إنفلات بعض الصحفيين والمشجعين قد يشعل نيران حرب لا تبقي ولاتذر
كانت زيارة وفد مجلس المريخ برئاسة جمال الوالي للجوهرة الزرقاء عصر أمس حدثاً مشهوداً في تاريخ الناديين الشقيقين الهلال والمريخ اللذين فرقتهما وباعدت بينهما الخلافات والصراعات والنزاعات حول مختلف القضايا وتحولا الى عدوين لدودين يسعى كل منهما لتحطيم الآخر وعرقلة مسيرته بكل الطرق والأساليب لتأكيد تفوقه في التنافس الرياضي والنشأة والتاريخ والإنجازات الثقافية والإجتماعية.
كان يوم أمس يوماً خالداً ومشهوداً في تاريخ الناديين حيث قام وفد مريخي كبير برئاسة جمال الوالي وودالياس بزيارة للجوهرة الزرقاء وكان في استقبالهما اشرف الكاردينال رئيس النادي وأعضاء مجلسه الذين رحبوا بهم ترحيباً حاراً واصطحبوهم في جولة على منشآت الجوهرة بدأت بغرف اللاعبين والحكام والصالات المختلفة الاغراض والمركز الإعلامي والمركز الطبي والمقصورة والفندق والنادي الاسري الذي يضم مسرحاً وحوض سباحة وملاعب للسلة والطائرة ومكتبة والعديد من الصالات والحدائق والمساحات الخضراء وقد تبودلت خلال حفل الشاي الكلمات المناسبة حيث أشاد جمال الوالي وود الياس بالعمل الكبير الذي يجري في الإستاد والنادي وأكدا انه مفخرة للهلال والوطن وبنية أساسية لاستقبال أكبر المنافسات والمناسبات الوطنية وطالبا الإعلام المريخي بعدم الإساءة للهلال بأي صورة من الصور فيما وجه الكاردينال الهلالي بعدم الإساءة للمريخ ممثلاً في ادارته ولاعبيه وجماهيره لا تصريحاً ولا تلميحاً.
ان هذه الزيارة التاريخية لمجلس المريخ للجوهرة ينبغي أن تكون بداية لفتح قنوات التعاون في مختلف المجالات لمصلحة الناديين الكبيرين ولإيقاف كل حملات الهجوم والاساءة والاستفزاز بين الاقلام الهلالية والمريخية التي تعتبر السبب الأساسي في تكريس العصبية والتطرف باستهزائها بالنادي المنافس وتبخيس تاريخه وانجازاته والاساءه لقيادته واتهامها بالجهل والحصول على الأموال بطريقة غير مشروعة وكأن دور هذه الاقلام الأساسي هو اظهار ندهم ومنافسهم بالضعف والفشل وبأنه نبت شيطاني بلا تاريخ او بطولات أو مساهمات رياضية وثقافية وإجتماعية والمؤسف ان هذه الاقلام لاتدرك الاثار السيئة التي تتركها مثل هذه الكتابات في نفوس المشجعين الذين تمتلئ دواخلهم بكراهية النادي الذي يستهدف كتابه ناديهم فيدفعهم ذلك للتصرفات غير المسئولة في المباريات كرد فعل طبيعي لما يختزنونه في دواخلهم من حقد على النادي المنافس وإعلامه وجماهيره الذين يعملون على تحطيم ناديهم الذي يحبونه ويدينون له بالولاء.
لقد فجرت اللافتة المسيئة التي حملتها بعض جماهير المريخ في مباراة القمة الافريقية ردود فعل عنيفة وسط جماهير الهلال والأجهزة الإعلامية ومواقع التواصل الإجتماعي والتي جاءت بها عبارات يعف اللسان عن ذكرها في الصحافة لتجاوزها لكل حدود الأدب والأخلاق والتقاليد السودانية وبلوغها مرحلة الانحطاط والسفالة التي لا يمكن ان تصدر من رياضيين يدركون ان الرياضة إخاء ومحبة وتنافس شريف وليس إساءات وتجريح وتشكيك في الشرف والاخلاق، ولولا لطف الله وعنايته في فصل الشرطة بين جماهير الناديين لحدثت اعمال شغب تسيل فيها الدماء ويروح ضحيتها بعض الأبرياء دون ذنب جنوه. وعندما لم تجد بعض الاقلام المريخية ماتدافع عن هذه السقطة الأخلاقية قالوا نن جماهير الهلال تحمل ايضاً لافتات مسيئة رغم انه ليس هناك وجه مقارنة بينهما في المفردات والمعنى والمضمون الذي لايمكن ان يذكر في قاع المدينة وليس في ميدان الرياضة الذي هو من اشرف الميادين.
