لماذا كل هذا الغضب من مدينة الخير والسمسم قضارف الخير إلا إذا كان بسبب التعادل المخيب للآمال بعد ان تسبب الغاني تيتيه والذي يلعب مع الهلال بصفته محترف في هذه النتيجة بعد أن إضطر حكم المباراة لإخراجه بالبطاقة الحمراء عقب قيامه بالإعتداء علي مدافع الشرطة بدون كرة وتسبب في وضع زملائه اللاعبين في حرج كبير وهم يلعبوا أكثر من 80 دقائق بعشرة لاعبين فقط .. وكان الأفضل توجيه هذا الغضب علي تيتيه الذي أفقد الهلال فرصة الفوز والعودة بثلاثة نقاط غالية من أمام خصم شرس وطموح تسبب بالعديد من المشاكل لأندية الممتاز عقب صعوده هذا الموسم.
لم تتسبب جماهير القضارف في المستوي الذي ظهر به الفريق في المباراة وكان خط دفاع الهلال عبارة عن شوارع مفتوحة وكان بإستطاعة هجوم أصحاب الأرض الوصول لشباك جمعة جينارو بأكثر من ثلاثة أهداف بعد أن ظل يقدم الهدايا بإستمرار وفي جميع المباريات .. هذه الجماهير ساندت فريقها بصورة طبيعية وهذا حقها المشروع وما حدث قبل المباراة وخلال تدريب الهلال من مناوشات من أنصار أصحاب الارض ظلت جميع الاندية التي تلعب خارج ملعبها تجد ذات المصير وهو لا يخرج من إطار الحرب النفسية التي تمارسها الجماهير ضد لاعبي الخصم للتأثير عليها قبل المباراة و(تشتت) تركيزهم مثل هذه الأساليب واجهت الهلال كثيرا خاصة في المباريات الخارجية وجماهير القضارف كانت تسعي لفوز فريقها علي الأزرق في مسابقة الممتاز.
الكابتن فوزي المرضي أحرج كل من أدعي أن الهلال وجد معاملة سيئة في القضارف وتقدم بالشكر الجزيل الي أهل هذه المدينة الرائعة علي المعاملة التي وجدتها بعثة الهلال طيلة فترة إقامتها في أرض الخير والجميع يعلم أن الكابتن فوزي (راجل حقاني) لا يسكت عن الحق علي الإطلاق وقد عركته التجارب ويعلم جيدا أن ما حدث في مران الازرق الرئيسي بملعب القضارف لا عادي في عرف كرة القدم .. وخلال المباراة إهتمت جماهير الشرطة بلاعبي فريقها وساندتهم دون المساس بلاعبي الهلال وإحترمت الاسماء الموجودة في كشف الازرق التي تعتبر رمز لهذا الكيان لمسيرة العطاء التي إمتدت لفترة طويلة تخلل ذلك إرتداء شعار الوطن الغالي.
القضارف مدينة تتنفس كرة القدم ويضم أتحادها المحلي عدد كبير من الأندية علي مستوي الدرجات الثلاث وهذا غير فرق الناشئين التي تزخر بها الولاية وقد قدمت العديد من المواهب وعبر تاريخها لم تسجل علي القضارف قيامها بعدم إحترام الضيوف وكيف تفعل عكس ذلك وهي مدينة الخير وتمثل جزء كبير من اهم روافد البلاد الزراعية ويتمتع سوداننا الحبيب بخيرات أرض السمسم والذرة في كل ربوعه .. وكانت فرحتنا كبيرة بصعود الشرطة للممتاز ليكسب الدوري الممتاز مدينة من الوزن الثقيل كرويا والتاريخ يشهد للقضارف بذلك وسابقا كانت غير محظوظة بعد عدة محاولات من أنديتها بالترقي للممتاز إلا أن عزيمة أبناء الشرطة الذي يعتبر ناديا خالصا لإبناء القضارف ولا يتبع لإدارة الشرطة كما ذكر اللواء عادل رئيس النادي العريق.
يجب علينا ان نشكر القضارف علي دعمها لفريق الشرطة حتي نجح في تحقيق الصعود للممتاز لأول مرة في تاريخه وقد ظل الحضور الجماهيري في جميع مباريات الشرطة يسجل أرقاماً خيالية وراجعوا دخل مبارياته حتي أمام الاندية الاخري غير الهلال والمريخ .. الشرطة نجح في التغلب علي كبار الممتاز وهو الصاعد حديثا وحقق ما فشل فيه الآخرون جندل المريخ والخرطوم وهلال كادوقلي والآرسنال في شندي وحرم الازرق والتبلدي من العودة بالنقاط كاملة وهذا خسر جميع هذه المباريات لن يلومه أحد بإعتباره ضيف جديد علي هذه المسابقة.
نحن في الهلال نشكر الشرطة علي الخدمة الكبيرة التي قدمها لنا بعد أن كشف لنا حال الفريق الذي يغني عن السؤال هذه الأيام .. ونحن نعلم ان مستوي الفريق في تراجع مستمر لكن ليس لهذه الدرجة ان يلعب مدافعا ويعتمد علي الهجمات المضادة لم نعهد الهلال هكذا حتي وهو يلعب ناقصا أكثر من لاعب .. كثير جدا حقق الهلال الفوز وهو يلعب بتسعة لاعبين وليس عشرة وكان صاحب الكلمة العليا وقد أحزننا مشهد لاعبي الهلال وهو يتعمدون التباطؤ تنفيذ رميات التماس والمخالفات من أجل تأخير الزمن خوفا من الهزيمة .. هذا المنظر لم يعجبنا علي الإطلاق ولماذا الخوف من الهزيمة وقد تجرعها الهلال من قبل وكان الأفضل القتال حتي آخر لاعب وهذه هي روح الهلال المعروفة والتي إشتهر بها في كل مكان.
لماذا أصبح الهلال غريبا وإلي متي يستمر هذا الحال وهل هناك مخرج لهذه الأزمة.
(صمت اخير) ..
قضارف الخير والأخلاق.