• ×
الخميس 18 أبريل 2024 | 04-17-2024
ياسر بشير ابو ورقة

آثارنا ضائعة.. وملحمة المريخ أنموذج آخر!

ياسر بشير ابو ورقة

 3  0  3104
ياسر بشير ابو ورقة
* تحسّرت عبر مقالين متتالين على التجربة الرياضية الضخمة التي ظلت تقدمها أنديتنا ومنتخباتنا الوطنية على مدى أكثر من تسعين عاماً دون أن تحظى بالتوثيق والحفظ والتعامل معها كتراث رياضي لا يقل عن الأهرامات في بلادي.
* وقلت أن ثقافة الكبت والتعتيم ومنع التلفزة التي ظلّت سائدة من قديم الزمان أدّت إلى إهالة التراب على الكثير من كنوزنا الثمينة في مجال كرة القدم وبقية الرياضات.
* وقلت أن هناك إنتصارات وأساطير سودانية مثل سبت دودو وجكسا وأسامة سكسك وكمال عبد الوهاب ضاعت إبداعاتهم ولم تُوثّق.
* كما لا توجد تسجيلات لمجدنا الكبير الذي حققناه في كأس الأمم الأفريقية في عام 1970.
* بل لا توجد صورة للحظات التأريخية التي تم فيها تأسيس الإتحاد الافريقي وهو من بنات أفكارنا ومن صنع رجالنا.
* وقلت.. للأسف مازلنا حريصين على وأد حتى التجارب الحالية بمواصلة منع الكاميرات من الدخول إلى سوح استاداتنا.
* بل هناك من يفرح للمنع، ويطرب للكبت والقمع.
* وقلت أن متحفنا الرياضي في أشد الحاجة لتوثيق هذه الأحداث والاحتفاظ بها بغض النظر عن النتائج إن كانت فوزاً أو هزيمة أو حتى أحداثاً دامية؛ لأن القيمة الكبيرة لمثل هذه الأشياء لا تُقدّر بمعيار الفوز والهزيمة.
* فنحن مازلنا نفخر بمعركة كرري ونحاول تجسيدها في كل عام من خلال الدورة المدرسية ونحن نعرف أننا خسرناها، ولكنّها شهدت فدائية وتضحية قلّ نظيرها.
* يوم أمس كتب أستاذنا عثمان ميرغني مقالاً شبيهاً لمقالنا ولكنه في جانب آخر عن التراث الذي بين أيدنا وأمام أنظارنا ولكن دون أن نحس به.
* فقط ننتظر القادمون من البلاد البعيدة ليحدثونا عن قيمة ما نملك ونكتنز، عن حضارتنا، وعن تأريخ أجدادنا، وعن ما يمكن أن يدفع بإقتصادنا إلى الأمام، وما يمكن أن يُسهّل علينا الكثير عندما نتحاور من أجل فرصة لنا في هذا العالم عندما يعرف الطرف الآخر أننا أمة ذات تأريخ، وحضارة.
* ولكن المؤسف يا أستاذي عثمان أنك عندما تطرح فكرة أو قضية وأنت تبحث عن علاج فمن الممكن أن تتفاجأ بمعضلة أخرى أكبر وذلك عند معرفة اتجاهات المواطنين من خلال التفاعل الذي تتيحه لك الصحافة الإلكترونية.
* فمن الممكن جداً أن يعاتبك شخصاً ويطلب منك التركيز على ماهو أهم.
* وإن تسنى لك السؤال، فستأتيك الأجابة: (قفة الملاح)!.
* وفي كرة القدم فإن التركيز يكون بشكل أكبر على (كيس النقود) الذي يظن البعض أنه سيتضخم كل ما كان هناك حجب ومنع من التلفزة حسب ثقافة وفكر الإداري الرياضي والذي يجد تأييداً كبيراً من بعض الصحفيين!!.
* لا أحد يسأل عن اللحظات التأريخية التي ستضيع بسبب هذا الإجراء!.
* عندما طرحت فكرتي خلال المقالين توقعت التأييد غير أن مستوى التجاوب كان صادماً، ولكن من بين عشرات الردود وجدت ما يستحق الاحتفاء وهو من المُدّون (أبو اليزيد) الذي علّق قائلاً:
* ( كلام منطقي جداً نحن السودانيون لا نعرف فن التوثيق أبداً أبداً، كنت أتابع قبل أيام لقاء مع أُسطورة الكرة المصرية محمود الخطيب على قناة أبو ظبي الرياضية والله أيّة نقطة تعرض لها مقدم البرنامج كانت مدعومة بالصورة الواضحة علماً بأننا أدخلنا خدمة التلفزيون في وقت متقارب مع المصريين، ولكن هي الثقافة السودانية، هذا الكلام ليس في الكورة فقط- وإنما في مُعظم نواحي الحياة المُجتمعية السودانية فقط- التوثيق نجده في الأحوال السياسية، وخاصة من حكموا هذا البلد المغلوب على أمره، أما الرواد سوى كان ذلك في الفكر والثقافة والفنون أو الرياضة أو الاجتماعيات فنحن أمة بلا تأريخ وبلا توثيق، ورغم ذلك فنحن نُكثر من التبجّح، والمُكابرة، وكما قالها الأستاذ حسين خوجلي: نحن لا نُحسن إخراج الأشياء الجميلة - أوافقك لابد من بث المباريات، ولا داعي لهذا التفكير العقيم أريحونا يرحمكم الله).
* عليك أستاذي أن تعيد في خيالك البطولات الكثيرة التي خضناها في مجال الرياضة والافتتاحات الكبيرة لدار الرياضة بأم درمان، وشيخ الاستادات استاد الخرطوم- الذي احتضن أول بطولة لأمم أفريقيا، وأعلم أننا لا نملك سوى بعض التسجيلات القليلة (القصيرة) لهذه الأحداث، وعليك أن تعرف أيضاً- أن الذين يحسدوننا على الإهرامات، يحسدوننا في الرياضة لأننا أسسنا لتنظيم كرة القدم في أفريقيا!.
* ويوم أمس قدم مريخنا ملحمة مشهودة وهو يعبر الى دوري المجموعات في دوري أبطال أفريقيا بعد أن عاد من بعيد ليعوّض خسارة الذهاب بثلاثية إلى فوزٍ على الأنهار النيجيرية برباعية كبيرة.
* تخيّل أن ملحمة كهذه أضعناه بكل هدوء ومرّت بدون توثيق.
* الاسبوع الماضي شهد كل العالم عودة برشلونة فصارت أيقونة، بينما حظي القليل منّا بمشاهدة أم المعارك أمس وسيطويها النسيان قريباً.
* عموماً مبارك لنّا النّصر، ونتمنى مراجعة جادة لمسألة البث التلفزيوني وتوثيق انتصارتنا وتجاربنا الرياضية العظيمة.
* من الرائع جداً أن تتواجد فرقنا بهذه الكثافة في بطولتي أندية أفريقيا.
* اليوم في الأبيض يخوض هلال السودان جولة حاسمة أمام سانغا الكنغولي وهو مرشح لتجاوز عثرته في جولة الذهاب بهدف.
* وفي جوهانسبيرج سيكون الأهلي السوداني أمام اختبار صعب أمام سوبر سبورت صاحب الخبرة والتجربة.
* اما الهلال فينتظره اختبار سهل وعبور متوقع في موريشص بالتوفيق لأنديتنا اليوم.


