• ×
الأربعاء 24 أبريل 2024 | 04-23-2024
مهدي ابراهيم

إقالة لافاني .

مهدي ابراهيم

 0  0  7052
مهدي ابراهيم




mhadihussain@gmail.com



قبل سنوات إستقدم أحد أندية القمة مدربا أجنبيا ، الخبرة التي أكتنزتها سيرته تكفي لتدريب أرقي الأندية العالمية ناهيك عن الأندية السودانية ، بالطبع لم ينسي الإعلام الرياضي الإحتفاء بمقدمه والتفاؤل بنجاحه ، لكن المدرب أصطدم بالعقبة الكوؤد وهي الغة المباشرة مع اللاعب ، فالمترجم الذي خصص له ، كان غير جدير بملازمته ، أضف لذلك خلو كشف الفريق من لاعب ولو واحد يجيد لغة التواصل المباشر مع المدرب ، فكان التعثر في نتائج الفريق هي القشة التي قصمت ظهره ، حينها لم يفتأ الإعلام بالطرق علي خبراته والطعن فيها وأنها غير مؤهلة لتدريب النادي ـ كذلك خروج بعض اللاعبين بتصريحات تقدح في خبرات المدرب وتعامله القاسي معهم بزعمهم ، أفلح أولئك في تعبئة الجو العام ضد تلك الخبرة الأجنبية ، وتحت الضغط الكثيف رضخت الإدارة مرغمة علي الإستغناء عنه ، لم يجد المدرب حينها فرصة للتبرير ولا المدافعة ، وانما أحتفي الإعلام والجمهور بالتخلص منه الي حيث إجبار إدارة النادي علي البحث عن جديد .
الغريب في الأمر ان ذات المدرب قد عاودت إدارة النادي البحث عنه لإستجلابه أخري، بعد ما تبين لها أنها قد فرطت فيه وأنه صاحب خبرات مشهودة لها دائما بالنجاح ، وتكرر نفس السيناريو في التعجل والإستغناء ، فالرجل أخيرا قد حط رحاله في دولة جارة ، أحترمت خبراته وجهوده ، فحقق معها ما أخفق في إنجازه معنا ، وذات الدولة ترفعه ليصنع المعجزة والإنجاز مع فريقها الأول في التأهل ومصارعة الكبار ..
أزمة أنديتنا مع الخبرات الأجنبية أنها لا تلبي لها أحتياجها في المعينات المطلوبة ، فلا يعقل ان تسجلب لاعبين لا يفقهون فن التواصل معها، يحيكون أحيانا لأبعادها ، ، يجيدون اللغة المحلية التي تحتاج لمترجم قد يفشل بالتأكيد في نقل المعلومة والخطة المطلوبة للاعبين ، فيضيع مجهود المدرب سدي ، ويتحمل وحده مسئولية الإخفاق ، فتنصب له المحاكم التي دائما ما تنتهي بمقصلة الإستغناء وإجباره علي الرحيل ،
ليست الأزمة في الخبرة الأجنبية بل ينبغي ان نواجه الحقيقة التي دائما ما نتعامي عنها وندفن رؤؤسنا في الرمال ، نحتاج لجيل من اللاعبين يدرك التواصل مع تلك الخبرات دون وسيط ، فكم من النماذج مع الفرق من حولنا ، ثقافة اللاعب وتواصله المباشر مع المدرب الأجنبي صنعت من تلك الفرق قوة ضاربة بفعل الإستفادة القصوي من تلك الخبرات في تحويلها الي فرق بطولات تلعب وفق معيار دائم ينشد الربح أنتصارا وليس الخسارة.
سيذهب لافاني كما ذهب قبله آخرون بعد أن فشل التواصل المفقود مع اللاعبين في صنع التوليفة المطلوبة ، انا أستغرب جدا أن نحاسب المدرب ولا نحاسب اللاعبين، ، فقد إستجلبنا المحترفين واللاعبين المحليين بصفقات خرافية من أجل مساعدة الخبرة الأجنبية في الإرتقاء بالفريق ، لماذا لا نحاسبهم وقد يكونوا هم السبب أيضا في ذلك ، وكم من قصص مشهورة أفلح تكتل اللاعبين بأساليبهم المعروفة في العصف بالمدرب وكانت الخبرة الأجنبية دائما كبش الفداء في سبيل أرضاء الجمهور والإعلام وما درينا حينها ان العلة تبقي اللاعب الذي يفتقر لمقومات التواصل والحوار المباشر ..
يقينا لن تنجح اي خبرة أجنبية عندنا ولو طفحت سيرتها الذاتية بالأنجازات والكؤؤس المحمولة ، طالما اننا لا نوفر لتلك الخبرة ما تنشده لتحقق النجاح ، فالمدرب يحتاج للتوجيه المباشر والمعلومة السريعة مع اللاعب التي يفطن لها من خلال الثغرات وأثناء المباريات الهامة وعندما تغيب تلك الوسائل ، ويحتاج الأمر لتدخل الوسيط ، تخفق تلك الخبرة في تحقيق أهدافها ويبدو عسيرا الوصول بنجاحاته الي غايتها ، والا فأخبروني ، كيف تنجح ذات الخبرات في غير واقعنا بالإنجاز الباهر ، وعندما نستجلبها تفاؤلا تفشل زريعا ويكون حظها منا الإستغناء ورميه بكل منقصة في الخبرة والأداء والنتيجة ..
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : مهدي ابراهيم
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019