*دخل فريق الهلال في فورمة الإعداد الحقيقي لبطولة اندية افريقيا والتي يستهلها بمواجهة بورت لويس (موريشيوس)علي ملعبه بأم درمان، وكذا المريخ الذي يستعد هو الآخر للسفر الي نيجيريا لملاقاة ريفرز !
*هذه (الدوامة) من المشاركات الافريقية بدأها الهلال من الستينيات ،واستهلها المريخ من السبعينيات ، ورغم ذلك ليس للسودان سوي اللقب اليتيم الذي أحرزه المريخ في العام 1989 !!
*في كل عام (رايحين وجايين) و (تعبانييين) علي الفاضي، ملايين الدولارات تدفع علي أنصاف المحترفين والمدربين الاجانب ومعسكرات الإعداد وتذاكر السفر ، والحصاد نتائج خائبة !!
*ومع توفر الإمكانات المادية والبشرية وتصدي رجال أعمال كبار لقيادة الناديين الكبيرين ،إستبشر الكثيرون خيراً ،وتوقعوا تعديل الصورة المقلوبة ،ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث رغم وصولهما الي مراحل متقدمة في الخارطة الافريقية، وتحسن ترتيب الناديين الكبيرين في قائمة الإتحادي الدولي للإحصاء!
*أتدرون لماذا كل هذه (الخيبات) رغم كمية الدولارات ؟؟!!
*لأننا نقاتل بعضنا البعض ،نذهب للمشاركة في المنافسة الافريقية ، مهزومين ومضعضعين بمعارك داخلية ، الهلال بمشاكله الداخلية ،والمريخ بخلافاته.
*و(غواصات) ومعارضون يجتهدون هنا وهناك ،لكي لا يُحسب شرف أحراز اللقب لمن يتولي رئاسة النادي!!
*والأدهي وأمر من ذلك ترصد الهلاليين للمريخ ، وترصد المريخيين للهلال في كل مراحل المنافسة الافريقية ، حتي ولو دعا الحال للبحث والتنقيب عن شكاوي لمصلحة الفرق الافريقية المنافسة للناديين الكبيرين، والشواهد علي ذلك كثيرة ـ ولا نريد الدخول في تفاصيل حتي لا نقلب المواجع !!
*وعبارة (ما بنطير برانا) التي إنطلقت وترسخت و (فُعلت) علي أرض الواقع منذ سنوات ، تلخص وحدها حجم المأساة ، مأساة الجهود الجبارة والخلاقة في الجانبين ، للإطاحة بمن يتقدم في المنافسة الافريقية ،في مشهد يؤكد ويثبت ما وصلنا اليه من تدهور مريع في الحس الوطني وحتي الأخلاقي !
*والصحافة الرياضية ، الزرقاء والحمراء تعجبك ، في إشعال المعارك ، وصب الزيت علي البنزين و (تكسير المقاديف) هنا وهناك .
*وياريت لو انها تقف عند هذا الحد ، بل كل صحيفة ناد تتهم النادي الآخر بشراء الحكام الافارقة ورشيهم و (رشهم) بالدولارات !!
*وقد لفتت الصحافة الرياضية السودانية ومعظم الكتاب (الحمر) و (الزرق) إنتباه كل افريقيا ،الي (التهمة) المشتركة بان الهلال والمريخ يشتريان الحكام !
*ومن هنا نبعت فكرة (الحكام الهجين) ،فبدأ الإتحاد الافريقي لكرة القدم (كاف) تطبيق نظام إختيار الحكام في كل مباراة من عدة دول بدلاً من دولة واحدة ـ كما كان معمولاً به سابقاً منذ عشرات السنين !!
*إذاً نحن أعداء أنفسنا ، نقاتل بعضنا البعض ،ونذهب للمنافسة الافريقية وقوانا قد خارت و (كملت) ،وحتي حين يتقدم الهلال او المريخ الي الامام يتبرع من يخرج من المنافسة لهزيمة شقيقه ،إدارياً وإعلامياً ونفسياً لمصلحة الفريق الأجنبي !
*وهذا المرض الخبيث للأسف الشديد إستشري في أوساط الجماهير ،فظهرت مجموعات وسائط التواصل الإجتماعي بإسم (كارهي الهلال) و (كارهي المريخ) !!
*بربكم كيف ننتصر ونحصل علي بطولة افريقية ، ونحن نعيش الهزيمة داخل نفوسنا ؟!
*كيف نحصل علي بطولة افريقية ، ونحن كلنا كراهية وبغضاء علي بعضنا البعض ؟!
*اقول قولي هذا ،وانا مثلكم أحلم بلقب افريقي ،للهلال او المريخ ، ولكن كيف ؟