• ×
الخميس 28 مارس 2024 | 03-27-2024
رأي حر

كيف تصبح وزيرا

رأي حر

 1  0  1558
رأي حر

على الرغم من المسئوليات الجسام والاخطار المتعددة والمتاعب المضنية التى يتحملها اصحاب المناصب السياسية فى بلادنا وفى مقدمتها الوزراء والتى تتمثل فى ساعات العمل غير المحددة والارهاق الذهنى والجسمانى .رغم كل ذلك فما زال منصب الوزيرفى بلادنا نقطة ضوء جذابة للكثيرين , وهذ الظاهرة ليست بدعة فى بلادنا ولا جديدة على عصرنا فهذا المنصب المرموق يتطلع الكثيرون منذ اكثر من ثمانية وخمسون عاما حين عرف حين عرف السودان او حكومة 1956 وهذ التساؤل ليس لا عنوانا صحفيا جذابا لموضوع غاية الرصانة والجدية يهتم به الباحثون فى مجال العلوم السياسية عن .تجنيد النخبة السياسية ..حيث ان اسلوب تجنيد واختيار القيادات السياسية فى مجتمع من المجتمعات هو تعبير عن طبيعة نظام الحكم ومستوى تطور النظام السياسى فى بلد من البلدان ضمن مجموعة الظروف الداخلية والخارجية المؤثرة علما بان الملاحظات الواردة هنا لا تخص الواقع السياسى السودانى وحده وانما تتعلق ايضا بالتطور السياسى فى الاقطار النامية ونظم الحكم فى الدول المتقدمة على حد سواء لانها مستقاه من القواعد التى تحكم اللعبة السياسية (واللعبة السياسية هنا لا تعنى الهزل )اى المباراة الدائرة حول السلطة بغرض الاستحواذ عليها والتمسك بها والاستزادة او التاثير عليها فى اضعف الاحوال ...... ولكى نعالج هذا الموضوع الطريف معالجة رصينة نحاول الاجابة على عدة اسئلة . من هى النخبة السياسية ؟وما هى انماط الوزراء؟وكيف يتركون مناصبهم ؟وماذ يفعلون بعد ذلك؟ نافذة النخبة السياسية فى الاصل هى قلة متميزة من الناس وتتمتع بنفوذ قوى وتاثير واضح على القرارات الاجتماعية انهم النواة الصغيرة التى تسيطر على القوة السياسية .ومصدر هذه القوة قد يكون التنظيم الجيد والتوحيد الايدلوجى او الفكرى فضلا عن التفوق الاجتماعى بسبب المكانة او العرق او الطبقة او السن او العقيدة او الثروة او الخبرة والتخصص وتوجد فى كافة المجتمعات الانسانية ثمة نخبة او صفوة متميزة مسيطرة لاسباب عديدة تختلف باختلاف الظروف التاريخية والواقع الاجتماعى من بلد لاخر .ويشترط ثلاثة شروط فيها هى التضامن الداخلى والاتصال الجيد والتنظيم الفعال وياتى الوزراء فى مقدمة النخبة السياسية فى المجتمعات الحديثة لاكثر من سبب لعل اهمها .ان الوزير هو المسئول عن تنفيذ السياسات العامة بل وعن صياغتها وتشكيلهافى معظم الاحيان حيث نجد ان -الوزير هو الرئيس الادارى الاعلى لوزارته -الوزير هو الرئيس فى صنع القرار السياسى -الوزير هو الممثل لسلطة الدولة والمتحدث باسمها فى نطاق اختصاصه -الوزير فى بعض الاحيان يجنى من وراء منصبه المرموق كثيرا من المنافع المادية والادبية -الوزارة هى قمة المناصب السياسية حيث يتدرج المرء فى درجات هرم السلطة ابتداء من الوظايف الى المناصب القيادية والتنفيذية فى الحكومة والحزب والقطاع العام والجامعات والقضاء وغيره صعود الى تلك القمة . نخلص مما سبق ان اساس تولى مناصب السلطة ومن بينها الوزارة فى مختلف الازمنة والامكنة من كل الدول ليس هو الصلاحية المهنية ولا الجدارة الاخلاقية ولا الكفاية العلمية ولا القدرة الادارية وانما هى الصلاحية السياسية . بمعنى ان لا يشترط فى شاغل منصب الوزير ان يكون ابرع من فى مهنته (حتى يصير وزيرا الصحة مثلا )ولا يكون اعلم من المتخصصين فى فرعه (وزير البحث العلمى مثلا )ولا يمكن اعلم من المتخصصيين فى فرعه (.وزير الداخلية مثلا ) (ولا ان يكون اقدر ضباط الشرطة ليكون وزير للداخلية ) انما يشترط فقط فى صلاحيته السياسية ومعيار الصلاحية السياسية معيار مرن لانه يعنى انه يتم اختيار الوزير وفق الاولويات العلمية والاشتراطات الواقعية التى يفضلها النظام السياسى فى دولة من الدول وفى مرحلة من مراحل التطور اى ما اصطلح على تسميته بقواعد نسبية تختلف من بل لاخر او من مجتمع لاخر ... نافذة اخيرة وجدير بالذكر انه توجد فى كل دولة وفى كل مجتمع قواعد اللعبة السياسية بمعنى انها مجموعة الاصول والمبادئ والقيم المعترف بها والجارى الالتزام بها بين اعضاء النخبة الحاكمة على الاقل ...... وليس من الضرورى ان تكون هذه القواعد معروفة ومعلنة للعامة يكفى ان تكون مستقرة ومعروفة للنخبة الحاكمة او ان تكون مطبقة ومتفق عليها ضمنا ...حتى تصبح له صفة القواعد التى يعمل بمقتضاها جهاز الحكم والية النظام السياسى
خاتمة
كيف تحكمون يا هؤلا الرياضة.

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : رأي حر
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    محي الدين 06-02-2017 07:0
    ترفع السلاح في وجه الجبان البشير كل من هب ودب صار وزير ناس خريجو اوليه بقوا وزراء في حكومة الكلب الاسم البشير
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019