* تظل الدراما هي الناقل الأول والمرآة التي تعكس واقع اي مجتمع.. لكونها تقوم بكشف كل التفاصيل ـ كبيرها وصغيرها ـ خاصة تلك المتعلقة بمعاش الناس وقضاياهم عبر الحقب الزمنية المختلفة.. وتبقى ذاكرة الدراما هي المرجع لكل باحث عن حقيقة الشعوب
* قبل سنوات تابعت فيلم (ثرثرة فوق النيل) للكاتب العالمي نجيب محفوظ واعجبتني الفكرة ووصلت لي الرسالة بكل تفاصيلها حتى الدقيقة.. لكن وقبل ايام تابعت ذات الفيلم مرة اخرى وتوقفت كثيراً امام اشاراته العميقة ربما لانني وجدتها متطابقة مع الواقع..!!
* القصة تدور احدثها برمزية عميقة وهي مبنية على مجموعة ابطال جلهم (مساطيل).. يمثل كل واحد منهم فئة من فئات المجتمع.. يلتقون في مكان على النيل ايام (النكسة) و(الهزيمة) الكارثية التي تعرضت لها مصر في حربها مع اسرائيل عام 1967..!!
* القصة تحكي عن أنيس الموظف البسيط الغائب عن الوعي والذي يقضي وقته فى غرزة أبوسريع حيث قابل رجب الممثل الذى كان جاره فى المنيرة والذى اصطحبه إلى مملكته الخاصة وهى عوامة مطلة على النيل حيث عرفه بأعضاء المملكة...!!
* (شلة الأنس) تضم مجموعة من (المساطيل) منهم خالد وهو كاتب قصص فاقد للعقيدة ومنحل.. الى جانب الناقد الفني على السيد وهو (غير مسئول ولايكتب الاّ إذا قبض المعلوم).. والمثقفاتي مصطفى والذي رغم مظهره الانيق الاّ انه لا يفه شيئاً..!!
* تلك المجموعة وكما صورها العالمي نجيب محفوظ (انعزلت) عن الاحداث الدايرة حولها بسبب (المُخدّر).. وكم كان المشهد عميقاً عندما مر أنيس ورجب امام احدى المكتبات في طريقهما للعوامة وعناوين الصحف تشير الى اشتعال الحرب في الجبهة..!
* الفيلم يعتبر احد ابرز واهم افلام السينما المصرية والعربية خاصة بعدما جسد فيه المبدع نجيب محفوظ حالة (اللامبلاه والانكسار والاستسلام للهزيمة) في الفترة بعد (النكسة) ورمز لمصر بالفلاحة التي ماتت في حادثة بسبب مجموعة من المساطيل..!!
* نعم كان الواقع الذي حكاه الفيلم مطابقاً ومجسداً لما يمكن ان تفعله احاسيس اليأس وفقدان الأمل في النهوض وغياب الفكرة المتعلقة بالطريقة المثالية لتجاوز ما يلاقي الانسان من نكسات وكبوات وتراجع وانكسار وبطريقة متواصلة ومتتالية..!!
* ان ما حدث للشعب المصري بعد نكسة 67 يتطابق مع ما يحدث لشعب المريخ منذ اليوم الأول لتولي جمال الوالي رئاسة النادي.. ولعل وجه الشبه هنا علاقته مباشرة بالتكرار الممل للهزائم والانكسارات والتواضع والتراجع الذي اصاب الفريق..!!
* نعم يا سادة لقد تحول المريخ الى حقل للتجارب وصار على موعد مع ستة او سبعة اجانب كل ستة اشهر مقابل اموال طائلة سرعان ما يكتشف القادة فشلهم حتى نتابع مسلسل التبديل الكلي والذي يتم بواسطة السماسرة في ظل غياب تام للتخطيط..!!
* الان وتحديداً مع اقتراب موعد انطلاقة فترة التسجيلات التكميلية بدأت الآلة الاعلامية العزف على وتر العاطفة ولا يمر يوم الاّ والوعود تزداد وتتضاعف مساحتها بالاجانب اصحاب المقدرات الخرافية والعباقرة الذين لا شبيه لهم في كل انحاء العالم..!!
* ولا مانع من استخدام (الطبل والمزمار) وخلافه من الآت (النفخ) التي تحدث اصواتاً قوية بمقدورها ان تصم آذان المتابعين.. وهنا يتجلى العمل الكورالي حيث ينشط دور الصفاقة الذين تكون درجة استيعابهم لما هو مطلوب عالية في مثل هذه الايام..!!
* واذا كان نجيب محفوظ قد عكس حالة (اللا وعي) التي حدثت لشعب مصر قبل (40) عاماً فانه قد جسد بروايته تلك حال جل محبي المريخ على مدار الـ(14) سنة الاخيرة.. مع الاشارة الى ان ابطال الثرثرة استيقظوا في حين لا يزال شعب الاحمر (مخدراً)..!!
* تخريمة أولى: سافر عاشور بدون اذن.. وها هو يعود للخرطوم (على كيفو) ويطلب السماح.. ويعتذر.. ويعلن رغبته الاستمرار مع المريخ.. وللذين لا يعرفون فان اللاعب عاد لانه لم يجد ترحيباً لعودته الى ناديه الاتحاد السكندري مرة اخرى.. ولا تعليق..!!
* تخريمة ثانية: وبمناسبة الأجانب الجدد بالمريخ سمعنا عن تحركات حمراء لاستعادة باسيرو بمبا.. ولما سألنا عشان شنو بمبا..؟! قالوا لانو عندو جنسية.. تااااني جنسية يا عالم.. طيب ليييييه المريخ ده ما يفكر يعتمد على ثلاثة اجانب فقط بعيداً عن التجنيس..؟!
* تخريمة ثالثة: عاد المريخ الى سكة الانتصارات بعد غيبة.. وتفوق على أهلي عطبرة بهدفين نظيفيين.. لكن صدقوني وعلى الرغم من كل ما قيل عن النعسان وكلتشي فان المستوى العام لا يبشر باي خير في مرحلة المجموعات بابطال افريقيا..!!