امسح للحصول على الرابط
بواسطة : ياسر بشير ابو ورقة
 3  0
التعليقات ( 3 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    مصطفى محمد علي 03-19-2017 10:0
    أخي دكتور ياسر أرجو النظر لمنع التلفزة يوم امس بعين أخرى وأقول ذلك وانا البعيد عن ارض السودان وكم كنت اتشوق للإستمتاع بهذه اللحظات التاريخية خاصة وأنا كان لدي يقين انها ستطون خماسية لما لمسته من تحدي من كل قطاعات المريخ عوضا" عن الاستسلام الذي كان يصيب سابقا" أهل المريخ عند مثل هذه الهزائم . المريخ من حقه ان يستخدم جميع اسلحته - والملحمة امس كانت تحتاج لذلك - ووالله بالأمس تقبلت قرار عدم البث بنفس راضية وتحدثت مع نفسي وقلت لها أن المهم أن يتاهل المريخ ( مع اني من اشد المعارضين لمهازل البث التي يخرجها لنا الإتحاد العام سنويا" ) لكن كان هدفنا واضح من ملحمة يوم امس أن نثبت اننا كبارا" لا نقل عن كبار القارة وأن نثبت ان هناك تحولا" بالفعل طرأ على النواحي الإدارية والفنية للمريخ وأننا يجب ان نخلع ثوب الضعف وقلة الحيلة إلى غير رجعه ، مع تحياتي
  • #2
    سيد الاسم 03-19-2017 09:0
    فى كره. يا إخوانا اكتر من كدة رجاء. لاتكتبون اسم المريخ فى مقالتكم المريخ عالم جميل. عالم الفن والمتعة. والجمال. ما ممكن. الحاقدين. والحساد
    انيكتبوا اسم المريخ. الشكر كل. الشكر. لوكالات الأنباء العالمية. انصفوا المريخ. وأعطوا حقه. والكل اجمعت بانه الفريق الاول فى السودان. اما المتعصبين من الداخل. عديمى الوطنية. ان يسكتوا مساكين كانوا جاهزين. بمقالاتهم. ولكن الزعيم كان فى الموعد. ولذالك نقول لحاج ادم وامثاله. رجاء. مقالاتكم
    الكانت جاهزة من قبل يومين. ان تشربوا بيها شاي الصباح. المريخ الفريق الاول. ولو كره. المرجفون. ( بجرى ) المدينة بسلم عليك تلاتة مرات.
    بالتوفيق. لفرق السودان اليوم. اهلى شندى وهلالين. الزعيم كالعادة فى المقدمة. لانه الفريق الاول فى السودان نحنا مع السودان ومع المريخ. ولكن امثال. حاج ادم. لا يفقهوا شىءفى الوطنية مساكين زعلانين اكثر من النيجيريين. قبل أسبوع كانوا فرحانين اكثر من ا صاحب الشأن يا هو دا المريخ
  • #3
    Omer 03-19-2017 09:0
    لا بالله
    عامل قديديمك دا خليك في احباطك وتشاؤمك وفلسفتك دي , لاتشاركنا فرح انت لم تساهم فيه بل كنت اداة احباط ومعول هدم وتكتب عن هوامش المواضيع .
    ألم يكن من الاجدر بك ان تتوقف عن تنظيرك لمدة 6 ايام فقط وتشارك في معركة شحذ الهمم والعزائم وبعدين ترجع لفلسفتك دي ؟؟
    بماذا اسهمت في هذه اللحمة حتي تحتفل معنا ؟؟
    للنصر ألف اب وللهزيمة اب واحد
    بعد هزيمة المريخ في نيجيريا تمايزت الصفوف وظهرت معادن الرجال وفي نفس الوقت ظهر الحاقدون والمتربصون من امثالك .
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019