* لماذا لاتتخذ اللجنة الحكومية لتسيير نادي المريخ قرارا تاريخيا، وتعلن إنسحاب الفريق من نهائيات البطولة العربية للأندية المقامة في الإسكندرية يوليو القادم؟ سؤال قد يجده البعض مضحكا وغير منطقي، خاصة بعد الصراع الذي حدث بين الهلال والمريخ حول تمثيل السودان في هذه البطولة، وأيهما أحق بالتمثيل من الآخر، بجانب ماسيقال عن تحمل المريخ لصعوبات كبيرة أثناء مشاركته في الأدوار الأولية أمام فريق من جيبوتي، ثم فريق من موريتانيا، ونجاحه في تخطيهما ووصوله إلي النهائيات.
* ولن أعود هنا لذكريات سابقة عن رفض أندية عربية المشاركة في البطولات العربية لأسباب مختلفة، ولن أعود كذلك لرفض أندية سودانية المشاركة في البطولات العربية في إدارات سابقة، منها إدارة زعيم أمة الهلال الراحل المقيم الطيب عبدالله، ولن أتوقف عند رفض المدرب الألماني كروجر مشاركة فريق المريخ في بطولة عربية سابقة، ومغادرته إلي بلاده في زيارة رافضا الإشراف على الفريق في البطولة المذكورة، بعد تمسك الإدارة بالمشاركة، ليعود الفريق من الأردن بهزيمة السبعة الشهيرة أمام الوحدات الأردني.
* إنسحاب المريخ من البطولة العربية مهم لعدة أسباب، منها صعوبة المشاركة في عدد من البطولات، وفي توقيت صعب على النادي، ويكفي الحيرة التي تعامل بها المدرب الفرنسي الإيطالي الأصل دييغو غارزيتو مع تواجد الفريق البطولة العربية، والدوري الممتاز، والبطولة الأفريقية، وإضطراره لإستخدام طريقة المداورة في إشراك اللاعبين تجنبا للإرهاق، وهو ماكاد أن يدفع الفريق ثمنه غاليا في مواجهته الأفريقية أمام فريق ريفيرز النيجيري، بالهزيمة القاسية التي تلقاها في لقاء الذهاب بثلاثية، ثم العودة بعد تعب في لقاء الإياب.
* نهائيات البطولة العربية المقامة ستنطلق يوم 22 يوليو القادم، وتنتهي مرحلة المجموعات الأفريقية في الإسبوع الأول من ذات الشهر يوليو، إلي هنا قد يبدو الأمر عاديا من أول وهلة، لوجود عدد من الأندية العربية المشاركة مع المريخ في نهائيات البطولة العربية، ولكن الأمر ليس كما يبدو من أول وهلة، لأن الأندية المشاركة مع المريخ أفريقيا وعربيا، تختلف معه في الموسم لكروي المحلي (الدوري)، في الوقت الذي يؤدي فيه المريخ إستحقاقاته في الدوري الممتاز في الدورة الثانية، نجد أن الأندية العربية المشاركة من الخليج العربي أو من شمال أفريقيا قد إنتهت دورياتها، وهذا يعني أن البطولة العربية قد فصلت لصالحها لتكون إعدادا لها لإنطلاقة الموسم الجديد لدورياتها، وتدعم في ذات الوقت مشاركاتها القارية، بسبب توقف الدوري في بلدانها، وإن كنت لا أستبعد إنسحاب عدد من الفرق العربية المشاركة في النهائيات، في حال تأهلت لأدوار متقدمة في البطولة القارية، ولذات العامل أيضا الإرهاق)، بسبب تداخل الموسم عندهم، يقابله إرهاق مضاعف في حالة المريخ لأن مشاركته في البطولات متواصلة ( دوري ممتاز، بطولة أفريقية، بطولة عربية، كأس السودان)، منذ إنطلاقة الموسم، وستتواصل حتي في فترة الراحة السلبية بين الدورتين، لذا يحتاج الأمر إلي قرار بالإنسحاب مبكرا من البطولة العربية، والتركيز فقط مع البطولات الأهم ( الدوريات المحلية، والبطولة الافريقية)، وفي المقابل على الأندية السودانية تحاشي المشاركة في بطولات تتزامن مع بطولاتها المحلية، والإنتباه إلي أن معظم الأندية المشاركة في النهائيات العربية بالأسكندرية يوليو القادم، لاتستطيع المشاركة في بطولات عربية في فترة الدوريات المحلية ببلدانها. لماذا؟ سؤال الإجابة عليه توضح أين نحن؟ وأين هم إداريا؟.