* منع تلفزة الأحداث الرياضية من أسهل القرارات عندنا في السودان خاصة الأحداث الكبيرة التي تتعلّق بالعملاقين المريخ والهلال- وحتى المنتخبات الوطنية.
* منع البث.. قرار بسيط، وسهل، وفي أحيايين كثيرة يصدر من قبل نافذ واحد، وجرمه لو تعلمون كبير!!.
* أعتقد أن قرار منع تلفزة حدث معين مباراة كرة قدم- يخص أحد الكبيرين هو القرار الوحيد الذي لا يحتاج إلى اجتماع من فرط سهولته من جهة، ومن جهة أخرى لعدم توقع الاختلاف عليه من قبل بقية المنظومة الإدارية.
* ربما يكون هو القرار الوحيد الذي يحظى بالإجماع، وهذا دليل واضح وبرهان ساطع على خطأ تلك الإدارات أتمنى أن لا أكون قاسياً- وعدم تقديرها التقدير الصحيح لمثل هذا النوع من القرارات المؤدية إلى الظلاميات والحجب والتعتيم، والذي يئد بدم بارد جزء مهم من تأريخ الكرة السودانية.
* بل هناك من يطرب له منع البث- أشد الطرب، وكأنه لا يعلم القيمة الكبيرة للنقل المباشر للحدث، ولا تلك القيمة التي يخلفها في مكتبة توثيق الأحداث العظيمة.
* فعاليات رياضية كبيرة، وملاحم كروية نادرة قدم فيها نجوم العملاقين وغيرهم الغالي والنفيس وكانت ومازالت مضرباً للأمثال في البسالة والعنفوان ولكن للأسف لا أثر لها الآن وغير محفوظة بالمرة في مكتبة التلفزيون.
* بل أنني أعجب حينما أسمع أن المريخ أو الهلال بصدد إطلاق قناة فضائية وهما في الأساس لا يوليان مسألة النقل التلفزيوني والتوثيق أي قدر من الإهتمام.
* ولكن لنفترض أن المريخ أطلق قناته الفضائية في هذه الايام، فالسؤال هنا ماذا يوجد لديه من تراث فريقه في الثمانينيات أو التسعينات؟.
* في الفترة المذكورة حقق المريخ أمجاده في سيكافا، وكأس الكؤوس الأفريقية فهل يملك تسجيلاً عالي النقاء لنهائي سيكافا أو كأس مانديلا ليقدمه للأجيال اللاحقة التي لم تشاهد بل سمعت فقط بهذه البطولات؟.
* وفي هذه الأيام التي يستدعي فيها المريخاب التأريخ لشحذ الهمم بغرض تعويض خسارتهم في ذهاب الدور الأول في دوري أبطال أفريقيا أمام ريفرز النيجيري هل يملكون تسجيلاً لمباراة المريخ أمام ريال باماكو المالي التي نجح في التعويض فيها لتساهم في رفع الروح المعنوية للاعبين والجماهير؟.
* بل أن كثيراً من نجومنا وأساطيرنا لا نملك ما يدلل على علو كعبهم وعلى سبيل المثال الحارس الأسطورة حامد بريمة.
* صال هذا اللاعب في أحراش أفريقيا (زنقة زنقة) وأذهل الأفارقة بأداء خرافي ولكننا لا نملك إلا القدر اليسير من أرشيف هذا النجم والذي يوجد في مكتبة التلفزيون القومي وغير بعيد أن تكون بعض الأشرطة قد أصابها التلف.
* شخصياً لدي قناعة في أن الساحر أسامة سكسك نجم المريخ- يتفوق على نجم البرازيل رونالدينيو في التكنيك والتحكم بالكرة ولكنني لا أستطيع أن أجاهر بذلك طالما أننا لا نملك أي تسجيل لهذا اللاعب بسبب ثقافة منع البث المتوارثة منذ ذلك الزمان.
* ونجم المريخ الماهر كمال عبد الوهاب لا توجد له سوى لقطة واحدة في أرشيف التلفزيون.
* ثقافة التحصيل مسيطرة دائماً على القائمين بالأمر في المريخ وغيره من الأندية والاتحادات؛ لذلك فإن الكثيرين منهم تسقط من ذاكرتهم مسألة الإهتمام بالتراث الرياضي والتوثيق للاحداث العظيمة.
* لو كنت صاحب الأمر والقرار وعرفت أن منع البث سيضُخ إلى خزينة النادي 150 مليون جنيهاً فإنني سأضحي بهذا المبلغ من أجل أن أحفظ تأريخ النادي من الأندثار، هذا فضلاً عن ما سأوفره لأولئك البعيدين عن ديار النادي من فرجة ومعانقة لحظات الفرح في التو.
* إذا إفترضنا أن المريخ سيعبر فريق ريفرز النيجيري يوم السبت المقبل عبوراً ملحمياً باذخاً، أليس من الجنون أن نفرّط في توثيق هذه اللحظة التأريخية بسبب حفنة جنيهات؟.
* ليت القطب علي الفادني يشتري حقوق البث يوم السبت المقبل ليمنح المريخ فرصة أن لا يضيع مجده كما ضاعت أمجاد سكسك وحامد بريمة وكمال عبد الوهاب.
* إذا استمر منع التلفزة فأعلم أننا مازلنا متخلفين!!.