ان دفاع بعض كتاب المريخ عن هذه اللافتة المسيئة او حتى محاولة تبريرها هو لعب بالنار واشعال الفتنة ستقضي على الأخضر واليابس كما حدث في بورسعيد بين جماهير الأهلي والمصري البورسعيدي من أعمال عنف راح ضحيتها العشرات وأدت لإيقاف النشاط الكروي لفترات طويلة وحرمان الجماهير من حضور المباريات حفاظاً على الأمن والأرواح والممتلكات وهو أمر قد يتكرر في السودان اذا استمرت الجماهير في رفع اللافتات المنحطة وعندها لن ينفع الندم لأن يد العدالة ستطال كل من حرض الجماهير على الانفلات والجنوح وارتكاب مثل هذه التصرفات التي تهدد الأمن والاستقرار والسلم الإجتماعي وهي مسائل لا مجال للمجاملة أو المهادنة فيها بعد أن تمادى بعض كتاب هلال مريخ في عمليات الاستفزاز والاستهزاء والتحقير دون أن تعمل السلطات على تطبيق القانون بحق كل من يخرج على ضوابط النشر وشرف الكلمة واخلاقيات المهنة.
لقد طالبنا مراراً وتكراراً بخروج الصحافة الرياضية من دائرة العصبية والانحياز وإرتياد شرفات النقد الهادف الذي يحترم المنافس ويبتعد عن فبركة الأخبار ومغالطة الحقائق وتشويه صورة الأندية والاداريين حتى لاتفقد الصحافة مصداقيتها وتتحول إلى صحافة مشجعين همها تدمير النادي المنافس رغم أن لا هلال بلا مريخ ولا مريخ بلا هلال وان الإنتصارات المتبادلة هي التي تشعل جذوة المنافسة وتدفع كل منهما لتقوية صفوفه وتطوير نفسه للتفوق على الآخر، فأندية القمة في كل أنحاء العالم تتنافس بقوة وشرف دون أن ينحدر إعلامها لمثل هذا الدرك من الاساءات والاستفزازات التي لن يجني منها الناديان سوى التراجع والتدهور وأعمال الشغب والتي ستنعكس بشكل مباشر على مستقبل الناديين والكرة السودانية.
واخيراً اذا كان الهدف من هذه الزيارة هو التحية والمجاملة فان أثرها سينتهي بخروج وفد المريخ من الجوهرة الزرقاء ليبقي مافي القلب في القلب ويتواصل رفع اللافتات وحملات الهجوم والاستفزازات بالصحف أما اذا كانت النوايا خالصة في التعاون المشترك والتحالف لمحاربة عصبية الصحافة وتفلتات الجماهير بإدانتها وشجبها وإستنكارها والتعاون مع السلطات الأمنية في القبض على كل من يحملون لافتات مسيئة بالتعرف عليهم من خلال الصور الفوتغرافية واللقطات التلفزيونية حتى ينالوا عقابهم الرادع ويصبحوا عظة لغيرهم من الجانحين فإن هذا الإتجاه هو الذي سيسهم في معالجة كل التفلتات وإعادة الروح الرياضية للساحة الكروية.

أين كنت
أين كنت عندما
وفي حين انو امس تشرفتم بزياره جمال الجمال في ملعبكم علي الاقل ردا لزيارة هذا الرجل تتكلم كلام يوري انك صحفي وليس سخفي ولكن اثبت الاخيرة واشكالك كثر 0 اللوم ما عليك علي البقراء ليك والبسمح ليك تكتب
لك الله يارياضتنا لك الله يا صحافتنا لك الله يا سوداننا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