعبة بعد فوزهم في الإنتخابات الأخيرة، وبالفعل اصدرت الوزارة خطاباً للاتحاد طالبته باخلاء المكاتب أو إقتحامها بالقوة الجبرية وعندما لم ينفذ الاتحاد الاخلاء استناداً على تمديد الفيفا له حتى أكتوبر القادم تم إقتحام المبنى ودخلت مجموعة الإصلاح لتمارس عملها في ادارة الكرة بالقوة رغم علمها التام ان هذا الاقتحام يتعارض جملة وتفصيلاً مع قوانين الفيفا بإعتباره تدخلاً حكومياً قد يؤدي لتجميد الكرة السودانية ولاستبعاد الأندية والمنتخبات من كل البطولات التي تشارك فيها باسم الوطن وهو أمر يؤكد ان مجموعة الإصلاح لا تهمها مصلحة الكرة بقدر مايهمها تحقيق رغبتها في الجلوس على مقاعد السلطة في الإتحاد.
ان تهافت مجموعة الإصلاح على السلطة ورغبتها الجامحة في الوصول لكراسي الاتحاد قد اعمت أبصارها وبصائرها فوقعت في المحظور بهذه الشكوى بعد ان سيطرت عليها فكرة إقصاء الإتحاد العام والانتقام من رجاله الذين اوقفوا وصولها للسلطة بالقانون بعد فوزها في انتخابات مشكوك في صحة إجراءاتها ولذلك لم يعد أمامهم سوى ان يهدموا المبنى على كل من فيه بطريقة علي وعلى اعدائي لأنهم لم يعودوا يحتملوا وجود اتحاد يدير الكرة من داخل المبنى وهم في الخارج يجلسون القرفصاء في آخر محطة فهداهم تفكيرهم لعملية الاقتحام كسابقة ليس لها مثيل في تاريخ الكرة السودانية الطويل ليصل كنتيجة طبيعية لهذا الإقتحام خطاب الفيفا الذي منح وزارة العدل مهلة حتى يوم السبت للتراجع عن قرار الإخلاء حتى لا يتم تحويل ملف السودان لمجلس الإتحادات الوطنية للنظر في أمر التجميد في حال عدم تراجع الوزارة عن قرار الإخلاء بالقوة.
وفي محاولة من مجموعة الإصلاح لتبرير تورطها في عملية إخلاء مكاتب الإتحاد بالقوة اتهمت دكتور معتصم جعفر بالخيانة الوطنية بعد تأكيده للاتحاد الدولي ان الجنرال عبدالرحمن سر الختم قد عينته الحكومة ولم يتم إنتخابه في الجمعية العمومية وهو اتهام لا يقبله عقل أو منطق لأن معتصم حتى لو كان سنة اولى إدارة لايمكن أن يكذب على الفيفا في موضوع تعيين الحكومة لعبد الرحمن سر الختم وهو يعلم ان الإتحاد الدولي على علم تام بتفاصيل الجمعية العمومية التي فاز فيها الفريق عبدالرحمن وطعن إتحاد معتصم في قرار إنعقادها وصحة إجراءاتها وفقاً لنظام أساسي لا يتطابق او يتواءم مع النظام الأساسي للفيفا ولذلك فان معتصم الذي سلك الطريق القانوني في مناهضة قرار الإخلاء بالقوة بتقديم مذكرة عن طريق محامي الإتحاد لوزارة العدل لالغاء قرار الإخلاء بالقوة كان هدفه معالجة الأمر بالحكمة لتجنيب السودان مضار وتداعيات التجميد والتي ستبعده عن أي مشاركة خارجية لفترة قد تطول وتقصر.
ويبقى السؤال المهم جداً اذا كانت مجموعة الإصلاح صاحبة حق وشرعية ومعترفة بحاكمية الفيفا التي سافر وفدها للبحرين حيث التقى الفريق عبد الرحمن برئيس الفيفا في ردهات الفندق وملكه كل المعلومات عن فوزهم في الجمعية العمومية ووعدهم رئيس الفيفا بدراسة الأمر وحل المشكلة عند حضور وفد الإتحاد الدولي للسودان في يونيو, فلماذا كل هذا الاصرار لاخلاء مباني الإتحاد بالقوة وتولي مقاليد إدارة الكرة بهذا الإقتحام الذي تتحمل هي كامل مسئوليته وليس الدكتور معتصم جعفر الذي أعلن موافقته على الوفاق الذي اقترحه مولانا أحمد هارون ورفضته مجموعة الإصلاح بعنجهية وغرور وكان من الممكن أن يجنب الكرة والسودان كل هذه التداعيات الخطيرة والتي أكدت ان الصراع هو صراع كراسي ومصالح والخاسر الأكبر فيه هي الكرة السودانية التي تحتاج الى تدخل حكومي حاسم للتراجع عن قرار الإخلاء في إنتظار وصول وفد الفيفا لإصدار قراراته الحاسمة بالإعتراف بشرعية مجموعة الإصلاح أو اجراء إنتخابات حرة ونزيهة بنظام اساسي متوافق مع نظام الفيفا وبعيدة عن الضغوط والإغراءات التي كان لها اثر واضح في نتيجة الإنتخابات الماضية.