< جمعتني محادثات متفرغة ومطولة.. مع بعض ابطال الهلال طوال الايام الماضية.. لمست من خلال تواصلهم الجميل.. الكثير من الثقة والاستعداد البدني والنفسي لتقديم مباراة مختلفة.. مباراة لا تشبه جميع المباريات التي اداها الفريق خلال هذا الموسم..
< قالوها بثقة.. وبصريح العبارة.. أن مباراة الجمعة في فاتحة المشوار الافريقي الصعب الشرس.. تمثل لهم تحدي شخصي لابد ان يكسبوا رهانه كلاعبين.. لانهم مازالوا يحسون بالتقصير الكبير امام جماهيرهم العظيمة.. تلك الجماهير الصابرة الصامدة التي ظلت طوال السنوات الطويلة الممتدة تقطع من جلدها.. ولحمها.. وعظمها وتدفع من فواتير حليب اطفالها ومدارسهم ومأكلهم.. وتتكبد المشاق ما بين سفر وترحال ومشقة من اجل الوصول الى بقعة ام درمان لمتابعة المباريات ومؤازرة اللاعبين فتستحق هذه الجماهير ان يردوا لها دينها الكبير على اعناقهم.. هاهي الفرصة تأتي سابحة وساجدة وجاثية على ركبتيها.. تغازلهم ولا تستأذنهم وتطالبهم باغتنامها ورد التحية للجماهير الوفية بأحسن منها.
< لم تخفن الثقة التي يتحدث بها اللاعبون عن المواجهة المقبلة.. ولم اشك للحظة بأنهم يتحدثون من موضع ثقتهم في انفسهم وتلك الجماهير التي تقف خلفهم مؤازرة ومساندة بقيادة فتية الالتراس الاسود الزرقاء .. ومجموعة الموج الازرق .. هؤلاء الشباب بدورهم اعدوا عدتهم واستنفروا عتادهم لإحالة ليل ام درمان الطويل الى صباح مشرق يعلن عن زفاف الشمس بعزف الاناشيد واصوات الطبول.
< الثقة التي يتحدث بها اللاعبون.. تعبر عن استعدادهم وجاهزيتهم لتجاوز كل اخفاقات المرحلة الفائتة.. وهي المرحلة التي لم يستطعوا ان يقدموا فيها ذاك الاداء الذي يشبه الهلال.. رغم عدم هزيمتهم في اي لقاء على كل مستويات التنافس محليا وافريقيا.. الا ان نكهة الهلال وروح الفانلة الزرقاء التي نعرفها مازالت هي «الفريضة الغائبة» التي يحاول الجميع ادراكها.
< كل الاجواء الآن مهيأة تماماً لتحقيق الانتصار.. وليس امامنا ما نخشاه او نخافه الا «درهم الحظ» الذي عبث لنا كثيراً في آخر مواجهاتنا مع المريخ فهزم «قنطار الشطارة» بسوء الطالع الذي حال ما بين شباك جمال سالم ومهاجمي الهلال وكان هو المدافع الخفي الذي بعثر كل اوراق اللعبة المثيرة فخرج المريخ فائزاً منتشياً يحاكي صولة الاسد.. وقنع الهلال بالخسارة لانه لم يكن في يومه.. اما يوم الجمعة فهو يوم آخر ينبغي ان ترتفع فيه اعلام الهلال واهازيج الهلال وان تصفد الشياطين ويفرح حزب الاغلبية الغالبة فينتشر الفرح في جميع ربوع السودان.. سيكون الفرح سوداني كامل السمرة والزرقة والوسامة.. بطبيعة الحال.. فرح قادم من العرضة الشمالية.. ولجنوبها الاحترام والتحية.
----------------
