في الثلاثين من أبريل 2017 كانت الانتفاضة الرياضية التي مورست فيها الديمقراطية و انتصرت من خلال القول الفصل الذي نطق به صندوق الانتخابات لرئاسة الاتحاد العام لكرة القدم .
ماذا يقول المرء إذا علم أنَّ هناك امرأة ميسورة الحال بُشرت بأنها حامل جنيناً في أحشائها و قد استمر الحمل تسعة أشهر و عاشت في عالم التسويف و التأجيل لتجهيز أمورها و انقضت التسعة أشهر و بضع أيام وقتها أرادت الذهاب للسوق و لكن أتاها المخاض قبل ذهابها للسوق ووضعت جنينها دون أن تستعد له . ماذا يقول المرء في حقها ؟
هكذا كان حال فترة الاتحاد العام لكرة القدم السوداني السابق قيادة د/ معتصم جعفر و رفاقه . انقضت فترة الثلاث سنوات كاملة دون نقصان و كان من الواجب أن تنعقد الجمعية العمومية و لكنهم طالبوا بالتأجيل فمنحوا فترة غير بسيطة مقدارها تسعة أشهر بالتمام و الكمال و لكنهم مارسوا هواية التسويف متناسين ما قاله الشاعر الإنجليزي إدورد يونغ : التأجيل أو التسويف لص الزمان و مضيعة للوقت Procrastination is the thief of time.
فكانت النهاية المحزنة لاتحاد د/ معتصم و زمرته و سوء السيناريو الذي كتبوا و ختموا به نهايتهم المحزنة وهم يمنعون قيام الجمعية في مقر الاتحاد العام لكرة القدم و إغلاق أبوابه بالمفاتيح مما أدى لانعقاد الجمعية العمومية في مقر اتحاد الخرطوم لكرة القدم .
أجمع الشارع الرياضي السوداني على فشل فترة اتحاد د/ معتصم و زمرته و طالبهم أكثر من مرة بالاستقالة و لكنهم أحبوا التشبث بالكرسي و لفظهم الكرسي في الثلاثين من أبريل و كان الفوز المتوقع للمدهش الفريق ركن عبد الرحمن سر الختم الذي وجد القبول و التأييد من أول يوم قدَّم فيه نفسه مرشحاً لرئاسة الاتحاد و كان لي الشرف أن هاتفته في السادس من يناير 2017 تمام الساعة الثانية بعد الظهر مباركاً له خطوة إقدامه لخوض غمار انتخابات الاتحاد العام لكرة القدم .
بعيداً عن ملف الفساد المالي الذي يُتهم به الاتحاد السابق , نجد أمام أعيننا الفشل الذريع في كيفية إدارتهم لمسار كرة القدم السودانية التي يقف فيها تصنيف المنتخب القومي حيث قبع في المركز 154إضافة لممارستهم أسلوب الموازنات إرضاءً لطرفي القمة الهلال و المريخ و النتائج الوخيمة التي حدثت من فشل للدوري الممتاز عام 2015 و كذلك منافسة كأس السودان , و تظل فضيحة مساوي جيت علامة فارقة في عملهم الإداري .
نعم كان يوم 30 أبريل 2017 يوماً غريباً لاتحاد معتصم و زمرته و كأنَّ أغنية النهاية التي صاغ كلماتها الشاعر هاشم صديق و تغنى بها سفير الأغنية السودانية الراحل سيد خليفة ( رحمه الله ) قد شبهت حال ذلك الاتحاد السابق حيث تقول بعض كلمات الأغنية :
يوم في يوم غريب
فيهو الشمس لمت غروبها و سافرت
بانت نجوم متفرقة
زي الدموع في خد حبيب
ودع حبيبتو السافرت
و الليل ضفائر حزنو مداها الألم .
التهنئة و المباركة لمجموعة النهضة و الإصلاح الفوز المتوقع و الصريح و كل الأمنيات لهم بالتوفيق و تحقيق النجاح و عودة مسار كرة القدم السودانية لسيرتها الأولى و قيادة الاتحاد بكل حيادية و تجرد .
* رباعيات الهلال
مساء 2 مايو 2017 على نجيل الجوهرة الزرقاء كان فرح أهل القبيلة الزرقاء لعودة الأداء الجاد و الممتع حيث المباراة التي جمعتهم بمريخ الفاشر لحساب الجولة الخامسة عشر بطولة الدوري الممتاز و كانت الغلبة لنجوم الموج الأزرق و حققوا الفوز الكبير الذي بلغت غلة الأهداف فيه أربعة أهداف تسابق في إحرازها كل من بوي الهدف الأول و مهند الريدة الهدف الثاني و الثالث على التوالي و ختم الرباعية العائد نزار حامد و بذلك واصل هلال الملايين تربعه في صدارة الدوري بثلاثة و ثلاثين نقطة
* آخر الأوتاد :
من الأخلاق و الروح الرياضية كان من الواجب أن يتقبل الاتحاد السابق لكرة القدم السودانية نتيجة الصندوق و يبادر بالتهنئة لقادة الاتحاد الجديد وفق شعار لو دامت لغيرك لما وصلت إليك .