عصر يومٍ حزين ظللته غمامة أمطرت فشلاً في ملعب دوزمبيتو بالعاصمة الموزمبيقية مابوتو كان بطله هلال السودان الذي حلَّ ضيفاً خفيفاً على فيروفيارو ضمن مباريات المجموعة الأولى المباراة الثانية دوري أبطال إفريقيا التي انتهت بالتعادل السلبي في الثالث والعشرين من مايو 2017
واصل نبيل الكوكي المدير الفني للهلال السقوط في كيفية إدارة المباراة طيلة شوطيها و كان هو المقدمة الأساسية لفقد لاعبي الهلال إدارة بوصلة سير المباراة حيث العقم الهجومي الواضح و الأداء العام الذي افتقد للجُمل الفنية و كان نتيجة ذلك اختفاء و انعدام مشاهدة التمريرات التي يصل عددها لعدد أصابع اليد الواحدة على أقل تقدير بين أرجل اللاعبين الذين يرتدون القمصان البيضاء و السراويل الزرقاء وعلى صدورهم الهلال وهم قد تركوا روحه القتالية سهواً في أم درمان .
نعم في حلقة من حلقات المسلسل الميداني سقط الكوكي الذي كرر عدم إجادته لقراءة المباراة و سقط معه الهلال الذي لازمه مرض نزيف النقاط
نقطتان بطعم الحنظل و العلقم وضعهما جمهور هلال الملايين رصيداً في بنك دوري أبطال إفريقيا للأندية من مباراتين و السبب في ذلك نبيل الكوكي الذي لم يُحسن رسم خارطة الفوز لاسيَّما في مباراة عصر الثلاثاء 23 مايو 2017 وهو في ضيافة فيروفيارو المتواضع و الذي سيكون جسر عبور سهل للمريخ و النجم الساحلي ذهاباً و إياباً .
سقوط الكوكي برهنه التعديلات التي أجرها في العشر دقائق الأخيرة وهو الذي أضاع 80 دقيقة و فريقه يعاني فقر هجوم حاد .
الكل يتساءل ما جدوى دخول كاريكا و الباقي من عمر نهاية المباراة عشر دقائق .؟
الكل يتساءل ما جدوى دخول أوكرا و الباقي من عمر نهاية المباراة ثلاث دقائق .؟
الكل يتساءل ما جدوى دخول محمد موسى و الباقي من عمر نهاية المباراة دقيقة واحده .؟
ما هذا الإفلاس التدريبي الذي يعاني منه هذا النبيل الكوكي ؟
على كلٍ قد أصاب الحزن جمهور هلال الملايين الذي كان يحلم بصدارة المجموعة في جولتيها الأولى و الثانية و لكن هيهات .. هيهات !!!!!!!!
تبقت للهلال أربعة مباريات و حتى يضمن بطاقة التأهل لدور الثمانية عليه العمل للفوز بها جميعاً و الحصول على الأثني عشر نقطة كاملة دون نقصان ليأكل بيده حتى يشبع .
ميسرة الذي رحل عنا
فُجع المجتمع السوداني بمدينة حائل بوفاة الأخ ميسرة عبد الغفار الذي كانت تكسو وجهه الابتسامة دائماً وهو يقابل الشخص منادياً له بـ " يا أبو الشباب " حتى التصق به لقب أبو الشباب . و قد حزن عليه الجميع فبكاه الكل وكانت كلمات الحبيب الأديب الأستاذ عمر محمد علي ترتوري في حق الفقيد التي سطرها بمداده و أرسلها لبريد أوتاد . و لجزالتها و حسن مفرداتها أحببت أن تتزين بها هذه الزاوية و إلى ما كتبه عمر ترتوري :
يقول الله تعالى في سورة البقرة : (وَلَنَبلُوَنَّكُم بشيءٍ من الخَوفِ و الجُوعِ و نَقصٍ من الأموالِ و الأنفُسِ و الثَمراتِ و بَشِّرِ الصابِرينَ . الذينَ إذا أصابَتَهُم مصيبةٌ قالوا إنَّا للهِ و إنَّا إليهِ راجعون . أولئك عليهم صلواتٌ من رَبِّهم و رحمةٌ و أولئكَ هُمُ المهتدُونَ ) صدق الله العظيم .
أشد فواجع الدهر و نوازله ألماً هي موت الأصدقاء يشق نعيهم و تهيج النفس بالعبرات لذكراهم .
توفى مساء السبت 20 مايو 2017 صديقنا الرجل الخلوق ميسرة عبد الغفار . الرجل الذي كان يرتاد المساجد و تعلقَ قلبه بها نسأل الله أن يظله تحت عرشه يوم القيامة . كان الفقيد رجلاً ولا كل الرجال .. شهماً مضيافاً هاشاً باشاً مؤمناً تقياً نقياً سمح الطباع و الأخلاق .
عندما أتاني الخبر قبل منتصف الليل بكيت كثيراً , لم أذق للنوم طعماً حتى فجر يوم الأحد , وهذا الصباح مطعم الحنظل في فمي , تتدحرج الذكرى بين زوايا العتمة و خواطر البوح و تباريح السفر . لا الدمع يكفكف ألآم الرحيل و لا الوجع الضارب في أعماق النفس يخفف لوعة الفقد و لا التوقف عند محطات الرفاق يجلب شيئاً من السلوى .
للموت جلال يا ميسرة و لنا من بعدك انتظار في محطات قد تطول و قد تقصر , وقد ترهق و قد تصفو , وقد تُضحك و قد تُبكي , حتى يقدم بلا هيبة أو تردد , يختارنا واحداً أثر آخر .... لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون . و عزاؤنا أنَّك دائماً و أبداً تتذكر الموت و تذكر كل الذين فارقونا و دفناهم في صديان ( مقبرة في حائل ) و آخر كلماتك بالأمس عبر التلفون مع صديقك أحمد عوض بأنَّ الله هو صاحب الأمانة و سيأخذها غداً أو بعد غداً وكأنَّك تعلم بأنَّك مفارق هذه الفانية لا محال
هذا الصباح علقم في فمي , كل ما حولي يوحي بالذبول , حتى الكلمات تتحشرج فأستعيدها من قاع التردد لتبقى على قيد الحياة الممدود .
للموت جلال أيها الصديق الودود الميسر دائماً و اسمك اسماً على مسماه ... بكيناك و سنبكيك و نذرف الدمع السخين في وداعك و نشيعك لقبرك ونحن لا نكاد نصدق أننا لن نراك بعد اليوم . ولكن عزاؤنا أننا سائرون إلى الموت شئنا أم أبينا .
الرجل عاشرناه منذ ثلاثة عقود هنا في مدينة حائل و كان نعم الصديق و الرفيق . و كانت داره كشجرة ظليلة يستظل بها كل من عرفه عن قرب و بالذات في رمضان .
ختاماً ليس لي ما أقدمه له سوى أن أدعو الله يبدله داراً خيراً من داره , و أهلاً خيراً من أهله , و يعذه من عذاب القبر و من عذاب النار و يدخله الجنة .
اللهم اجزه عن الإحسان إحساناً و عن الإساءة عفواً و غفراناً , اللهم إن كان محسناً فزد في حسناته و إن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته . اللهم أدخله الجنة من غير مناقشة حساب ولا سابقة عذاب .
آمين .. آمين .. آمين ) عمر محمد علي ترتوري
آخر الأوتاد :
لقد أحزننا الهلال في مابوتو . و نسأله الحي القيوم أن يفرحنا هلال الملايين في باقي مبارياته الأربع الباقية . إنه سميع مجيب الدعاء .